تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

ص :3

ص :4

یزلْ یُقَرِّظُ أَحْیَاکم و یُؤَبِّنُ مَوْتَاکُم؛قالَ رُؤْبَه:

فامْدَحْ بِلالاً غیر ما مُؤَبَّنِ

ترَاهُ کالبازِی انْتَمَی للْمَوْکِنِ (1)

یقولُ :غَیْر هالکٍ أَی غَیْر مَبْکِیِّ ؛و منه قَوْلُ لَبیدٍ، رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه:

قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ

و أَبِّنَا ملاعِبَ الرِّماحِ

و مِدْرهَ الکَتبیهِ الرَّداحِ (2)

و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ :غَیْرُ مُؤَبَّنٍ أَی غیرُ مَعِیبٍ .

و التَّأْبِینُ : اقتِفاءُ أَثَرِ الشَّیءِ، کما فی الصِّحاحِ عن الأَصْمَعیّ ،و منه قیلَ لمادِحِ المَیِّتِ : مُؤَبِّنٌ لاتِّباعِه آثارُ فِعَالِه و صَنائِعِه. کالتَّابُّنِ .

و التَّأْبینْ : تَرَقُّبُ الشَّیءِ.

و فی الصِّحاحِ :قالَ أَبو زیْدٍ: أَبَنْتُ الشیءَ:رَقَبْتُه؛قالَ أَوْسٌ یَصِفُ الحِمارَ:

یقولُ له الراؤُونَ هذاکَ راکِبٌ

یُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ عَلیاءَ واقِفُ (3)

و حَکَی ابنُ بَرِّی قالَ :رَوَی ابنُ الأَعْرابیِّ یُؤَبِّر،قالَ :

و معْناهُ یَنْظُرُ شخصاً لیَسْتَبینَه.و یقالُ :إنَّه لیُؤَبِّرُ أَثراً إذا اقتَصَّه.

و الأَبِنُ ،ککَتِفِ :الغَلیظُ الثَّخینُ من طعامٍ أَو شَرابٍ ، عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

و إِبَّانُ الشَّیءِ،بالکسْرِ و تَشْدیدِ الموحَّدَهِ : حِینُه و وَقْتُه.

یقالُ :کُلِ الفَواکِه فی إبّانِها ،کما فی الصِّحاحِ ؛قالَ الراجزُ:

أَیَّان تقْضی حاجَتی أَیَّانا

أَما تَری لِنُجْحها إِبَّانا (4)

أَو إِبَّانُه : أَوَّلُه، و به فُسِّر قوْلُهم:أَخَذَ الشیءَ بإِبَّانِه ، و النُّونُ أَصْلیَّه فیکونُ فِعَّالاً،و قیلَ :زائِدَهٌ ،و هو فِعْلانُ مِن أَبَّ الشیءُ إذا تَهَیَّأَ للذَّهابِ .و ذَکَرَ النقارسیُّ فی شرْحِ المنفرجه الوَجْهَیْنِ .

و الآبِنُ من الطَّعَامِ :الیابِسُ ، هو بمدِّ الأَلِفِ .

و أَبَنَ الدَّمُ فی الجُرْحِ یَأْبَن أَبناً : اسْوَدَّ.

و أَبانٌ ،کسَحَابٍ :مَصْروفهَ (5): اسْمُ رجُلٍ ،و هو فعالٌ ،و الهَمْزَهُ أَصْلیَّه،کما جَرَی علیه المصنِّفُ و حَقَّقه الدَّمامِینی و ابنُ مالِکٍ ،و جَزَمَ به ابنُ شبیبٍ الحرانیُّ فی جامِعِ الفنونِ و أَکْثَر النُّحّاه و المُحدِّثِیْن علی مَنْعِه مِن الصَّرْفِ للعِلْمیَّه و الوَزْن،و بحثَ المُحقِّقون فی الوَزْن لأَنَّه إذا کان ماضِیاً فلا یَکونُ خاصّاً أَو اسْم تَفْضِیل، فالقِیاسُ فی مِثْلِه أبین .

و قالَ بعضُ أَئِمَّه اللُّغَهِ :من لم یَعْرِف صَرْف أَبان فهو أَتانٌ ،نَقَلَه الشهابُ ،رَحِمَه اللَّهُ ،فی شَرْحِ الشفاءِ.

و أبانُ بنُ عَمْرِو،و أَبانُ بنُ سعیدٍ صَحابِیَّانِ .

و أبانُ بنُ إسْحاق الکُوفیُّ ،و ابنُ صالِحٍ أَبو بَکْر، و ابنُ صَمْعَهَ البَصْریُّ ،و ابنُ طارِقٍ ،و ابنُ عُثْمان بنِ عَفَّان،و ابنُ أَبی عَبَّاس (6)العَبْدیّ ،و ابنُ زیْدٍ (7)العطَّار، مُحَدِّثونَ .

ص:6

و أَبانٌ : جَبَلٌ شَرْقِیَّ الحاجِزِ،فیهِ نَخْلٌ و ماءٌ، و هو المَعْروفُ بالأَبْیَض.

و أَیْضاً: جَبَلٌ لبنِی فَزارَهَ ، و هو المَعْروفُ بالأَسْودِ و بینهما مِیْلان.

و قالَ أَبو بکْرِ بنُ موسَی: أبانٌ جَبَلٌ بینَ فید و النَّبْهانیَّه أَبْیَض،و أَبانٌ جَبَلٌ أَسْوَدُ،و هما أَبانانِ کِلاهُما مُحَدَّد الرأْسِ کالسِّنانِ ،و هُما لبَنی مَنافِ بنِ دَارِم بنِ تَمِیمِ بنِ مرٍّ؛و أَنْشَدَ المبرّدُ لبعضِ الأَعْرابِ :

فلا تَحْسِبا سِجْن الیَمامَه دائِماً

کما لم یطب عَیْشُ لنا بأَبان (1)

و قالَ الأَصْمَعیُّ :وادِی الرُّمهِ یمرُّ بینَ أَبانَیْنِ ،و هُما جَبَلانِ .یقالُ لأَحدِهما أَبانُ الأَبْیَض و هو لبَنی فَزارَهَ ثم لبَنی حرید (2)منهم،و أَبانُ الأَسْوَدُ لبَنی أَسَدٍ،ثم لبَنی والبَهَ بنِ الحارِثِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنُ دُودَان بنِ أَسَدٍ،و بَیْنهما ثلاثَهُ أَمْیالٍ .

و ذو أَبانٍ :ع.

و أَبانانِ :جَبَلانِ ، أَحَدُهما مُتالِعٌ ،و الثانی أَبانٌ ، غَلَبَ أَحَدهُما،کما قالوا العُمَرَان و القَمَران،و هُما بنَواحِی البَحْرَیْن،و استَدَلّوا علی ذلِکَ بقوْلِ لَبیدٍ،رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه:

دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فَأَبانِ

فتَقادَمَتْ بالحِبْسِ و السُّوبانِ (3)

و قیلَ :هذه التَّثْنِیهُ لأَبانِ الأَبْیَض و الأَسْوَد،کما تقدَّمَ ذلِکَ عنِ الأَصْمَعیّ .

و قالَ أَبو سَعِیدٍ السُّکَّریُّ : أَبانٌ جَبَلٌ ،و بانَهُ جَبَلٌ آخَرُ یقالُ له شروری،فغَلَّبوا أباناً علیه فقالوا: أبانانِ ،و به فُسِّر قَوْل بِشْر بنِ أَبی خازِمٍ :

یَؤُمُّ بها الحُداهُ مِیاهَ نَخْلٍ

و فیها عن أَبانَیْنِ ازْوِرارُ (4)

و للنّحویِّین هنا کَلامٌ طَویلٌ لم أَتَعرَّض له لطُولِه،و مَن أَرادَ ذلِکَ فعلیه بکِتابِ المعْجمِ لیاقوتٍ .

و جاءَ فی إبانَتِه ، بالکسْرِ مُخَفَّفَهَ ، أَی فی کلِّ أَصْحابِه.

و أُبْنَی ،کلُبْنَی:ع بفِلَسْطینَ بینَ عَسْقَلانَ و الرَّمْله، و یقالُ لها أینی (5)بالیاءِ أَیْضاً،و قد جاءَ ذِکْرُه فی سریَّهِ أُسامَهَ بنِ زیْدٍ.

و فی کتابِ نَصْر: أُبْنَی :قرْیَهٌ بمُؤْتَهَ .

و کزُبَیْرٍ: أُبْیَنُ بنُ سُفْیانِ مُحَدِّثٌ ضَعِیفٌ ،قالَهُ الحافِظُ .

و دَیْرُ أَبُّونٍ ،کتَنُّورٍ،أَو أَبْیُونٍ بالجَزیرَهِ ، أی جَزِیرَه ابنِ عُمَرَ، و بقُرْبِه أَزَجٌ عَظیمٌ و فیه قَبْرٌ عظیمٌ یقالُ إنَّه قَبْرُ نوحٍ ،علیه السَّلامُ ؛ و فیه یقولُ الشاعِرُ:

سَقَی اللَّهُ ذاکَ الدَّیْر غَیْثاً رخَّصه

و ما قد حَواهُ مِن قِلالٍ و رُهْبان (6)

و إنّی و الثَّرْثاء و الحَضْرِ خلَّتی

و أهلک دَیْر أَبْیُونَ أَو بُرْزَ مَهْرَان (7)

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أَبَنُ الأَرْض:نَبْتٌ یخْرُجُ فی رُؤُوسِ الإِکامِ ،له أَصْلٌ و لا یَطُول،و کأَنَّه شَعَر یُؤْکَل و هو سَرِیعُ الخُروجِ سَریعُ الهَیْجِ ؛عن أبی حَنیفَهَ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی.

و أَبانُ :مَدینَهً صَغیرَهٌ بکرْمانَ مِن ناحِیَهِ الزوران؛نَقَلَه یاقوت رَحِمَه اللَّهُ تَعالَی.

ص:7

*

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

اسْتَأْتَنَ الرَّجُل:اشْتَرَی أتاناً و اتَّخَذَها لنفْسِه؛نقَلَه الجَوْهرِیُّ ؛و أنْشَدَ ابنُ بَرِّی:

بَسَأْتَ یا عَمْرُو بأَمرٍ مؤتِنِ

و اسْتَأْتَنَ الناسُ و لَمْ تَسْتَأْتِنِ

و اسْتَأْتَنَ الحِمارُ:صارَ أتاناً .

و قوْلُهم:کانَ حماراً فاسْتَأْتَنَ :یُضْرَبُ للرَّجُلِ یَهُون بعید العِزِّ؛نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الأَتانُ :المرأهُ الرَّعناءُ،علی التَّشْبیهِ .

و قیلَ :لِفَقِیه العَرَبِ :هل یَجُوزُ للرَّجُل أنْ یتزوَّجَ بأَتانٍ ؟قالَ :نَعَم؛حَکَاه الفارِسِیُّ فی التَّذْکِرَه.

و أتانُ الثَّمِیلِ :الصَّخْرهُ فی باطِنِ المَسیلِ الضَّخْمهُ لا یرفعُها شیءٌ و لا یُحرِّکُها،طُولُها قامهٌ فی عَرْضِ مِثْلِه؛ عن ابنِ شُمَیْل؛و أنْشَدَ للأَعْشَی:

بِناجِیهٍ کأَتانِ الثَّمِیل

تُقَضِّی السُّرَی بَعْدَ أیْنٍ عَسِیرَا (1)

و المُؤتَنُ ،کمُکْرَمٍ :المَنْکوسُ ؛و سَیَأْتی إن شاءَ اللَّهُ تعالَی.

و الإِجَّانَهُ ،بالکَسْرِ مُشدَّدهً ،و الإِیجانَهُ ، بالیاءِ، و الإِنْجانَهُ ، بالنُّونِ ، مکسورتینِ ، الأَخیرَهُ طائِیَّه عن اللّحْیانیّ ، م مَعْروفٌ و هو المِرْکَنُ ، ج أَجاجِینُ .

قالَ الجَوْهرِیُّ :و لا تَقُل إِنْجانَه.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أَجُنَ الماءُ،ککَرُمَ :تَغَیَّر،عن ثَعْلَب.

و وَقَعَ فی الاقْتِطافِ : أَجنَ کمنعَ .

قالَ شیْخُنا،رَحِمَه اللَّهُ :و هو غیرُ مَعْرُوفٍ إلاَّ أَنْ یکونَ مِن بابِ التَّداخُل فی اللّغَتَیْن.

و ماءٌ أَجِنٌ ،ککَتِفٍ ،و أَجِینٌ ،کأَمیرٍ،و الجَمْعُ أَجونٌ .

و قالَ ابنُ سِیْدَه:أَظنُّه جَمْعَ أَجْنٍ أَو آجِنٍ .

و المِیْجَنَهُ (1):مِدَقَّهُ القصَّارِ،و ترْکُ الهَمْز أَعْلی لقوْلِهم فی جَمْعِها مَواجِن .

و قالَ ابنُ بَرِّی:جَمْعُها مآجِنُ .

و أَجینُ لقیبط مدینهٌ بالهِنْدِ.

و إِجْنا ،بالکسْرِ:قَرْیهٌ بمِصْرَ،کذا فی فُتوحِ مِصْر.

و أُجانُ ،کغُرابٍ :بلَیْدَهٌ بأَذَرْبِیْجان بَیْنها و بینَ تَبْریز عَشر فَراسِخ فی طریقِ الرَّیِّ ،عن یاقوت.

أَضافَ الشیءَ إلی نفْسِه،لأَنَّ القِیاسَ هی الآخِنِیَّه ،أَو أَرادَ قِیاسَ القوَّاسَه الآخِنِیَّه .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

إخْنا ،بالکسْرِ:مَدینَهٌ قَدیمهٌ ذات عَمَلٍ مُنْفَردٍ و مَلِک مُسْتبدِّ بالقُرْبِ مِن إسْکَنْدریَّه؛کذا فی أَخْبارِ فُتوحِ مِصْرَ، و هی غیرُ أخنویه التی فی الغَرْبیهِ الآتی ذِکْرُها فیمَا بَعْد إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعالَی.

و آذَنَهُ الأَمْر و آذَنَهُ به:أَعْلَمَهُ ؛ و قد قُرِیءَ: فآذِنُوا بحرْبٍ ،أی أَعْلِمُوا کلَّ مَنْ لم یَتْرک الرِّبا بأَنَّه حربٌ مِن اللَّهِ و رَسُولِه.

و أَذَّنَ تَأْذِیناً :أَکْثَرَ الإِعْلامَ بالشَّیءِ؛قالَهُ سِیْبَوَیْه؛و قالوا أَذَّنْتُ و آذَنْتُ ،فمِن العَرَبِ مَنْ یَجْعَلهما بمعْنًی،و منهم مَنْ یَقولُ : أَذَّنْت للتَّصْویتِ بإِعْلانٍ ،و آذَنْتُ أَعْلَمْت.

و قوْلُه عزَّ و جلَّ : وَ أَذِّنْ فِی النّاسِ بِالْحَجِّ (1)؛

16- روی:

أَنَّه وَقَف بالمَقامِ فنادَی:یا أَیُّها الناس،أَجِیبُوا اللَّهَ یا عِبَاد اللَّه،أَطِیعُوا اللَّهَ ،یا عِبَاد اللَّه،اتَّقوا اللَّهَ ،فَوَقَرَتْ فی قلْبِ کلِّ مُؤْمِنٍ و مُؤْمِنَهٍ ،و أَسْمَعَ ما بینَ السَّماءِ و الأَرْض،فأَجابَهُ مَنْ فی الأَصْلابِ ممَّن کُتِبَ له الحجُّ .

و أَذَّنَ فُلاناً:عَرَکَ أُذُنَهُ ، أَو نَقَرَهَا.

و أَذَّنَه تأْذِیناً : رَدَّهُ عن الشُّرْبِ فلم یَسْقِهِ ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابیِّ :

أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدُّبَرْ

أَی رَدَّنا فلم یَسْقِنا.

قالَ ابنُ سِیْدَه:هذا هو المَعْرُوفُ ،و قیلَ :مَعْناهُ نَقَرَ أذننا .

و یقُولونَ :لکلِّ جابهٍ (2)جَوْزَهٌ ثم یُؤَذِّنُ ،أی لکلِّ واردٍ سَقْیهٌ مِن المَاءِ لأَهْلِه و ماشِیَتِه ثم یضربُ أُذُنُه إعْلاماً أَنَّه لیسَ عنْدَهم أَکْثرُ مِن ذلِکَ .

و آذَنَ النَّعْلَ و غیرَها:جَعَلَ لها أُذُناً ، و هو ما أَطافَ منها بالقِبالِ .

و فَعَلَهُ بإِذْنی ، بالکسْرِ، و أَذِینِی ، کأَمِیرٍ،أَی بِعِلْمی.

قالَ الراغبُ :لکنْ بینَ الإِذْنِ و العِلْمِ فرقٌ ،فإِنَّ الإذْنَ أَخَصُّ إذ لا یکادُ یُسْتَعْمَلُ إلاَّ فیمَا فیه مَشِیئهٌ ،ضامَتِ الأَمْرَ أَو لم تضامه؛فإنَّ قوْلَه: وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ (3)مَعْلومٌ أَنَّ فیه مَشِیئهً و أَمَداً؛و قوْله: وَ ما هُمْ بِضارِّینَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ فیه مَشِیئهٌ مِن وَجْهٍ ،و هو لا خِلافَ فی أَنَّ اللَّهَ تعالَی أَوْجَدَ فی الإِنْسانِ قوَّهً فیها إمْکانُ الضَّرَرِ (4)مِن جِهَهِ من یَظْلِمه فیَضرّه و لم یَجْعَلْه کالحجرِ الذی لا یوجعه الضَّرْبُ ،و لا خِلافَ أَنَّ إیجادَ هذا الإِمْکان مِن هذا الوَجْه یَصحّ أَنْ یقالَ إنَّه بإِذْن و مَشِیئه یَلْحق الضَّرَر مِن جهَهِ الظُّلْم (5)، انتَهَی.

قالَ السَّمِینُ فی عمدَهِ الحفَّاظ :و هذا الاعْتِذارُ مِن الرَّاغبِ لأَنَّه یَنْحو إلی مذْهَبِ الاعْتِزَالِ .

و أَذِنَ له فی الشَّیءِ،کسَمِعَ إذْناً ،بالکسْرِ،و أَذِیناً ، کأَمیرٍ: أَباحَهُ له و فی المِصْباحِ : الإِذْنُ لغَهُ الإِطْلاقِ فی الفِعْلِ و یکون الأَمْرُ إذناً و کَذلِکَ الإِرادَه.

و قالَ الحرالیُّ :هو رَفْعُ المنْعِ و إیتاءُ المکنه کوناً و خَلْقاً.

و قالَ ابنُ الکَمالِ :هو فَکُّ الحَجْرِ و إطْلاقُ التَّصرُّف لمَنْ کان مَمْنوعاً شَرْعاً.

و قالَ الرَّاغبُ :هو الإِعْلامُ بإِجازَهِ الشیءِ و الرّخْصَه فیه،نحْو: إِلاّ لِیُطاعَ بِإِذْنِ اللّهِ (6)أَی بإرَادَتِه و أَمْرِه.

قالَ شیْخُنا:و ما وَقَعَ للزَّمَخْشرِیّ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی، فی الکشافِ مِن تفْسِیرِه بالتَّیْسِیرِ و التَّسْهیلِ فمبْنِیٌّ علی أَنَّ أَفْعالَ العِبادِ بقدْرتِهم المُؤَثّره و اللَّهُ تعالَی ییسّرها.

و حَمَلَه الشهابُ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی،علی الاسْتِعارَهِ أو المجازِ المُرْسَلِ .

و اسْتَأْذَنَه :طَلَبَ منه الإِذْنَ .

قالَ الجَوْهرِیُّ :و یقالُ ائْذَنْ لی علی الأَمیرِ،أَی خُذْ لی منه إذْناً ؛و قالَ الأَغَرُّ بنُ عبدِ اللَّهِ :

و إنِّی إذا ضَنَّ الأَمِیرُ بإِذْنِه

علی الإِذْنِ من نفْسِی إذا شئتُ قادِرُ (7)

ص:12

و قالَ الشاعِرُ:

قلتُ لِبَوَّابٍ لَدَیْهِ دارُها

تِئْذَنْ فإنِّی حَمْؤُها و جارُها (1)

قالَ أَبو جَعْفَر:أَرادَ لِتَأْذَنْ ،و جائِزٌ فی الشِّعْر حذفُ اللام و کسْرُ التَّاءِ علی لُغَهِ مَنْ یقولُ أَنْتَ تِعْلَم؛و قُرِیءَ:

فلذَلِکَ فَلْتِفْرَحوا (2).

و أَذِنَ إلیه و له،کفَرِحَ ، أَذَناً : اسْتَمَعَ إلیه مُعْجِباً؛ و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لعَمْرو بنِ الأَهْیَم:

فلَمَّا أَنْ تَسایَرْنا قَلیلاً

أَذِنَّ إلی الحدیثِ فهُنَّ صُورُ

و قالَ عَدِیُّ :

فی سَماعٍ یَأْذَنُ الشَّیخُ له

و حدیثٍ مثْل ماذِیِّ مُشَار (3)

و شاهِدُ المَصْدرِ قَوْل عَدِیِّ :

أَیُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ

إنَّ هَمِّی فی سَماعٍ و أَذَنْ 3

أَو هو عامٌّ سَواء بإعْجابٍ أَو لا،و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لقَعْنَب بن أُمِّ صاحِبٍ :

إن یَسْمَعُوا رِیبهً طارُوا بها فَرَحاً

مِنِّی و ما سَمِعوا من صالِحٍ دَفَنُوا

صُمٌّ إذا سَمِعوا خَیْراً ذُکِرْتُ به

و إن ذُکِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنوا (4)

و

16- فی الحَدِیْثِ : «ما أَذِنَ اللَّهُ لشیءٍ کأَذَنِه لِنَبیِّ یَتَغَنَّی بالقُرْآنِ ».

قالَ أَبو عُبَیدٍ:یعْنی ما اسْتَمَعَ اللَّهُ لشیءٍ کاسْتِماعِه لمَنْ یَتْلوه یَجْهَرُ به.و قوْلُه،عزَّ و جلَّ : وَ أَذِنَتْ لِرَبِّها وَ حُقَّتْ (5)،أَی اسْتَمَعَتْ .

و أَذِنَ لِرائحهِ الطَّعامِ : إذا اشْتَهاه و مالَ إلیه؛عن ابنِ شُمَیْل. و آذَنَهُ الشیءُ إیْذاناً :أَعْجَبَهُ فاسْتَمَعَ ؛أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابیِّ :

فلا و أَبیکَ خَیْر منْکَ إنِّی

لَیُؤْذِنُنی التَّحَمْحُمُ و الصَّهیلُ

و آذَنَه إیذاناً : مَنَعَهُ و رَدَّهُ .

و الأُذُنُ ،بالضَّمِّ و بضمتینِ یُخَفَّفُ و یُثَقَّلُ ، م مِن الحَواسِّ ، مُؤَنَّثَهٌ ، کالأَذِینِ ، کأَمیرٍ،و الذی حَکَاه سِیْبَوَیْه أُذْن ،بالضمِّ ، ج آذانٌ ، لا یُکسَّرُ علی غیرِ ذلِکَ .

و مِن المجازِ: الأُذُنُ : المَقْبِضُ و العُرْوَهُ مِن کلِّ شیءٍ، کأُذُنِ الکُوزِ و الدَّلْوِ،علی التَّشْبِیهِ ،و کلٌّ مُؤَنَّثٌ .

و قالَ أَبو زیادٍ: أُذُنٌ ،بضمَّتَیْن: جَبَلٌ لبَنی أَبی بَکرِ ابنِ کِلابٍ ، و إیَّاهُ أَرادَ جَهْمُ بنُ سبل بقوْلِه فسکَّنَ :

فأَنّی لأُذْنٍ و السَّتارَیْن بعد ما

عنیت لأُذْن و الستارین قالیا (6)

و مِن المجازِ: الأُذْنُ : الرَّجُلُ المُسْتَمِعُ القابِلُ لما یقالُ له، وصَفُوا به للواحِدِ و الجَمْعِ .

قالَ أَبو زیْدٍ:رجُلٌ أُذُنٌ و رِجالٌ أُذُنٌ إذا کانَ یَسْمَعُ مَقالَهَ کلّ أَحَدٍ.

قالَ ابنُ بَرِّی:و یقُولونَ :رجُلٌ أُذُنٌ و امرأَهٌ أُذُنٌ ،و لا یُثَنَّی و لا یُجْمَع،قالَ :و إنَّما سمَّوه باسْمِ العُضْو تَهْویلاً و تَشْنِیعاً.

14- و جاءَ فی تفْسِیرِ قَوْله،عزَّ و جلَّ : هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ (7): أَنَّ مِنَ المُنافِقینَ مَنْ کَانَ یَعیبُ النبیَّ صَلّی اللّه علیه و سلّم،و یقولونَ :إن بَلَغَه عنِّی شیء حَلَفْت له و قَبِلَه منِّی لأنَّه أُذُنٌ ،فأَعْلَمَه اللَّهُ تعالَی أَنَّه أُذُنُ خیرٍ لا أُذُنُ شَرٍِّّ،أَی مُسْتَمِعُ خیرٍ لکُم.

ص:13

و رجُلٌ أُذانِیُّ ،کغُرابِیِّ ،و آذَنُ ، کأَحْمَد: عَظیمُ الأُذُنِ ؛ و اقْتَصَرَ الجَوْهرِیُّ علی الأَوَّلِ ؛و زادَ ابنُ سِیْدَه طَوِیلُها، و کَذلِکَ مِن الإِبِلِ و الغَنَمِ .

و نَعْجَهٌ أَذْناءُ ،و کَبْشٌ آذَنُ : عَظِیمَهُ الأُذُنَیْنِ .

و أَذَنَهُ ، بالقَصْرِ، أَذْناً ، و آذَنَهُ (1)، بالمدِّ، إیذاناً ؛و علی الأَوّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ : أَصابَ أُذْنَه ، فهو مَأْذونٌ و مؤذنٌ .

و أُذِنَ الرَّجُلُ ، کعُنِیَ :اشْتَکَاها.

و أُذَیْنَهُ ، کجُهَیْنَهَ :اسْمُ مَلِکِ العَمالِیقِ ، أَو مِن مُلوکِ الیَمَنِ ،لیسَت مُحَقَّره علی أُذُن فی التَّسْمیهِ ،إذ لو کانَ کَذلِکَ لم تلحق الهاء.

و قالَ الجَوْهرِیُّ :و لو سَمَّیْت به رَجُلاً ثم صغَّرْته قُلْتَ أُذَیْن ،فلم تؤَنِّث لزَوالِ التَّأْنِیث عنه بالنَّقْل للمُذکَّرِ،فأَمَّا قَوْلهم أُذَیْنه فی الاسْمِ العَلَمِ فإنَّه سمِّی به مصغَّراً.

و أُذَیْنَهُ :اسْمُ وادٍ مِن أَوْدِیَه القبلیه (2)؛نَقَلَه الزَّمَخْشرِیُّ عن عُلَیٍّ العَلَویّ .

و بَنُو أُذُنٍ :بَطْنٌ مِن هوازنَ .

و أُذُنُ الحِمارِ:نَبْتٌ له وَرَقٌ عَرْضُه مثْل الشِّبْر،و له أَصْلٌ کالجَزَرِ الکِبارِ، أَو أَعْظَم منه مِثْل السَّاعِد یُؤْکَلُ و هو حُلْوٌ؛ عن أَبی حَنیفَهَ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی: و آذانُ الفأْرِ:نَبْتٌ بارِدٌ رَطْبٌ یُدَقُّ مع سَویقِ الشَّعیرِ فیوضَعُ علی وَرَمِ العَیْنِ الحارِّ فَیُحَلِّلُهُ ، یقالُ :هو المردقوشُ .

و آذانُ الجَدْی:لسانُ الحَمَلِ .

و آذانُ العبدِ: هو مِزْمارُ الرَّاعِی.

و آذانُ الفِیلِ : هو القُلْقاسُ .

و آذانُ الدُّبِّ : هو البُوصیرُ.

و آذانُ القَسِّیسِ ،و آذانُ الأَرْنَبِ ،و آذانُ (3)الشَّاهِ : حَشائِشُ ذَکَرَها الأطبَّاءُ فی کُتُبِهم.

و الأَذانُ : اسْمٌ یقومُ مَقامَ الإِیذانِ و هو المَصْدَرُ الحَقِیقیُّ ُّ؛و منه قوْلُه تعالَی: وَ أَذانٌ مِنَ اللّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النّاسِ (4)،أَی إعْلامٌ ؛قالَ الفَرَزْدَقُ :

و حتی عَلا فی سُورٍ کلِّ مَدینَهٍ

مُنادٍ یُنادِی فَوْقها بأَذانِ (5)

قالَ ابنُ بَرِّی: و أَنْشَدَ أَبو الجرَّاحِ شاهِداً علی الأَذِینِ بمعْنَی الأَذَانِ ،فقالَ :

طَهُورُ الحَصَی کَانتْ أَذَیناً و لم تکُنْ

بها رِیبهٌ ممَّا یُخافُ تَریبُ (6)

*قُلْت:و قالَ الراجزُ:

حتی إذا نُودِیَ بالأَذِین

و قالَ جَریرٌ:

هل تَشْهَدونَ من المَشَاعِرِ مشعراً

أَو تَسْمَعونَ مِن الأَذانِ أَذِیناً ؟ (7).

و التَّأْذِینُ : مَخْصوصٌ فی النِّداءِ إلی الصَّلاهِ و الإِعْلام بوَقْتِها؛ و قد أَذَّنَ الرَّجُلُ تأْذِیناً و أَذَاناً ، و آذَنَ یُؤْذِنُ إیذاناً .

و الأَذِینُ ،کأَمیرٍ: المُؤَذِّنُ ؛ قالَ الحصینُ بنُ بکْرٍ (8)الرَّبعیُّ یَصِفُ حِمارَ وَحْشٍ :

شَدَّ علی أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ

سَحْقاً و ما نادَی أَذِینُ المَدَرَهْ (9)

و أَذِینُ : جَدُّ والدِ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ جَعْفَرٍ شیْخٌ لأبی الحَسَنِ بنِ جَهْضَم.

ص:14

و الأَذِینُ : الزَّعِیمُ ، أَی الرَّئِیسُ .

و أَیْضاً: الکَفِیلُ ، و به فَسَّر أَبو عُبَیْدَهَ بَیْتَ امْریءِ القَیْسِ :

و إِنِّی أَذِینٌ إن رَجَعْتُ مُمَلَّکاً

بسَیْرٍ تَرَی فیه الفُراتِقَ أَزْوَرَا (1)

و قالَ ابنُ سِیْدَه: أَذِینٌ هنا بمعْنَی مُؤْذِنٍ ،کَأَلِیمٍ بمعْنَی مُؤْلِم؛ کالآذِنِ بالمدِّ.

و الأَذِینُ : المَکانُ الذی یَأْتِیه الأَذانُ من کلِّ ناحیهٍ ، و به فُسِّر قولُ الشاعِرِ:

طَهُورُ الحَصَی کانتْ أَذیناً و لم تکُنْ

و قد ذُکِرَ قَرِیباً کما فی الصِّحاحِ ،و المُشارُ إلیه بهذا الشِّعْر البعیره.

و ابنُ أَذینٍ :نَدیمُ أَبی (2)نُواسٍ الشَّاعِرِ لم یُسَمَّ و فیه یقولُ :

إسقِنی یا ابنَ أَذِینٍ

من شراب الزرجون

و المِئْذَنَهُ ،بالکسْرِ:موْضِعُه، أَی الأَذَان للصَّلاهِ ، أو المَنارَهُ ، کما فی الصِّحاحِ .

قالَ أَبو زیْدٍ:یقالُ للمَنارَهِ المِئْذَنَه و المُؤْذَنَه .

و قالَ اللّحْیانیُّ :هی المَنارَهُ ،یَعْنِی الصَّوْمَعَه (3)، علی التَّشْبیهِ .

و أَمَّا قوْلُهم: المَأْذَنَهُ فلُغَهٌ عامیَّهٌ .

و الأَذانُ :الإِقامَهُ لمَا فیها مِنَ الإِعْلامِ للحضُورِ للفَرْضِ و تأَذَّنَ لیَفْعَلنَّ :أَی أَقْسَمَ و قالَ .و به فسّر قَوْله تعالَی:

وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّکَ (4).

و قالَ الزجَّاجُ : تَأَذَّنَ هنا بمعْنَی أَعْلَمَ . و قالَ اللیْثُ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی: تَأَذَّنْتُ لأَفْعلنَّ کذا و کذا یُرادُ به إیجابُ الفِعْل،و قد آذَنَ و تأَذَّنَ بمعْنًی،کما یقالُ :أَیْقَنَ و تَیَقَّنَ .

و آذَنَ العُشْبُ ، مَمْدوداً فهو مؤذنٌ إذا بَدَأَ یَجِفُّ فبعضُه رَطْبٌ و بعضُه یابِسٌ ، و هو مجازٌ؛قالَ الرَّاعِی:

و حارَبَتِ الهَیْفُ الشِّمالَ و آذَنَتْ

مَذانِبُ منها اللَّدْنُ و المُتَصوِّحُ (5)

و إِذَنْ : حَرْفُ جوابٍ و جزاءٍ تأْوِیلُها إن کانَ الأَمرُ کما ذَکَرْتَ ، أَو کما جَرَی،و الجوابُ معْنی لا یُفارِقُها و قد یُفارِقُها الجَزاءُ،و تنصبُ المُضارِعَ بشُروطٍ ثلاثَهٍ :أَن تَتَصدَّرَ و أَنْ یکونَ الفِعْلُ حالاً و أن لا یُفْصَل بَیْنَهما،فإن وَقَعَتْ بَعْدَ عاطِفٍ جازَ الأَمْرَان؛قالَهُ السَّمین فی عمْدَهِ الحفَّاظِ .

و فی الصِّحاحِ :إن قدَّمْتها علی الفِعْل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غَیْر؛و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی:

ارْدُدْ حِمارکَ لا تَنْزِعْ سَوِیَّتَه

إذَنْ یُرَدَّ و قیدُ العَیْرِ مَکْروبُ (6)

ثم قالَ الجوْهرِیُّ :و إن أَخَّرْتَها أَلْغَیْتَ ،فإن کانَ بَعْدَها فعْلُ الحالِ لم تَعْمَل،و إن دَخَلَتْ علیها الواوُ و الفاءُ فأَنْتَ بالخِیارِ،إنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ و إن شِئْتَ أَلْغَیْتَ .

و یَحْذِفونَ الهَمْزَهَ فیقولونَ : ذَنْ لا أَفْعَل، و إذا وَقَفْتَ علی إِذَنْ أَبْدَلْتَ من نونِهِ أَلِفاً فتَقول إذاً یشبه بالتَّنْوینِ فیوقفُ علیه بالأَلِفِ .

و الآذِنُ :الحاجِبُ ؛ و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ :

تَبدَّلْ بآذِنِکَ المُرْتَضَی (7)

و الأَذَنَهُ ،محرَّکَهً :ورَقُ الحَبِّ . یقالُ : أَذَن الحَبُّ إذا خَرَجَتْ أَذَنَتُه .

ص:15

و الأَذَنَهُ : صِغَارُ الإِبِلِ و الغَنَمِ ، علی التَّشْبیهِ بخُوصهِ الثُّمامِ .

و الأَذَنَهُ : التِّبْنَهُ ،ج أَذَنٌ ؛ نَقَلَهُ الأَزْهَریُّ .

و یقالُ :هذا طَعامٌ لا أَذَنَهَ له: أَی لا شَهْوَهَ لریحِه؛ عن ابنِ شُمَیْل.

و مَنْصورُ بنُ أَذینٍ (1)کأَمین (2)، عن مَکْحُول، و علیُّ بنُ الحَسَنِ بنِ أَذِینٍ (3)التوزیُّ ، محدِّثانِ ، الأَخیرُ حَکَی عنه أَبو سعیدٍ بنُ عبدونَهَ .

و أَذَنَهُ ،محرَّکهً :د قُرْبَ طَرَسوسَ و المَصیصه.

قالَ البَلاذری:بُنِیَتْ أَذَنَهُ فی سَنَه إحْدَی و أَرْبَعِین و مائَهٍ بأَمْرِ صالِحِ بنِ علیِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عباسٍ ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنهما،فلمَّا کانتْ سَنَهُ أَرْبَع و تِسْعِین و مائَهٍ بَنی أَبو سلیم فرجُ الخادمُ أَذَنَهَ و أَحْکَم بِناءَها و حَصَّنَها و نَدَبَ إلیها رِجالاً مِن أَهْلِ خُراسَان،و ذلِکَ بأَمْرِ الأَمین محمد بن الرَّشید،و لأَذَنَهَ نَهْرٌ یقالُ له سیحان،و علیه قَنْطَرهٌ مِن حِجارَهٍ عَجِیبَهٍ ،و لأَذَنَهَ ثَمانیهُ أَبوابٍ و سورٌ و خنْدَقٌ ، یُنْسَبُ إلیها جماعَهٌ مِنَ المحدِّثِین.

و أَیْضاً: جَبَلٌ قُرْبَ مکَّهَ ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَی،شرقی الغمر بحِذَاء ثَوْر (4)؛قالَهُ السکونیّ .

و أَذُونٌ ، کصَبُورٍ:ع بالرَّیِّ .

قالَ یاقوت،رحِمَه اللَّهُ تعالَی:مِن نواحِی کُورَه قصران الخارج مِن نَواحِی الرَّیِّ .

و أُذُنا القَلْبِ :زَنَمتانِ فی أَعْلاهُ ، علی التّشْبیهِ .

و أُذُنٌ (5)،أَو أُمُّ أُذُنٍ :قارَهٌ بالسَّماوَهِ تقطعُ منها الرّحَی.

و مِن المجازِ: لَبِسْتُ أُذُنَیَّ له: أَی أَعْرَضْتُ عنه،أَو تَغافَلْتُ . و وَجَدْتُ فلاناً لابِساً أُذُنَیْه :أَی مُتَغافِلاً.

14- و ذُو الأُذُنَیْنِ : لَقَبُ أَنَسِ بنِ مالِکٍ ، رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه؛قالَ له النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم،ذلِکَ . ؛قیلَ :إنَّ هذا القَوْلَ مِن جملَهِ مَزْحِهِ صلّی اللّه علیه و سلّم،و لَطِیفِ أَخْلاقِه،کما

14- قالَ للمرْأَهِ عن زَوْجِها:أَذاک الذی فی عیْنِه بیاضٌ ؟ و قیلَ :معْناهُ الحَضّ علی حُسْنِ الاسْتِماعِ و الوَعْی.

و مِن المجازِ: جاءَ ناشِراً أُذُنَیْه : أَی طامِعاً.

و سُلَیْمانُ بنُ أُذُنانٍ ، مُثَنَّی أُذُن ، مُحدِّثٌ ، و الذی ذَکَرَه ابنُ حبَّان فی ثِقَاتِ التابِعِیْن عبْد الرَّحْمن بن أُذُنانِ عن علیِّ و عنه أَبو إسْحاق.

و تأَذَّنَ الأَمیرُ فی النَّاسِ : أَی نادَی فیهم بتَهَدُّدِ و نَهْیِ ، أَی تقدَّمَ و أَعْلَم،کما فی الصِّحاحِ .

و الأَذَناتُ ،محرَّکهً :أَخْیِلَهٌ بحِمَی فَیْدَ بَیْنَها و بَیْنَ فَیْدَ نَحْوِ عِشْرینَ مِیلاً، هکذا جاءَ فی الشِّعْرِ مَجْموعاً، الواحِدَهُ أَذَنَهٌ ، کحَسَنَهٍ ،قالَهُ نَصْر.

و المُؤْذَنَهُ ،بفتحِ الذَّالِ :طائِرٌ صغیرٌ قصیرٌ نَحْو القُبَّرهِ ، و ضَبَطَه ابنُ بَرِّی بالدَّالِ المُهْمِلهِ ؛و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

المَأْذُونُ :عَبْدٌ أَذنَ له سَیِّده فی التِّجارَهِ ،بحَذْفِ صِلَتِه فی الاسْتِعْمالِ .

و الأذنُ :بطانَهُ الرَّحْلِ .

و قالَ أَبو حنیفَهَ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی:إذا رُکِّبت القُذَذُ علی السَّهْمِ فهی آذانُه .

و آذانُ العَرْفجِ و الثُّمامِ :ما ندرَ منه إذا أَخْوَصَ .

و الأَذَانَانِ : الأَذانُ و الإِقامَهُ ؛و منه

16- الحَدِیثُ : «بَیْنَ کلِّ أَذانَیْنِ صَلاهٌ ».

و المُؤْذِنُ ،کمَکْرِمٍ :العُودُ الذی جَفَّ و فیه رطوبَهٌ .

و أَذَّنَ بإِرْسالِ إِبِلِهِ :تکلَّمَ به.

و أَذَّنُوا عنِّی أوَّلها:أَی أَرْسَلوا أَوَّلها.

و الإذنُ :التَّوفیقُ .و به فَسَّر الهَرَویُّ قوْلَه تعالَی: وَ ما کانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ (6).

ص:16

قالَ السّمین:و فیه نَظَرٌ.

و أَذِنَهُ ،کفَرِحَهٍ :جَبَلٌ بالحِجازِ.

و سِیمَاهُ بالخیرِ مُؤْذِنَه :أَی مُعْلِمَه.

و المُؤذناتِ :النّسْوَهُ یَعْلمْن بأَوْقاتِ الفَرَحِ و السّرورِ عامیَّهٌ .

و الأُذ الذی ین (1)یسمع کلّ ما یُقالُ ،عامیَّه.

و بنُو المؤذنِ :بَطْنٌ مِن العلویین مِن الیَمَنِ .

و شیْخُنا عبدُ اللَّهِ بنُ سَلامَهَ المؤذن ،رحِمَه اللَّهُ تعالَی، و تقدَّمَ ذِکْرُه فی الکافِ .

و أذینُ بنُ عَوْفِ بنِ وائلِ بنِ ثَعْلَبَه:بَطْنٌ من طیِّیءِ منهم:محمدُ بنُ غانمٍ الأُذینیُّ الأَدِیبُ اللّغَویُّ مِن أَهْلِ شدونه بالمَغْربِ بالأَنْدَلُس.

فکأنَّها هی بعدَ غِبِّ کِلالِها

أَو أَسْفعِ الخَدَّیْنِ شاهُ إِرانِ (1)

و الأُرْنَهُ ،بالضَّمِّ :الجُبْنُ الرَّطْبُ ، و الجَمْعُ أُرَنٌ .

و کنی بالأُرْنَهِ عن السَّرابِ (2)لأنَّه أَبْیض،و به فَسَّرَ ابنُ الأَعرابیِّ قوْلَ ابنِ أَحْمر:

و تَعَلَّلَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه

مُتَشاوِساً لِوَرِیدِه نَقْرُ (3)

و رُوِی:و تَقَنَّعَ .

و الأُرْنَهُ : حَبُّ یُطْرَحُ فی اللَّبَنِ فیُجَبِّنُه؛ قالَ :

هِدانٌ کشَحْمِ الأُرْنهِ المُتَرَجْرِج

کالأُرانَی ،کحُبارَی.

و الأُرَیْنُ ،مِثْلُ زُبَیْرٍ،و الأُرَبَی،بالباءِ، الموحَّدَهِ و ضمِّ الهَمْزَهِ و فتْحِ الراءِ، و الأَرِینُ ، کأَمیرٍ: الهَدَرُ، محرَّکَهً ، و فی بعضِ النسخِ بالتَّسْکینِ .

و الأرِینُ : المَکانُ .

و أَرَنَهُ أَرناً : عَضَّهُ .

و أَرُونٌ ، کصَبُورٍ:د بطَبَرِسْتانَ ، کذا فی النُّسخِ ، و الصَّوابُ بالأَنْدَلُس،کذا فی معْجَمِ یاقوت،قالَ :و هی ناحِیَهٌ مِن أَعْمال باجَهَ و لکتانِها فَضْل علی سائِرِ کتان الأَنْدَلُس.

و أَرَنٌ ، کجَبَلٍ :د بطَبَرِسْتان،و کذلِکَ شَرَن.

و أَرِینٌ ، کأَمِیرٍ:ع، الصَّوابُ فیه بالضمِّ فالکَسْر.

و أُرَیْنَهُ ، کجُهَیْنَه:ناحیَهٌ بالمَدینَهِ ، علی ساکِنِها أَفْضَل الصَّلاه و السلام؛قالَ کثیِّرٌ:

و ذکرتُ عَزَّهَ إذا تُصَاقِبُ دارُها

برُحَیْبٍ فأُرَیْنَهٍ فَنُحَالِ (4)

و أُرَیْنِیَّهُ ،کزُبَیْرِیَّهِ ، و ضَبَطَه یاقوتُ بتَخْفیفِ الباءِ الموحَّدَهِ المَفْتوحَه و قالَ : ماءٌ لغَنِیِّ بنِ أَعْصر، قُرْبَ ضَریَّهَ ، و بالقُرْبِ منها الأَوْدِیَه،فالصَّوابُ إذا ذَکَرَها فی الموحَّدَهِ .

و أَرونٌ ،و خَیْفُ الأَرینِ ،و أُرَیْنَهُ :مَواضِعُ ؛ أَمَّا أَرونٌ فقد تقدَّمَ ذِکْرُه و أَنَّه بَلَدٌ بالأَنْدَلُس؛و أَمَّا خَیْفُ الأَرِینِ فظاهِرُ إِطْلاقِه أَنَّه کأَمِیرٍ،و لیسَ کذلِکَ ،بل هو بضمِّ فکَسْرٍ،جاءَ ذِکْرُهُ

16- فی حدِیثِ أَبی سُفْیان،رَضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه،أَنَّه قالَ : أَقْطَعَنی خَیْف الأُرِینِ أملأه عجوه. ؛ و أَمَّا الأَرِیْنَهُ ،کسَفِینَهٍ ؛فلم أَرَ أَحداً تَعَرَّضَ له،و کأَنَّه الأُرَیْنَهُ ،کجُهَیْنَه،الذی تقدَّمَ .

و الأَرِنُ ، ککَتِفٍ ،فَرَسُ عُمَیْرِ بنِ جَبَلٍ البَجَلِیِّ .

و أَرَّانُ ،کشَدَّادٍ:إِقْلیمٌ بأَذْرَبیجانَ مُشْتَملهٌ علی بِلادٍ کثیرَهٍ منها:خبزهُ و بردعَهُ (5)و شَمْکُورٌ و بَیْلقان،و بَیْنه و بَیْنَ أَذْرَبِیجانَ نَهْرٌ یقالُ له الرّسّ ،کلّ ما جاوَزَه مِن ناحِیَهِ المَغْرِبِ و الشّمالِ فهو مِن ناحِیَه أَرَّانَ ،و ما کانَ مِن جهَهِ الشَّرْق فهو مِن أَذْرَبیجانَ .

و أَیْضاً: قَلْعهٌ مَشْهورَهٌ بقَزْوِینَ .

و أَیْضاً: اسمٌ لمَدینَهِ حَرَّانَ المَشْهورَه بدِیارِ مُضَرَ.

و الأَرانِیَهُ :ما یَطولُ ساقُه مِن شجرِ الحَمْضِ و غیرِهِ :

عن أَبی حنیفَهَ ،رحِمَه اللَّهُ تعالَی.و فی بعضِ نسخِ کتابِ النَّباتِ ما لا یَطولُ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الأُرْنَهُ ،بالضَّمِّ :الشَّمسُ ؛عن ابنِ الأَعْرابیِّ و به فسَّرَ قَوْل ابنِ أَحْمر:

و تَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه

و قالَ ثَعْلَب:یعْنِی شَعَرَ رأْسِه.

و فی التهْذِیبِ :الرِّوایَه أُرْتَتَه،بتاءَیْن،قالَ :و هی الشَّعراتُ فی رأْسِه.

و قالَ الجوْهرِیُّ : أُرْنَهُ الحِرْباءِ مَوْضِعُه مِن العُودِ إذا

ص:18

انْتَصَبَ علیه؛و مِثْلُه فی المُجْملِ لابنِ فارِس.

و قد رَدَّ علیهما ذلِکَ قالَ أبو زکریا فی حاشِیَه الصِّحاحِ :لا وَجْهَ لمَا ذَکَره الجوْهرِیّ .

و رَدَّ علی ابنِ فارِس بمثْلِهِ الحُسَیْنُ بنُ مظفرٍ النَّیْسابُورِیُّ فی تَهْذِیبِ المُجْمل.

و قالَ الأصْمعیُّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی: الأُرْنَه ما لُفَّ علی الرَّأْسِ ،قالَ :و لم أَسْمَعْه إلاَّ فی شِعْرِ ابنِ أَحْمَر.

و یُرْوی:أُرْبَته،بالباءِ،أَی قِلادَته،و أَرادَ سَلْخَه لأنَّ الحِرْباءَ یُسْلَخُ کما تُسْلَخُ الحیَّهُ ،فإذا سُلِخَ بقی منه فی عُنُقِه شیءٌ کأَنَّه قِلادَه.

و الأَرینَهُ :نباتٌ عَرِیضُ الوَرَقِ یُشْبه الخِطْمیّ ؛و به فُسِّر

16- حدِیثُ الاسْتِسْقاءِ: «حتی رأَیت الأَرِینَهَ تأْکلُها صِغارُ الإِبِلِ ».

و نَقَلَه شَمِرٌ عن أَعْرابِ سعْدِ بنِ بکْرٍ ببطنِ مُرٍّ،و عن أَعْرابِ کِنانَه و نُقِل عن الأَصْمَعیّ أَنَّه قالَ : الأَرِنیه .

و خَطَّأهُ الأَزْهرِیُّ و أَیَّدَ قوْلَ شَمِرٍ.

و حَکَی ابنُ بَرِّی الأُرِین ،بضمِّ (1)فکَسْرٍ:نَبْتٌ بالحِجازِ له وَرَقٌ کالخِیریّ ؛قالَ :

و یقالُ : أَرَنَ یأْرُنُ أُرُوناً ،دَنا للحجِّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و تأَسَّنَ الماءُ:تَغَیَّرَ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ .

و الأُسُنُ ،بضمَّتَیْن:الخُلُقُ ، زِنَهً و معْنًی،و الجَمْعُ آسانٌ .یقالُ :هو علی آسانٍ مِن أَبیهِ و آسالٍ ،أَی علی شَمائلَ مِن أَبیهِ و علی أخْلاقٍ من أَبیهِ ؛کذا فی الصِّحاحِ .

و الذی هو فی التَّهْذیبِ : الأُسُنُ و العُسُنُ ،ساکنه العَیْن (1)،و الجَمْعُ آسانٌ و أَعْسانٌ .

و أُسُنٌ : وادٍ بالیَمَنِ فی أَرضِ بَنِی عامِرٍ؛قالَهُ نَصْر.

و قیلَ :فی بلادِ بَنی العجلانِ .

و قیلَ :ماءٌ لتمیمٍ ؛قالَ ابنُ مُقْبل:

قالت سُلَیْمَی ببَطْنِ القاعِ من أُسُنٍ

لا خَیْرَ فی العَیْشِ بعدَ الشَّیْبِ و الکِبَرِ (2)

و الأُسُنُ : طاقَهُ النِّسْعِ و الحَبْلِ ؛ عن أَبی عَمْرو، و جَمْعُه آسانٌ ،و أَنْشَدَ الفرَّاءُ لابنِ زیْدِ مَنَاه:

لقد کنتُ أَهْوَی الناقِمِیَّهَ حِقْبهً

فقد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ (3)

قالَ ابنُ بَرِّی،رحِمَه اللَّهُ تعالی:جعلَ قُوَی الوَصْلِ بمنْزِلَهِ قُوَی الحبْلِ .

و الأُسُنُ : بقِیَّهُ الشَّحْم القدِیمِ ؛عن ابنِ السِّکِّیت.

یقالُ :سَمِنْتُ علی أُسُنٍ أَی علی أَثارَه شَحْمٍ قدِیمٍ کانَ قبْلَ ذلِکَ ؛ کالإِسْنِ ،بالکسْرِ.

و الأُسُنُّ ، کعُتُلِّ :ج آسانٌ .

و قالَ الفَرَّاءُ:إذا بَقِیَتْ مِن شَحْمِ الناقَهِ و لَحْمِها بقِیَّهً فاسْمُها الأُسُنُ و العُسُنُ ،و الجَمْعُ آسانٌ و أَعْسانٌ .

و الأَسِینَهُ :القُوَّهُ من قُوَی الوَتَرِ،ج أسائِنُ و أُسُنُ ، کسَفائِنٍ و سُفُنٍ .

و الأسِینَهُ : سَیْرٌ من سُیورٍ تُصْفَرُ جَمیعاً فتُجْعَلُ نِسْعاً أَو عِناناً، و الجَمْعُ کالجَمْعِ . و أَسَنْتُ له أَسناً : أَبْقَیْتُ له.

و إِسْنَی ،بالکسْرِ و یُفْتَحُ :د بصَعیدِ مِصْرَ فی أَقْصاهُ و لیسَ وَرَاءه إلاَّ أُدفو و أَسْوانَ ثم بِلاد النَّوْبهِ ،و هو علی شاطِیءِ النِّیلِ المُبارَکِ فی الجانِبِ الغَرْبی مَدینَهٌ عامِرَهٌ طیِّبهٌ کثیرَهُ النَّخْلِ و البَساتِین و التِّجارَهِ ،و إلیها نُسِبَ جماعَهٌ مِن العُلَماءِ،رحِمَهم اللَّهُ تعالی،کالجمال عَبْدِ الرَّحیمِ بن الحَسَنِ الأُمَویّ الإِسنائیّ صاحِبِ التَّصانِیفِ فی الفقْهِ و الأُصولِ ،و أَخِیه عِمَاد الدِّیْن،و آلِ بَیْتِهما،رحِمَهُم اللَّهُ تعالی.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

مِیاهٌ آسانٌ :مُتغیِّرَهٌ ؛قالَ عوفُ بنُ الخَرِع:

و تَشْربُ آسانَ الحِیاضِ تَسوفُها

و لوْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَبدهِ آجِما (4)

أَرادَ آجِناً،فقَلَبَ و أَبْدَلَ .

و تأَسَّنَ عَهْدُه و وُدُّه:إذا تَغیَّرَ؛قالَ رُؤْبَه:

راجَعَه عَهداً عن التأَسُّن (5)

و الإِسْنُ ،بالکسر:قُوَّهٌ مِن قُوَی الحَبْلِ ،و الجمْعُ أُسُونٌ ؛قالَ الطرمَّاحُ :

کحلْقومِ القَطاه أُمِرَّ شَزْراً

کإِمْرارِ المُحْدَرجِ ذی الأُسونِ

و یقالُ :أَعْطِنی إِسْناً من عَقَبٍ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: الأَسْنُ لُعْبهٌ لهم یُسَمّونَها الضَّبْطَه و المَنَسهَ (6).

و آسانُ الرَّجلِ :مَذَاهِبُه.

و الآسانُ :الآثارُ القدِیمَهُ .

و آسانُ الثِّیابِ :ما تَقَطَّعَ منها و بَلِیَ .و یقالُ :ما بَقِیَ مِن الثَّوْبِ إلاَّ آسانٌ أَی بَقایا؛و الواحِدُ أُسُنٌ ؛قالَ الشاعِرُ:

ص:20

یا أَخَوَیْنا من تَمِیمٍ عَرِّجا

نَسْتَخْبِرُ الرَّبْعَ کآسانِ الخَلَقْ (1)

و ما أَسَنَ لذلِکَ :أَی ما فَطَنَ .

و التَّأَسُّنُ :التوهُّمُ و النِّسْیانُ .

و أَسَنَ الشَّیءَ:أَثْبَتَه.

و المآسِنُ :منابِتُ العَرْفجِ .

أَهْمَلَهُ الجَوْهرِیُّ .

و قالَ أَبو عَمْرو: ع؛و الطاءُ مُهْملَهٌ ؛ و أَنْشَدَ لابنِ مُقْبل:

تأَمَّلْ خَلِیلی هل تَرَی من ظَعائنٍ

تَحَمَّلْنَ بالعَلْیاءِ فوقَ إطانِ ؟ (1)

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الأَفْنُ :النَّقْصُ .

و بالتَّحْریکِ :الحمقُ .

و الآفِنَهُ :خصلَهٌ تأْفِنُ العَقْلَ .

و فی المَثَلِ : البِطْنَهُ تأْفِنُ الفِطْنَه ،أَی أنَّ الشَّبَعَ یُضْعِفُ العَقْلَ .

ضبْطِهما، و أَمَناً و أَمَنَهً ،محرَّکتینِ ،و إِمْناً ،بالکسْرِ و هذه عن الزجَّاج.و فی التنْزِیلِ العَزیزِ: أَمَنَهً نُعاساً (1)نُصِبَ لأنَّه مَفْعولٌ له کقوْلِکَ فعَلْتُ ذلکَ حَذَرَ الشَّرِّ؛و منه

16- حدِیثُ نُزولِ عیسَی،علیه السّلام: «و تَقَعُ الأَمَنَهُ فی الأرضِ ». أَی الأَمْنُ . فهو أَمِنٌ و أَمِینٌ ،کفَرِحٍ و أَمیرٍ: عن اللّحْیانیّ .

و رَجُلٌ أُمَنَهٌ ،کهُمَزَهٍ و یُحَرَّکُ : یأْمَنُهُ کلُّ أَحَدٍ فی کلِّ شیءٍ؛ و نَقَلَ الجوْهرِیُّ اللّغَتَیْن.

و قَرَأَ أَبو جَعْفرٍ المَدَنیُّ : لسْتُ مُؤْمِناً أَی لا نُؤَمِّنک ؛ و قد آمَنَهُ ، بالمدِّ، و أَمَّنَهُ ، بالتّشْدِیدِ علی کذا.

و الأَمِنُ ،ککَتِفٍ :المُسْتَجِیرُ لیَأْمَنَ علی نَفْسِه؛ عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

و قُرِیءَ فی سورَهِ بَراءَه: إنَّهم لا إیمانَ لهم (2)، بالکسْرِ،أَی لا إجارَهَ ،أَی لم یَفُوا و غَدَروا.

و الأَمانَهُ و الأَمَنَهُ ، محرَّکهً : ضِدُّ الخِیانَهِ ،و قد أَمِنَهُ ؛ و قالَ اللَّحْیانیُّ :رَجُلٌ أَمَنهٌ ،محرَّکهٌ :لا یُصَدِّق بکلِّ ما سمعَ و لا یُکَذِّبُ بشیءٍ، کسَمِعَ و أَمَّنَهُ تأْمِیناً و ائْتَمَنَه و اسْتَأْمَنَه بمعْنًی واحِدٍ.

و قَرَأَ: ما لَکَ لا تأْمَننا علی یوسفَ (3)بینَ الإِدغامِ و الإِظهارِ.

قالَ الإِمامُ الأَخْفَش:و الإِدْغامُ أَحْسنُ .و تقولُ : اؤْتُمِن فلانٌ ،علی ما لم یُسمَّ فاعلُه،فإن ابْتَدَأَتَ به صیَّرْتَ الهَمْزَهَ الثانیَهَ واواً،لأنَّ کلَّ کلمهٍ اجْتمَعَ فی أَوَّلِها هَمْزتانِ و کانت الأُخْری منهما ساکِنَهً ،فلکَ أَن تُصَیِّرها واواً إن کانتِ الأُولی مَضْمومَه،أَو یاءً إن کانتِ الأُولی مکْسورَهً نحو إِیتَمَنه ،أَو أَلِفاً إن کانتِ الأُولی مَفْتوحَهً نحو آمَنُ ؛کما فی الصِّحاحِ .

و

16- فی الحدِیثِ : «المُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ». ؛ مُؤْتَمَنُ القوْمِ :الذی یثِقُون إلیه و یتَّخِذُونَه أَمِیناً حافِظاً.و یقالُ :ما کانَ فلانٌ أَمِیناً ، و قد أَمُنَ ،کَکَرُمَ ،فهو أَمینٌ و أُمَّانٌ ،کرُمَّانٍ ، أَی له دینٌ ،و قیلَ : مَأْمونٌ به ثِقَهٌ ؛ و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ للأَعْشَی:

و لَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجرَ

الأُمَّانِ مَوْروداً شرابُهْ (4)

و ما أَحْسَنَ أَمْنَکَ ، بالفتْحِ و یُحَرَّکُ ، أَی دینَکَ و خُلُقَکَ ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِیِّدَه و آمَنَ به إِیماناً :صَدَّقَهُ .

و الإِیمانُ : التَّصدِیقُ ،و هو الذی جَزَمَ به الزَّمَخْشَریُّ فی الأساسِ و اتَّفَقَ علیه أَهْلُ العلْمِ مِن اللّغَویِّین و غیرِهم.

و قالَ السَّعْد،رحِمَه اللَّهُ تعالی:إنَّه حَقیقَهٌ و ظاهِرُ کَلامِه فی الکشاف أنَّ حَقیقَهَ آمَنَ به آمَنَه التّکْذِیبَ ،لأنَّ أَمَنَ ثُلاثیَّا مُتَعدِّ لواحِدٍ بنفْسِه،فإذا نقل لبابِ الأَفْعالِ تعدَّی لاثْنَیْن،فالتَّصْدِیق علیه معْنَی مجازِی للإیمانِ و هو خِلافُ کَلامِه فی الأَساسِ ،ثم إنَّ آمن یتعدَّی لواحِدٍ بنفْسِه و بالحَرْفِ و لاثنین بالهَمْزَهِ ،علی ما فی الکشافِ و المصْباحِ و غیرِهِ .

و قیلَ :إنه بالهَمْزَهِ یتعدَّی لواحِدٍ کما نَقَلَه عبدُ الحکِیمِ فی حاشِیَهِ القاضِی.

و قالَ فی حاشِیَهِ المطول: أَمَن یتعدَّی و لا یتَعدَّی.

و قالَ بعضُ المُحَقّقین: الإیمانُ یتعدَّی بنفْسِه کصَدَّق، و باللامِ باعْتِبارِ معْنَی الإذْعانِ ،و بالباءِ باعْتِبارِ معْنَی الاعْتِرافِ إشارَهً إلی أَنَّ التَّصْدِیقَ لا یُعْتَبرُ بدُون اعْتِرافٍ .

و قد یکونُ الإِیمانُ بمعْنَی: الثِّقَهِ یتعدَّی بالباءِ بِلا تَضْمِینٍ ؛قالَهُ البَیْضاوِی،رحِمَه اللَّهُ تعالَی.

و قالَ الجوْهرِیُّ :أَصْلُ آمَنَ أَأْمَنَ بهَمْزَتَیْن،لُیِّنَت الثانِیَهُ .

و قالَ الأزْهرِیُّ :أَصْلُ الإِیمانِ الدُّخولُ فی صِدْقِ الأمانَهِ التی ائْتَمَنَه اللَّهُ تعالَی علیها،فإنِ اعْتَقَدَ التَّصْدیقَ بقلْبِه کما صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدَّی الأَمانَهَ و هو مُؤْمنٌ ،و من

ص:24

لم یَعْتَقدِ التَّصْدِیقَ بقلْبِه فهو غیرُ مُؤَدِّ للأَمانَهِ التی ائْتَمَنَه اللَّهُ علیها،و هو مُنافِقٌ ،و مَن زَعَمَ أَنَّ الإِیمانَ هو إِظْهارُ القَوْل دُونَ التَّصْدِیقِ بالقلْبِ فهو لا یخلو مِن أَنْ یکونَ مُنافِقاً أَو جاهلاً لا یَعْلم ما یقولُ أَو یُقالُ له.

*قُلْتُ :و قد یُطْلَقُ الإِیمانُ علی الإقْرارِ باللِّسانِ فقط کقوْلِه تعالی: ذلِکَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا (1)،أَی آمَنُوا باللِّسانِ و کَفَرُوا بالجنانِ فتأَمَّل.

و قد یکونُ الإیمانُ إظهارُ الخُضوعِ .

و أَیْضاً: قَبولُ الشَّریعَهِ و ما أَتَی به النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلَّم،و اعْتقادُه و تَصْدیقُه بالقلْبِ ؛قالَهُ الزجَّاجُ .

قالَ الإمامُ الرَّاغِبُ ،رحِمَه اللَّهُ تعالَی: الإیمانُ یُسْتَعْمَلُ تارَهً اسْماً للشَّریعَهِ التی جاءَ بها النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم،و تارَهً یُسْتَعْمَلُ علی سَبیلِ المدْحِ ،و یُرادُ به إذْعانُ النَّفْسِ للحقِّ علی سبیلِ التَّصْدیقِ و ذلِکَ باجْتِماعِ ثلاثَهِ أَشْیاءٍ تَحْقیقٌ بالقلْبِ و إقرارٌ باللِّسانِ و عَمَلٌ بالأرْکانِ (2)،و یقالُ لکلِّ واحِدٍ مِنَ الاعْتِقادِ و القَوْلِ (3)و الصِّدْقِ و العَمَلِ الصالحِ إیمانٌ .

و الأمینُ :القَوِیُّ لأنَّهُ یُوثَقُ بقُوَّتِهِ و یُؤْمَنُ ضعفُه.

و قالَ ابنُ السِّکّیت،رحِمَه اللَّهُ تعالَی: الأَمینُ :

المُؤْتَمِنُ ؛و أَیْضاً: المُؤْتَمَنُ ، و هو ضِدُّ.

و الأَمینُ : صفَهُ اللَّهِ تعالی، هکذا مُقْتَضَی سِیاقِه و فیه نَظَرٌ إلاَّ أَنْ یکونَ الأَمینُ بمعْنَی المُؤْمن للغَیْرِ،و إلاَّ فالذی فی صفَتِه تعالی فهو المُؤْمن جلَّ شَأنه،و معْناه أَنَّه تعالَی آمَنَ الخَلقَ من ظُلْمِه،أو آمَنَ أَوْلیاءَه عذَابَه؛عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

و رَوَی المنْذرِی،رحِمَه اللَّهُ تعالَی عن أَبی العبَّاس:

هو المصدِّقُ عبادَه المُسْلمین یومَ القِیَامَهِ إذا سُئِلَ الأُمَمُ عن تَبْلِیغِ رُسُلِهم،فیُکذِّبونَ أَنْبیاءَهم،و یُؤْتَی بسیِّدِنا محمدٍ صلّی اللّه علیه و سلّم،فیَسْأَلُونَه عن ذلِکَ فیُصدِّقُونَ الماضِینَ ،فیُصدِّقُهم اللَّهُ تعالی،و یصدِّقُهم النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم.

و قیلَ :هو الذی یَصْدُقُ عِبادَه ما وَعَدَهُم فهو مِن الإِیمانِ التَّصدِیقِ ،أَو یُؤْمِنُهم فی القِیامَهِ عَذابَه فهو مِن الأَمانِ ضِدّ الخَوْف؛قالَهُ ابنُ الأثیرِ،رَحِمَه اللَّهُ تعالی.

و ناقَهٌ أَمونٌ :وَثیقَهُ الخَلْقِ یُؤْمَنُ فُتُورُها و عِثارُها،و هو مجازٌ.

و فی الصِّحاحِ :هی الموثقهُ الخَلْقِ التی أُمِنَتْ أَن تکونَ ضعیفَهً ،ا ه .و هو فَعولَهٌ (4)جاء فی موْضِعِ مَفْعولهٍ ، کما یقالُ :ناقَهٌ عَضوبٌ و حَلوبٌ .

و فی الأساسِ :ناقَهٌ أَمونٌ :قویَّهٌ مأْمونٌ فُتُورُها،جُعِلَ الأَمْنُ لها و هو لصاحِبِها؛ ج أُمُنٌ ، ککُتُبٍ .

و مِن المجازِ: أَعْطَیْتُه مِن آمَنِ مالِی، کصاحِبٍ :أَی مِن خالِصِه و شرِیفِه، یعْنِی بالمالِ الإِبِلَ ،أو أَیَّ مالٍ کانَ ،کأَنَّه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن یُبْدَلَ (5)؛قالَ الحُوَیْدرَهُ :

و نَقِی بآمِنِ مالِنا أحْسابَنا

و نُجِرُّ فی الهَیْجا الرِّماحَ و ندَّعِی (6)

و مِن المجازِ: ما أَمِنَ أَن یَجِدَ صَحابَهً : أَی ما وَثِقَ أَن یَظْفَرَ.یقالُ ذلِکَ لمَنْ نَوی السَّفَرَ، أَو ما کادَ.

و آمینُ ،بالمدِّ و القَصْرِ، نَقَلَهما ثَعْلَب و غیرُهُ ،و کِلاهُما یصحُّ مَشْهوراً،و یقالُ :القَصْرُ لُغَهُ أَهْلِ الحِجازِ:و المدُّ إشْباعٌ بدَلیلِ أَنَّه لیسَ فی اللغَهِ العَربیَّهِ کَلمهٌ علی فاعِیلٍ .

قالَ ثَعْلَب:قوْلُهم آمینُ هو علی إشْباعِ فتْحَهِ الهَمْزَهِ فنَشَأَتْ بعْدَها أَلِفٌ ؛و أَنْشَدَ الجَوْهرِیُّ فی القَصْرِ لجبیرِ ابنِ الأَضْبط :

تَباعَدَ مِنِّی فُطْحُلٌ إذ رأیْتُه

أَمینَ فزادَ اللَّهُ ما بَیْنَنا بُعْدا (7)

ص:25

و أَنْشَدَ فی المَمْدُودِ لمجنُونِ بَنی عامِرٍ:

یا ربِّ لا تَسْلُبَنِّی حُبَّها أَبداً

و یَرْحَمُ اللَّهُ عَبْداً قالَ آمِینا (1)

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی فی لُغَهِ القَصْر:

سَقَی اللَّهُ حَیَّا بینَ صارَهَ و الحِمَی

حِمَی فَیْدَ صَوْبَ المُدْجِناتِ المَواطرِ

أَمِینَ و رَدَّ اللَّهُ رَکْباً إلیهم

بِخَیْرٍ و وَقَّاهُمْ حِمامَ المَقادِرِ (2)

و قد یُشَدَّدُ المَمْدُودُ؛ أَشارَ بقوْلِهِ :و قد إلی ضعْفِ هذه اللغَهِ .و نَقَلَها عیاضٌ عن الدَّاودی،و أَنْکَرَها غیرُ واحِدٍ مِن أَئمَهِ اللُّغَهِ ؛ففی الصِّحاحِ فتَشْدیدُ المیمِ خَطَأٌ.

و فی الفصیح:قالَ المَناوی:و قوْلُ بعضِ أَهْلِ اللُّغَهِ إنَّه لُغَهٌ وهمٌ قدِیمٌ و سبَبُه أنَّ [أبا]العبَّاسِ أحْمد بن یَحْیَی قالَ :و آمِینَ کعاصِینَ لُغَهٌ فتَوَهم أنَّ المُرادَ به صِیغَه الجَمْع لأنَّه قابلَه بالجَمْعِ و یردُّه قَوْل ابن جنِّی ما نَصَّه:فأَمَّا قَوْل أَبِی العبَّاس أنَّ آمِینَ بمنْزلَهِ عاصِینَ فإنما یُریدُ به أنَّ المیمَ خَفیفَهٌ کصادِ عاصِینَ ،لا یُریدُ به حَقیقَهَ الجَمْعِ ،و کیفَ ذلکَ و قد حُکی عن الإمامِ الحَسَنِ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی،أَنَّه قالَ :إنَّ آمِینَ اسمٌ مِن أَسْماءِ اللَّهِ ،عزَّ و جلَّ ،فأَیْنَ لکَ فی اعْتِقادِ معْنَی الجَمْع علی هذا التَّفْسِیر؟ قالَ المَناوِی،رحِمَه اللَّهُ تعالَی:ثم إنَّ المعْنَی غیرُ مُسْتَقیمٍ علی التَّشدیدِ لأنَّ التَّقدِیرَ و لا الضَّالِّین قاصِدِینَ إلیک،و ذلکَ لا یَرْتَبِط بِمَا قَبْله.

و یُمالُ أَیْضاً، نُقِلَ ذلِکَ عن الإِمامِ الحَسَنِ أَحْمد بن محمدٍ الواحِدِی فی تفْسِیرِه البَسِیطِ و هو أَکْبَر مِن الوَسِیط و الوَجِیز،و قد شارَکَه الإِمامُ أَبو حامِدٍ الغَزالیّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالَی فی تَسْمِیهِ کُتُبِه الثلاثَهِ المَذْکُورَهِ ،تُوفی الإمامُ الواحِدِیُّ سَنَه 468،رحِمَه اللَّهُ تعالَی.

قالَ شیْخُنا،رحِمَه اللَّهُ تعالَی:و هذه الإمالَهُ غَیْرمَعْروفَهٍ فی مُصنَّفاتِ کُتُبِ اللُّغَهِ ،و حَکَاها بعضُ القرَّاءِ و قالَ :هی لثْغَهٌ لبعضِ أَعْرابِ الیَمَنِ .

و اخْتَلَفُوا فی معْنَی هذه الکَلِمَهِ فقیلَ : اسمٌ مِن أَسْماءِ اللَّهِ تعالَی.

رَوَاه ابنُ جنِّی عن الحَسَنِ ،رحِمَه اللَّهُ .

و الأَزْهریُّ عن مجاهِدٍ قالَ :و لا یصحُّ ذلکَ عنْدَ أَهْلِ اللّغَهِ من أَنَّه بمنْزِلَهِ یا أللَّه و أَضْمِر اسْتَجِبْ لی،قالَ و لو کانَ کما قالَ لرُفِع إذا أُجْرِی و لم یکنْ مَنْصوباً.

أَو (3)مَعْناه:اللَّهمَّ اسْتَجِبْ لی،فهی جمْلهٌ مُرکَّبَهٌ مِن اسمٍ و فِعْلٍ ؛قالَهُ الفارِسِیُّ ؛قالَ :و دَلیلُ ذلکَ

16- أَنَّ موسَی، علیه السَّلام،لمَّا دَعَا علی فِرْعونَ و أَتْباعِه قالَ هَرون، علیه السّلام: آمِینَ . فطبَّق الجُمْلهَ بالجمْلهِ فی موْضِعِ اسم الاسْتِجابَهِ :کما أنَّ صَهْ مَوْضوعٌ موْضِعُ ،اسْکُتْ ، و حقُّه مِنَ الإِعرابِ الوَقفُ لأنَّه بمنْزِلَهِ الأَصْواتِ إذا کانَ غَیْرَ مُشْتَقِّ مِن فِعْلٍ له،لأنَّ النونَ فُتِحَتْ فیه لالْتِقاءِ الساکِنَیْن و لم تُکْسرِ النُّونُ لثقلِ الکَسْرهِ بعْدَ الیاءِ،کما فَتَحوا کیفَ و أَینَ .

أَو مَعْناه: کذلِکَ فلیکُنْ ، أَو کذلکَ یکونُ ، أَو کذلکَ ربّ فافْعَلْ و

16- فی حدِیثِ أَبی هُرَیْرَهَ ،رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه رَفَعَه: « آمِینَ خاتمه ربِّ العالَمِیْن علی عبادِهِ المُؤْمِنِین ».

قالَ شیْخُنا،رحِمَه اللَّهُ تعالَی:و مِن الغَریبِ قَوْل بعض العُلَماء: آمِینَ بَعْد الفاتِحَهِ دُعاءٌ مُجْمَل و یَشْتملُ علی جَمِیعِ ما دُعی به فی الفاتِحَهِ مفصَّلاً،فکأَنَّه دعی مَرَّتَیْن؛کذا فی التَّوْشیحِ .

و عبْدُ الرَّحْمنِ بنُ آمِینَ ، بالمدِّ، أَو یامینٍ ، بالیاءِ، تابِعِیٌّ ذَکَرَه ابنُ الطَحَّانِ ؛و علی الأَخیرِ اقْتَصَرَ الإمامُ ابنُ حبَّان فی الثِّقات و قالَ :هو مَدنیٌّ یَرْوِی عن أَنَس بن مالِکٍ ،رَضِیَ اللَّهُ تعالی عنه،و عنه عبدُ الرحمنِ أَبو العَلاءِ.

و الأُمَّانُ ،کرُمَّانٍ :مَنْ لا یَکْتُبُ کأَنَّه أُمِّیٌّ .

و أَیضاً: الزُّرَاعُ ، کرُمَّانٍ أَیْضاً؛و فی نسخهِ :الزِّرَّاعُ ، بالکسْرِ.

ص:26

و المَأْمُونِیَّهُ و المَأْمَنُ :بَلَدانِ بالعِراقِ ، الأُولی نِسْبَه إلی المَأْمُون العَبَّاسِیّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالَی.

و آمنهُ بنْتُ وهْبِ بنِ عبْدِ مَنَاف بنِ مرَّهَ بنِ کِلابٍ أُمُّ النَّبیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم؛ و أُمُّ وهْبٍ عاتِکَهُ بنْتُ الأَقصی السّلَمیَّه،و أُمُّ السیِّدَهِ آمِنَه ،رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنها،مرَّهُ بنْتُ عبدِ العُزی ابنِ غنمِ بنِ عبدِ الدَّارِ بنِ قصیِّ ،کما ذَکَرْناه فی العقْدِ المنظم فی ذِکْرِ أُمَّهاتِ النبیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم.

و المُسَمَّات بآمِنَهَ سَبْعُ صَحابِیَّاتٍ و هی (1): آمِنَهُ (2)بنْتُ الفَرجِ الجُرْهمِیَّهُ ،و ابْنَهُ الأَرْقَم،و ابْنَهُ خَلَف الأَسْلمیَّه،و ابْنَهُ رقش (3)،و ابْنَهُ سعْدِ بنِ وهْبٍ ،و ابْنَهُ عفَّان،و ابْنَهُ أَبی الصَّلْت.

*و فَاتَهُ :ذِکْرُ آمِنَه بنْتُ غفار،و ابْنَه قرْط بنِ خنارٍ، رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنهنَّ .

و أبو آمِنَهَ الفَزارِیُّ ؛و قیلَ : أَبو أُمَیَّهَ بالیاءِ،صَحابِیٌّ رأَی النبیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم بحنجم،رَوَی عنه أَبو جَعْفَرٍ الفرَّاءُ.

و أَمَنَهُ بنُ عیسَی،محرَّکهً ، عن أبی صالِحٍ : کاتِبُ اللّیْثِ ،مُحَدِّثٌ .

و سِیاقُ المصنِّفِ ،رحِمَه اللَّهُ تعالَی،یَقْتَضی أَنَّه هو کاتِبُ اللّیْثِ .

قالَ الحَافِظُ :و هو فَرْدٌ.

و کزُّبَیْرٍ: ابنُ درء بنِ نضلَهَ بنِ نهضَهَ الحِرْمازِیُّ عن جَدِّه نضلَهَ ،و عنه ابْنُه الجُنَیْد؛ و أُمَیْنُ بنُ مُسْلمٍ العَبْسِیُّ مِن عَبْس مُرَاد،حَکَی عنه سعیدُ بنُ عفیر؛ و أُمَیْنُ بنُ عَمْرٍو المَعافِرِیُّ أَبو خارِجَهَ ،تابِعِیٌّ ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنه؛ و أَبو أُمَیْنِ ،کَزُبَیْرٍ،البَهْرانِیُّ عن القاسم بنِ (4)عبْدِ الرَّحمنِ الشَّامیِّ ؛ و أَبو أُمَیْنٍ :صاحِبُ أَبی هُرَیْرَهَ ، رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه،و عنه أَبو الوازع، رُواهُ (5)الآثارِ. و قوْلُه تعالَی: إِنّا عَرَضْنَا اَلْأَمانَهَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (6)الآیه؛

17- فقد رُوِی عن ابنِ عبَّاسٍ و ابنِ جُبَیْرٍ، رضِیَ اللَّهُ تعالی عنهما أَنَّهما قالا: أَی الفَرائِضَ المَفْروضَهَ علی عِبادِهِ .

و

17- قالَ ابنُ عُمَرَ،رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنهما: «عُرِضَتْ علی آدَمَ ،علیه السَّلام،الطاعهُ و المَعْصیهُ و عُرِّفَ ثَوابَ الطاعَهِ و عِقابَ المَعْصِیهِ ».

أَو الأَمانَهَ هنا النِّیَّهَ التی یَعْتَقِدُها الإِنْسانُ فیمَا یُظْهِرُه باللِّسانِ مِن الإیمانِ و یُؤَدِّیَه من جَمیعِ الفَرائِضِ فی الظَّاهِرِ،لأَنَّ اللَّهَ تعالَی ائْتَمَنَهُ علیها،و لم یُظْهِرْها لأَحَدٍ من خَلْقِه،فَمَنْ أَضْمَرَ من التَّوْحیدِ و مِن التَّصْدیقِ مِثْلَ ما أَظْهَرَ فقد أَدَّی الأَمانَهَ ، و مَنْ أَضْمَرَ التّکْذیبَ و هو مُصَدِّقٌ باللِّسانِ فی الظاهِرِ فقد حَمَل الأَمانَهَ و لم یُؤَدِّها،و کلُّ مَنْ خانَ فیمَا اؤتُمِنَ علیه فهو حامِلٌ ؛و الإِنْسانُ فی قوْلِه:

وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ (7)؛هو الکافِرُ الشاکُّ الذی لا یُصدِّقُ ،و هو الظَّلُومُ الجَهُولُ ؛نَقَلَهُ الأَزْهرِیُّ و أَیَّدَه.

و

16- فی حدِیثِ ابنِ عبَّاسٍ ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنهما، رَفَعَه: « الإِیمانُ أَمانَهٌ و لا دِینَ لمَنْ لا أَمانَهَ له».

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الأَمانُ :ضِدّ الخَوْفِ .

و آمنَهُ :ضِدُّ أَخَافَه.

و رجُلٌ آمِنٌ و رِجالٌ أَمَنهٌ ،ککاتِبٍ و کَتَبَهٍ ؛و منه

14- الحدِیثُ : «و أَصْحابی أَمَنَهٌ لأُمَّتی». و قیلَ :جَمْعُ أَمِینٍ و هو الحافِظُ ؛و جَمْعُه أُمَنَاهُ أَیْضاً.

و رجُلٌ أَمِنٌ و أَمِینٌ بمعْنًی واحِدٍ.

و البَلَدُ الأَمِینُ :مکَّهُ ،شرَّفَها اللَّهُ تعالَی.

و الأَمِینُ أَیْضاً: المَأْمُونُ ؛و به فُسِّر قَوْلُ الشَّاعِرِ:

ص:27

أَ لَم تَعْلِمی یا أَسْمَ وَیْحَکِ أَنَّنی

حلَفْتُ یمیناً لا أَخونُ أَمِینی (1)

و

16- فی الحدِیثِ : «مَنْ حَلَفَ بالأَمانَهِ فلیسَ مِنَّا». و کأَنَّهم نُهُوا عن ذلِکَ ،لأنَّ الأَمانَهَ لیْسَتْ مِن أَسْماءِ اللَّهِ تعالی، و إِنَّما هی أَمْرٌ مِن أُمُورِه فلا یُسَوَّی بَیْنَها و بینَ أَسْماءِ اللَّهِ تعالی،کما نُهُوا عن الحَلْفِ بالآبآءِ،و إذا قالَ الحالِفُ :

و أَمانَهِ اللَّهِ کانتْ یَمِیناً عنْدَ الإِمام أَبی حَنیفَهَ ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنه،و الشافِعِیُّ ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنه،لا یعدُّها یَمِیناً.

و الأمانَهُ :الأَهْلُ و المَالُ المَوْدُوعُ .

و قد یُرادُ بالإیمانِ الصَّلاهُ ؛و منه قوْلُه تعالی:لا یُضِیعَ إیمانکم (2).

و آمِنُ الحِلْم:وَثِیقُه الذی قد أَمِنَ اخْتِلالَهُ و انْحِلالَهُ ؛ قالَ :

و الخَمْرُ لیْسَتْ منْ أَخِیکَ و ل

کنْ قد تَغُرُّ بآمِنِ الحِلْمِ (3)

و رُوِی:قد تَخُون بثامِرِ الحِلْم،أَی بِتامِّه.

و المَأْمُونَهُ مِن النِّساءِ:المُسْترادُ لمِثْلِها.

و الأَمِینُ و المَأْمُونُ :من بَنی العبَّاسِ ،مَشْهورَان.

و المُؤْتمِنُ :إسحاق بنُ جَعْفرٍ الصَّادِق،رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنهما،رَوَی عنه الثَّوْریُّ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی.

و اسْتَأْمَنَ إلیه:دَخَلَ فی أَمانهٍ ؛نَقَلَه الجوْهرِیُّ .

و أُمَیْنُ بنُ أَحمدَ الیَشْکرِیُّ ،کزُبَیْرٍ:وَلِیَ خُراسانَ لعُثْمان،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنه؛هکذا ضَبَطَه سَیْف،و یقالُ آخِره رَاءٌ.

و أَمن ،بالفتْحِ :ماءٌ فی بِلادِ غَطَفانَ ،و یقالُ :یَمْنٌ أَیْضاً کما سَیَأْتِی.و المَأْمونِیَّهُ :نوعٌ مِنَ الأَطْعِمَهِ نُسِبَ إلی المَأْمُون .

و المَأْمَنُ :موْضِعُ الأمانِ .

و الأمنیه :مِن أَسْماءِ المَدینَهِ ،علی ساکِنِها أَفْضَل الصَّلاهِ و السَّلام.

و أَمَّنَ تَأْمِیناً :قالَ : آمِینَ .

وَ أَیْتَمَنَهُ کائْتَمَنَه ،عن ثَعْلَب.

و استَأْمَنَه :طَلَبَ منه الأَمانَ ؛و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیت:

شَرِبْتُ مِنْ أَمْنِ دَواءِ المَشْی

یُدْعی المَشُوَّ طَعْمُه کالشَّرْی (4)

قالَ الأَزْهرِیُّ :أَی مِنْ خالِصِ دَواءِ المَشْیِ .

و فی النوادِرِ:أَعْطَیْتُ فلاناً مِنْ أَمْنِ مالی؛فسَّرَه الأزْهرِیُّ فقالَ :مِن خالِصِ مالِی.

و الأَمِینُ ،کأَمِیرٍ:بلید فی کُورَهِ الغربیه مِن أَعْمالِ مِصْرَ؛نَقَلَهُ یاقوت.

و یُرْوَی لمالِکِ بنِ الرَّیْب،و کِلاهُما مِن اللّصوصِ :

إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خیراً من التَّأْنانِ و المَسائِلِ

و عِدَهِ العامِ و عامٍ قابِلِ

مَلْقوحهً فی بَطْنِ نابٍ حائِلِ (1)

أَی تَأَوَّهَ و شَکَا مِنَ الوَصبِ ،و کذلکَ :أَنَتَ یأْنِتُ أَنِیتاً و نأَتَ یَنْئِتُ نَئِیتاً.

و رَجُلٌ أُنانٌ ،کغُرابٍ ،و شَدَّادٍ و هُمَزَهٍ :کثیرُ الأَنینِ .

قالَ السِّیرافِیّ :قوْلُ المُغِیره زَحَّار و أُنان صِفَتان وَاقِعَتان مَوْقِع المَصْدرِ.

و قیلَ : الأُنَنَهُ :الکثیرُ الکَلامِ ،و البَثِّ و الشَّکْوَی،و لا یُشْتَقّ منه فِعْل، و هی أُنَّانَهٌ ، بالتَّشدیدِ،و فی بعضِ وَصایَا العَرَبِ :لا تَتَّخِذْها حَنَّانهً و لا مَنَّانهً و لا أَنَّانهً .

و قیلَ : الأنَّانَهُ هی التی ماتَ زَوْجُها و تَزَوَّجتْ بعْدَه، فهی إذا رأَتِ الثانی أَنَّتْ لمُفارَقَتِه و تَرحَّمَتْ علیه؛نَقَلَهُ شیْخُنا،رحِمَه اللَّهُ تعالی.

و یقالُ : لا أَفْعَلُه ما أَنَّ فی السَّماءِ نَجْمٌ ، أَی ما کانَ فی السَّماءِ نَجْمٌ ،لُغَهٌ فی عَنَّ ،نَقَلَهُ الجوْهرِیُّ ،و هو قَوْلُ اللّحْیانیّ .

و فی المُحْکَم:و لا أَفْعَل کذا ما أَنَّ فی السَّماءِ نَجْماً؛ حَکَاهُ یَعْقوب،و لا أَعْرفُ ما وَجْه فَتْحِ أَنَّ ،إلاَّ أَنْ یکونَ علی توهُّمِ الفِعْل،کأَنَّه قالَ :ما ثَبَت أَنَّ فی السَّماءِ نَجْماً،أَو ما وُجِدَ أنَّ فی السَّماءِ نَجْماً.

و حَکَی اللّحْیانیُّ :ما أَنَّ ذلکَ الجَبَل مَکانَه،و ما أَنَّ حِراءً مکانَه،و لم یفسّره. و أَنَّ الماءَ یؤُنُّه أَنّاً : صَبَّه؛ و فی کَلامِ الأوائِلِ :أَنَّ ماءً ثم أَغْلِه:أَی صُبَّه ثم أَغْلِه؛حکَاهُ ابنُ دُرَیْدٍ،قالَ :و کانَ ابنُ الکلْبی یَرْوِیه أُزَّ ماءً و یزعُمُ أَنَّ أُنَّ تَصْحیفٌ .

و یقالُ : ما لَهُ حانَّهٌ و لا آنَّهٌ : أَی ناقهٌ و لا شاهٌ ؛ کذا فی الصِّحاحِ و الأساسِ .

و (2)قیلَ :لا ناقَهٌ و لا أَمَهٌ ، فالحانَّهُ :الناقَهُ ،و الآنَّهُ :

الأَمَهُ تَئِنُّ منَ التَّعَبِ .

و الأُنَنُ ، کصُرَدٍ:طائِرٌ کالحَمامِ إلاَّ أَنَّه أَسْودُ،له طَوْقٌ کطَوْقِ الدُّبْسِیّ ،أَحْمرُ الرِّجْلَیْن و المِنْقارِ، صَوْتُه أَنینٌ :أُوهُ أُوهُ . و قیلَ :هو مِنَ الوَرَشانِ .

و إِنَّهُ لَمَئنَّهٌ أَن یَکونَ کذا:أَی خَلیقٌ .

قالَ أَبو عُبَیْدٍ:قالَ الأَصْمَعیُّ :سأَلَنِی شعْبَهُ عن مَئِنَّه فقلْتُ :هو کقوْلِکَ عَلامه و خَلِیق؛ أَو مَخْلَقَهٌ مَفْعَلَهٌ مِن أَنَّ ،أَی جَدیرٌ بأَنْ یقالَ فیه إِنَّهُ کذا.

و فی الأَساسِ :هو مَئِنَّهٌ للخَیْرِ و مَعْسَاهٌ :من أَنَّ : (3)

و عَسَی أَی هو محلُّ لأنَّ ؛یقالُ فیه:إنَّه لخیِّرٌ و عَسَی أَنْ یفعَلَ خیْراً.

و قالَ أَبو زیْدٍ:إِنَّه لَمِئِنَّهٌ أَنْ یفعَلَ ذلکَ ،و إنَّهم لمَئِنَّهٌ أنْ یفْعَلوا ذلکَ بمعْنَی إنَّه لخَلِیق؛قالَ الشَّاعِرُ:

و مَنْزِل مِنْ هَوَی جُمْلٍ نَزَلْتُ به

مَئِنَّه مِنْ مَراصیدِ المَئِنَّاتِ (4)

و قالَ اللَّحْیانیُّ :هو مَئِنَّهٌ أَنْ یَفْعَلَ ذلکَ و مَظِنَّه أَنْ یفْعَل ذلکَ ؛و أَنْشَدَ:

مَئِنَّهٌ مِنَ الفَعالِ الأَعْوجِ (5)

ص:29

قالَ الأَزهرِیُّ :فلانَّ (1)مَئِنَّهً ،عِنْدَ اللّحْیانیِّ ،مبدِلٌ الهمزهَ فیها مِن الظاءِ فی المَظِنَّه،لأنَّهُ ذَکَر حُروفاً تُعاقِبُ فیها الظاءُ الهَمْزَهَ ،مثْل قَوْلهم:بیتٌ حسَنُ الأَهَرَهِ و الظَّهَرَهِ ،و قد أَفَرَ و ظَفَرَ أَی وَثَبَ .

و فی الفائِقِ للزَّمَخْشریّ : مَئِنَّهٌ مَفْعِلَهٌ مِن أنَّ التَّوْکِیدِیَّه غَیْر مُشْتَقّهِ مِن لفْظِها،لأنَّ الحُروفَ لا یُشْتَق منها،و إنَّما ضُمَّنَتْ حُرُوف تَرْکِیبها لإیضَاحِ الدَّلالَهِ علی أنَّ معْناها فیها،و المعْنی مَکان یقولُ القائِلُ أَنَّه کذا؛و قیلَ :اشْتُقَّ مِن لفْظِها بعْدَ ما جعَل اسماً کانَ قول،انتهی.

قالَ شیْخُنا،رحِمَه اللَّهُ تعالَی:و فی الاشْتِقاقِ قَبْل أَو بَعْد لا یَخْفی ما فیه مِن مُخالَفَهِ القواعِدِ الصَّرْفیَّه فتأَمَّل.

و قد یجوزُ أَنْ یکونَ مَئِنَّهٌ فَعِلَّهً ،فعلی هذا ثلاثیٌّ ،یأْتی فی مَأَنَ .

و تَأَنَّنْتُه و أَنَّنْتُهُ : أَی تَرَضَّیْتُهُ .

و بِئْرُ أَنَّی ،کحَتَّی، و یقالُ بالموحَّدَهِ أَیْضاً کما تقدَّمَ ، أَو أُنَا، کَهُنَا و هکذا ضَبَطَه نَصْر، أَو إِنِی،بکسْرِ النُّونِ المُخَفَّفَهِ ، و علی الأَخِیرَیْن اقْتَصَرَ یاقوتُ ،فمحلُّ ذِکْرِه فی المُعْتلِّ : مِن آبارِ بَنی قُرَیْظَهَ بالمَدینَهِ ، علی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاه و السَّلام.

14- قالَ نَصْر: و هناک نَزَلَ النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم،لمَّا فَرَغَ مِن غَزْوَهِ الخنْدَقِ و قَصَدَ بَنی النَّضیر.

و أَنَّی تکونُ بمعْنَی حیثُ و کیفَ و أَیْنَ ؛ و قوْلُه تعالَی:

فَأْتُوا حَرْثَکُمْ أَنّی شِئْتُمْ (2)،یَحْتَمل الوُجُوه الثلاثَهَ ؛ و قوْلُه: أَنّی لَکِ هذا ،أَی مِن أَیْنَ لکَ ، و تکونُ حَرْفَ شَرْطٍ ، کقوْلِهِم:أَنَّی یکُنْ أَکُنْ .

و إِنَّ ، بالکسْرِ، و أَنَّ ، بالفتْحِ : حَرْفَانِ ، للتَّأْکِیدِ، یَنْصِبانِ الاسْمَ و یَرْفَعانِ الخَبَرَ؛و قد تَنْصِبُهُما، أَی الاسْم و الخَبَر إنَّ المَکْسورَهُ ،کقولِهِ : إذا اسْوَدَّ جُنْحُ اللَّیلِ فَلْتَأْتِ و لتَکُن خُطاکَ خِفافاً إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدَا (3)فالحُرَّاس اسْمها و الأُسْد خَبَرها،و کِلاهُما مَنْصوبانِ .

و

16- فی الحدِیثِ : «إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّم سَبْعینَ خَرِیفاً». و قد یَرْتَفِعُ بَعْدَها المُبْتَدأ فیکونُ اسْمُها ضَمِیرَ شأنٍ مَحْذوفاً نَحْو

16- الحدِیث: « إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً یَوْمَ القِیامَهِ المُصَوِّرونَ » . ؛ و الأَصْلُ إنَّه .

و منه أَیْضاً قوْلُه تعالَی: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ (4)؛ تَقْدیرُه إنَّه کما سَیَأْتی قرِیباً إنْ شاءَ اللَّه تعالی.

و المَکْسورَهُ منهما یُؤَکَّدُ بها الخَبَرُ،و قد تُخَفَّفُ فتَعْمَلُ قلیلاً و تُهْمَلُ کَثیراً.

قالَ اللَّیْثُ :إذا وَقَعَتْ أَنَّ علی الأَسْماءِ و الصِّفاتِ فهی مُشَدَّدَه،و إذا وَقَعَتْ علی فِعْل أَو حَرْفٍ لا یتمکَّن فی صِفهٍ أَو تَصْریفٍ فخفّفْها،نقولُ :بَلَغَنی أَن قد کانَ کذا و کذا،تخفِّف مِن أَجْل کانَ لأَنَّها فِعْل،و لو لا قَدْ لم تحسن علی حالٍ مِن الفِعْل حتی تعْتَمد علی ما أَو علی الهاءِ کقوْلِکَ إنَّما کانَ زیْدٌ غائِباً،و بَلَغَنِی أَنَّه کانَ إخوتک غیباً (5)،قالَ :و کذلِکَ بَلَغَنی أنَّه کانَ کذا و کذا،تُشَدِّدُها إذا اعْتمدَتْ ،و مِن ذلِکَ :إنْ رُبّ رَجُلٍ ،فتخَفّف،فإذا اعتمدَتْ قلْتَ :إنَّه رُبَّ رجُلٍ ،شدَّدْتَ ،و هی مع الصِّفاتِ مُشَدَّدَه إنَّ لکَ و إِنَّ فیها و إِنَّ بکَ و أَشْبَاهها، قالَ :و للعَرَبِ فی إنَّ لُغَتانِ :إِحْدَاهما التَّثْقِیل،و الأُخْرَی التَّخْفِیف،فأَمَّا مَنْ خَفَّفَ فإنَّه یَرْفَعُ بها إلاَّ أَنَّ ناساً مِن أَهْلِ الحِجازِ یخفِّفونَ و ینْصِبُونَ علی توهُّم الثَّقِیلَه، و قُریءَ: وَ إِنْ کلاّ لما لیُوَفِّیَنَّهُم (6)؛خفَّفوا و نَصَبُوا؛ و أَنْشَدَ الفَرَّاءُ فی تَخْفِیفِها مع المُضْمر:

فلوْ أَنَّکِ فی یَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتَنِی

فِراقَکَ لم أبْخَلْ و أَنتِ صَدیقُ (7)

ص:30

و أَنْشَدَ القَوْل الآخر:

لقد عَلِمَ الضَّیْفُ و المُرْمِلون

إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ و هَبَّتْ شَمالا

بأَنْکَ رَبیعٌ و غَیْثٌ مَریع

و قِدْماً هناکَ تکونُ الثِّمالا (1)

و قالَ أَبو طالِبٍ النّحویُّ فیمَا رَوَی عنه المُنْذریّ :أَهْل البَصْره غَیْر سِیْبَوَیه و ذَوِیه یقُولُونَ العَرَبُ تُخَفِّف أَنَّ الشَّدیدهَ و تُعْمِلُها؛و أَنْشَدُوا:

و صَدْرٍ حسن النَّحْر

کأَنْ ثَدْیَیْه حُقَّانِ (2)

أَرادَ کأَنَّ فخفَّف و أَعْمَل. و عن الکوفیینَ :لا تُخَفَّفُ .

قالَ الفَرَّاءُ:لم یُسْمَع أَنَّ العَرَبَ تخفِّف أَنَّ و تُعْمِلها إلاَّ مع المَکْنیّ لأنَّه لا یتبیّن فیه إعْراب،فأَمَّا فی الظاهِرِ فلا،و لکن إذا خَفَّفوها رَفَعُوا،و أمّا مَنْ خَفَّف و إِنْ کُلاّ لَما لیُوَفِّیَنَّهم ،فإنَّهم نصَبُوا کُلاًّ بِلَنُوَفِّیَنَّهم (3)کأَنَّه قالَ :

و إِن لَنُوَفِّیَنَّهم 3کُلاًّ،قالَ :و لو رُفِعَت کُلاّ لصلَح ذلکَ ، تقولُ :إنْ زیدٌ لقائمٌ .

و تکونُ إنَّ حَرْفَ جَوابٍ بمعْنَی نَعَمْ کَقَوْله، هو عبیدُ اللَّهِ بنُ قَیْس الرُّقَیّات:

بَکَرَتْ علیَّ عَواذِلی

یَلْحَیْنَنِی و أَلُومُهُنَّهْ

أی:إنه کان کما یَقُلْن.

قالَ أَبو عبیدٍ:و هذا اخْتِصارٌ مِن کَلامِ العَرَبِ یُکْتَفیمنه بالضَّمیرِ لأَنَّه قد عُلِم معْناهُ .

و أَمَّا قَوْلُ الأَخْفش إنَّه بمعْنَی نَعَمْ فإنَّما یُریدُ تأْوِیلَه لیسَ أَنه موضُوعٌ فی أَصْلِ اللّغَهِ کذلِکَ ،قالَ :و هذه الهاء أُدْخِلتْ للسکوتِ ؛کذا فی الصِّحاحِ .

*قلْتُ :و مِن ذلِکَ أَیْضاً قَوْله تعالَی: إِنْ هذانِ لَساحِرانِ ؛أَخْبَرَ أَبو علیِّ أَنَّ أَبا إسْحاق ذَهَبَ فیه إلی أَن إنَّ هنا بمعْنَی نَعَمْ ،و هذانِ مَرْفُوعٌ بالابْتِداءِ،و أنَّ اللامَ فی لَساحِرانِ داخِلَهٌ علی غیرِ ضَرُورَهٍ ،و أن تَقْدیرَه نَعَمْ هذانِ هُما ساحِرانِ ؛و قد رَدّه أَبو علیِّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالَی،و بَیَّنَ فَسادَهُ .

و فی التَّهْذِیبِ :قالَ أَبو إسْحاق النّحویُّ :قَرَأَ المدنیُّونَ و الکُوفیُّون إلاَّ عاصماً: إنَّ هذانِ لَساحِران ،و رُوِی عن عاصِمٍ أَنَّه قَرَأَ: إِنْ هذانِ ،بتخْفِیفِ إنْ ؛و قَرَأَ أَبو عَمْرٍو:

إِنَّ هذینِ لَساحِران ،بتَشْدِیدِ إنَّ و نَصْبِ هذینِ ؛قالَ :

و الحجَّهُ فی إنَّ هذانِ لَساحِرانِ ،بالتَّشْدیدِ و الرَّفْع،أنَّ أَبا عُبَیْدَهَ رَوَی عن أَبی الخطَّاب أنّها لغهٌ لکنانَهَ ،یَجْعلونَ أَلفَ الاثْنَیْن فی الرَّفْعِ و النَّصْبِ و الخَفْضِ علی لفظٍ واحِدٍ.و رَوَی أَهْلُ الکُوفَه و الکِسائِی و الفرَّاءُ:أنَّها لُغَهٌ لبَنی الحرِثِ بنِ کَعْبٍ ،قالَ :و قالَ النَّحویُّون القُدَماء:

ههنا هاءٌ مُضْمرَهٌ ،المعْنَی:إنَّه هذانِ لَساحِرانِ .

قالَ أَبو إسْحاق:و أَجودُ الأَوْجه عنْدِی أَن إنَّ وَقَعَتْ مَوْقعَ نَعَمْ ،و أَنَّ اللاَمَ وَقَعَتْ مَوْقِعَها،و أَنَّ المعْنَی نَعَمْ هذانِ لهما ساحِرانِ ،قالَ :و الذی یَلِی هذا فی الجَوْدهِ مَذْهبُ بنی کِنانَهَ و بَلْحَرِثِ بنِ کَعْبٍ ،فأَمَّا قراءَهُ أَبی عَمْرٍو فلا أُجیزُها لأَنَّها خِلافُ المصْحَف؛قالَ :

و أَسْتحْسن قِراءَهَ عاصِمٍ ،ا ه .

و تُکْسَرُ إنَّ فی تسْعَهِ مَواضِع.

الأَوَّل: إذا کانَ مَبْدُؤاً بها لَفْظاً أَو مَعْنًی لیسَ قَبْلها شیءٌ یُعْتَمدُ علیه، نحْو:إِنَّ زَیْداً قائِمٌ .

و الثَّانی: بَعْدَ أَلاَ التَّنْبِیهِیَّهِ نَحْو: أَلاَ إِنَّ زَیْداً قائمٌ ؛ و قوْلُه تعالَی: أَلا إِنَّهُمْ یَثْنُونَ صُدُورَهُمْ (4).

ص:31

و الثَّالِثُ :أَنْ یکونَ صِلَهً للاسْمِ المَوْصولِ نَحْوَ قَوْله تعالَی: وَ آتَیْناهُ مِنَ الْکُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لتنوء (1)بِالْعُصْبَهِ أُولِی الْقُوَّهِ (2).

و الرَّابع:أَنْ تکونَ جَوابَ قَسَمٍ سواءٌ کانَ فی اسمِها أَو خَبَرِها اللاَّمُ أَو لمْ یَکُنْ ، هذا مَذْهَب النَّحویِّین یقُولُون:و اللَّه إنَّه لقائِمٌ ،و أَنَّه قائِمٌ ،و قیلَ :إذا لم تأْتِ باللاَّم فهی مَفْتوحَه:و اللَّهِ أَنَّکَ قائِمٌ ؛نَقَلَهُ الکِسائی، و قالَ :هکذا سَمِعْته مِنَ العَرَبِ .

و الخامِسُ :أَنْ تکونَ مَحْکِیَّهً بالقَوْلِ فی لُغَهِ من لا یَفْتَحُها قالَ اللَّهُ تعالی (3): إِنِّی مُنَزِّلُها عَلَیْکُمْ (4)، قالَ الفرَّاءُ:إذا جاءَتْ بَعْدَ القَوْلِ و ما تصرَّف مِنَ القَوْل و کانتْ حکایَهً لم یَقَعْ علیها القوْلُ و ما تصرَّف منه فهی مکْسُورَهٌ ، و إن کانتْ تفْسِیراً للقوْلِ نَصَبَتْها و ذلِکَ مثْل قَوْل اللَّهِ ،عزَّ و جلَّ : وَ قَوْلِهِمْ إِنّا قَتَلْنَا الْمَسِیحَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ (5)، کسَرْتَ لأنَّها بعْدَ القَوْلِ علی الحِکایَهِ .

و السَّادِسُ :أَنْ تکونَ بعدَ واوِ الحالِ نحْوَ: جاءَ زَیدٌ و إِنَّ یَدَهُ علی رأْسِه.

و السَّابعُ :أَنْ تکونَ موضِعَ خَبَرِ اسْمِ عَیْنٍ نحْو: زَیْدٌ إِنَّهُ ذَاهِبٌ ،خِلافاً للفَرَّاءِ.

و الثَّامِنُ :أَنْ تکونَ قَبْلَ لام مُعَلِّقَهٍ نحْوَ قوْلِهِ تعالَی:

وَ اللّهُ یَعْلَمُ إِنَّکَ لَرَسُولُهُ (6).قالَ أبو عبیدٍ:قالَ الکِسائیُّ فی قوْلِهِ عزَّ و جلَّ : وَ إِنَّ الَّذِینَ اخْتَلَفُوا فِی الْکِتابِ لَفِی شِقاقٍ بَعِیدٍ (7)،کُسِرَتْ إنَّ لمَکانِ اللاَّمِ التی اسْتَقْبلتها فی قوْلِه: لَفِی ،و کذلِکَ کلُّ ما جاءَک مِن أنَّ فکانَ قَبْله شیءٌ یَقَعُ علیه فإنَّه مَنْصوبٌ ،إِلاَّ ما اسْتَقْبَله لامٌ فإنَّ اللاَّمَ تَکْسِره.

قلْتُ :فأمَّا قِراءَه سعیدِ بنِ جُبَیْر: إلا أَنَّهم لیأْکلُونَ الطَّعامَ بالفتْح فإنَّ اللاَّمَ زائِدَهٌ . و التَّاسِعُ :أَنْ تکونَ بَعْدَ حَیثُ ، نحو: اجلِس حیثُ إنَّ زَیداً جالِسٌ . فهذه المَواضِعُ التِّسْع التی تُکسَرُ فیها إنَّ .

*و فاتَهُ :

ما إذا کانتْ مُسْتأْنَفَه بَعْدَ کَلامٍ قدِیمٍ و مَضَی،نحْو قوْلِه تعالی: وَ لا یَحْزُنْکَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّهَ لِلّهِ جَمِیعاً (8)، فإنَّ المعْنَی اسْتِئْنافٌ ،کأَنَّه قالَ :یا محمدُ إِنَّ الْعِزَّهَ لِلّهِ جَمِیعاً ؛و کَذلِکَ إذا وَقَعَتْ بَعْدَ إلاَّ الاسْتِثْنائِیَّه فإنَّها تُکْسَر سواءٌ اسْتَقْبلَتْها اللامُ أَو لمْ تَسْتقْبلْها کقوْلِهِ عزَّ و جلَّ :

وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَکَ مِنَ الْمُرْسَلِینَ إِلاّ إِنَّهُمْ لَیَأْکُلُونَ الطَّعامَ (9)؛فهذه تُکْسَر و إن لم تَسْتَقْبلْها لامٌ .

و إذا لَزِمَ التَّأْوِیلُ بمَصْدَرٍ فُتِحَتْ و ذلِکَ بَعْدَ لَو، نحو لَوْ أَنَّکَ قائِمٌ لقُمْتُ .

و فی الصِّحاحِ :و المَفْتوحَهُ و ما بَعْدَها فی تأْوِیلِ المَصْدَرِ، و أَنَّ المَفْتُوحَهَ فَرْعٌ عن إنَّ المَکْسورَهِ فَصَحَّ أَنَّ أَنَّما تُفیدُ الحَصْرَ کإِنَّما.

و فی التَّهْذیبِ :أَصْلُ (10)إنَّما ما مَنَعت إنَّ عن العَمَلِ ، و معْنَی إنَّما إثْباتٌ لمَا یُذْکَرُ بَعْدَها و نَفْیٌ لمَا سِواهُ .

و فی الصِّحاحِ :إذا زِدْتَ علی إنَّ ما صارَ للتَّعْیِین کقوْلِه تعالی: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساکِینِ (11)، لأَنَّه یُوجِبُ إثباتَ الحُکْمِ للمَذْکورِ و نَفْیَه عمَّا عَداه؛ا ه.

و اجْتَمعا فی قوْلِهِ تعالَی: قُلْ إِنَّما یُوحی إِلَیَّ أَنَّما إِلهُکُمْ إِلهٌ واحِدٌ (12)،فالأُولَی لِقَصْرِ الصِّفَهِ علی المَوْصُوفِ ،و الثَّانیهُ لعَکْسه، أَی لِقَصْرِ المَوْصوفِ علی الصِّفَهِ . و قولُ من قالَ مِن النَّحویِّین: إنَّ الحَصْرَ خاصُّ بالمَکْسُورَهِ ، و إلیه أَیْضاً یُشیرُ نَصّ الجَوْهرِیّ ، مَرْدودٌ،و

ص:32

أَنَّ المَفْتوحَه قد تکونُ لُغَهً فی لَعَلَّ کقَوْلِکَ :إئْتِ السُّوقَ أَنَّکَ تَشْتَرِی لنا لَحماً أَو سَویقاً،حَکَاه سِیْبَوَیْه.

قیلَ :و مِنهُ قِرَاءَهُ مَن قَرَأَ: وَ ما یُشْعِرُکُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا یُؤْمِنُونَ (1).

قالَ الفارِسیُّ :سأَلْتُ عنها أَبا بکْرٍ أَوانَ القِراءَهِ فقالَ :

هو کقَوْلِ الإنْسان إنَّ فلاناً یَقْرَأُ فلا یَفْهَم،فتَقُول أَنْتَ :

و ما یُدْرِیکَ أَنَّه لا یَفْهَم.

و فی قِراءَهِ أُبَیِّ : لَعَلّها إذا جاءَتْ لا یُؤْمِنون ؛و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لحُطائِطِ بنِ یَعْفُر؛و قیلَ :هو لدُرَیْدٍ:

أَرِینی جَواداً ماتَ هَزْلاً لأنَّنی

أَری ما تَرَیْنَ أَو بَخِیلاً مُخَلَّدا (2)

قالَ الجَوْهرِیُّ :و أَنْشَدَه أَبو زیْدٍ لحاتِمٍ .

قالَ ابنُ بَرِّی:و هو الصَّحیحُ .

قالَ :و قد وَجَدْته فی شعْرِ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنیّ .

قلْتُ :هو فی الأَغانی لحُطائِطِ و ساقَ قصَّته.

و قالَ عدِیُّ بنُ زیْدٍ:

أَعاذِکَ ما یُدْریکِ أَنَّ مَنِیَّتی

إلی ساعهٍ فی الیومِ أَو فی ضُحَی الغَدِ؟ (3)

أَی لَعَلَّ مَنِیَّتی.

قالَ ابنُ بَرِّی:و یدلُّ علی ما ذَکَرْناهُ قوْلُه تعالَی: وَ ما یُدْرِیکَ لَعَلَّهُ یَزَّکّی (4)، وَ ما یُدْرِیکَ لَعَلَّ السّاعَهَ تَکُونُ قَرِیباً (5).

ما إنْ رَأَیْنا مَلِکاً أَغارا

أکْثَرَ منه قِرَّهً وقَارا (1)

قالَ ابنُ بَرِّی:إنْ هنا زائِدَهٌ و لیسَتْ نَفْیاً کما ذکرَ.

و قولُ مَن قالَ :لا تَأْتی نافِیَهً إلاَّ و بعدَها إلاَّ أَو لمَّا ک إِنْ :کُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَیْها حافِظٌ (2) ، مَرْدودٌ بقَوْلِه،عزَّ و جَلَّ : إِنْ عِنْدَکُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا (3)،و قَوْله تعالی:

قُلْ إِنْ أَدْرِی أَ قَرِیبٌ ما تُوعَدُونَ (4).

و الثَّالِث:أَنَّها تکونُ مُخَفَّفَهً مِن (5)الثَّقیلَهِ فتَدْخُلُ علی الجُمْلَتَینِ ،ففی الاسْمِیَّهِ تَعْمَلُ و تُهْمَلُ ،و فی الفِعْلیَّهِ یَجِبُ إهْمالُها، و قد تَقدَّمَ عن اللیْثِ أَنَّ مَنْ خَفَّفَ یَرْفَع بها،و أَنَّ ناساً مِن الحِجازِ یُخَفِّفونَ و ینْصِبُون علی توهُّم الثَّقیلَه،و مِثَالُ الإِهْمالِ إِنْ هذانِ لَساحِرانِ ،و هی قِراءَهُ عاصِمٍ و الخَلِیلِ .

و حَیْثُ وَجَدْتَ إنْ و بَعْدَها لامٌ مَفْتوحَهٌ فاحْکُم بأَنَّ أَصْلَها التَّشْدیدُ؛ قالَ الجوْهرِیُّ :و قد تکونُ مُخَفَّفَهً من الشَّدیدَهِ فهذه لا بُدَّ من أَنْ تدْخُلَ اللامُ فی خَبَرِها عِوضاً عمَّا حُذِفَ مِن التَّشْدیدِ کقَوْلِه تعالَی: إِنْ کُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَیْها حافِظٌ ؛و إنْ زیدٌ لأَخوکَ ،لئَلاَّ تلتبس بإنْ التی بمعْنَی ما للنَّفی.

قالَ ابنُ بَرِّی:اللامُ هنا دَخَلَتْ فَرْقاً بینَ النَّفی و الإِیجَاب،و إنْ هذه لا یکونُ لها اسمٌ و لا خَبَرٌ،فقَوْلُه:

دَخَلَت اللامُ فی خبرِها لا معْنًی له،و قد تدخُلُ هذه اللامُ مع المَفْعولِ نحو:إنْ ضَرَبتِ لزَیداً،و مع الفاعِلِ نحو قوْلِکَ :إنْ قامَ لزیدٌ.

و الرَّابع:أَن تکونَ زائِدَهً مع ما کقَوْله:

ما إنْ أَتَیْتُ بشَیْ ءٍ أَنْتَ تَکْرَهُهُ (6)

و منه أَیْضاً قَوْلُ الأَغْلَب العِجْلیّ الذی تقدَّمَ .

و فی المحْکَم:إنْ بمعْنَی ما فی النَّفْی و تُوصَلُ بها ما زائِدَه،قالَ زهیرٌ:

ما إنْ یَکادُ یُخلِّیهمْ لِوِجْهَتِهمْ تَخالُجُ الأَمْرِ إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَکُ (7)و قَدْ تکونُ بمعْنَی قَدْ، و هو الخامِسُ من اسْتِعْمالاتِها، قیلَ :و منه قَوْلُه تعالَی: فَذَکِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّکْری (8)، أَی قد نَفَعَتْ ،عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

و قالَ أَبو العبَّاسِ :العَرَبُ تقولُ :إن قامَ زیدٌ بمعْنَی قَدْ قامَ زیدٌ؛قالَ :و قالَ الکِسائیُّ :و سَمِعْتُهم یقُولُونَه فظَنَنْتُه شَرْطاً،فسَأَلْتُهم فقالوا:زیدٌ قد قامَ نُریدُ،و لا نُریدُ ما قامَ زیدٌ.

و رَوَی المُنْذریُّ عن ابنِ الیَزیدی عن أَبی زیْدٍ أَنَّه تَجِیءُ إنْ فی موْضِع لقَدْ،مثْل قَوْله تعالی: إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً (9)،المعْنَی لقَدْ کانَ مِن غیرِ شکِّ مِنَ القوْمِ ،و مثْلُه: وَ إِنْ کادُوا لَیَفْتِنُونَکَ (10)، وَ إِنْ کادُوا لَیَسْتَفِزُّونَکَ (11)؛و قَوْله تعالی: اتَّقُوا اللّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِیَ مِنَ الرِّبا إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ 12 ظاهِرُ سِیاقِه أَنَّ إنْ هنا بمعْنَی قَدْ،و الذی رَوَاه ابنُ الیزیدی عن أَبی زیْدٍ أَنَّه بمعْنَی إذ کُنْتُم،و مِثْلُ قَوْلُه تعالَی: فَرُدُّوهُ إِلَی اللّهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ کُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ (12)،و قَوْله تعالی:

لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللّهُ آمِنِینَ 14، أَی قَدْ شاءَ؛ و کذلِکَ قَوْلُه، أَی الشَّاعِر:

أَ تَغْضَبُ إنْ أُذْنا قُتَیبَهَ حُزَّتا (13)

ص:34

أَی قَدْ حُزَّتا؛و یصحُّ أَنْ تکونَ بمعْنَی إذ و غَیْر ذلِکَ مِمَّا الفِعْلُ فیه مُحَقَّقٌ ،أَو کُلُّ ذلک مُؤَوَّلٌ .

*قُلْتُ :و قد تکونُ بمعْنَی إذا نحْو قَوْلِه تعالَی: لا تَتَّخِذُوا آباءَکُمْ وَ إِخْوانَکُمْ أَوْلِیاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا (1)؛و کذلِکَ قَوْله تعالی: وَ امْرَأَهً مُؤْمِنَهً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِیِّ 2.

قالَ ابنُ بَرِّی:و قد تُزادُ إنْ بَعْدَ مَا الظَّرْفیَّه کقوْلِ المَعْلوطِ بنِ بَذْلٍ القُرَیْعیّ أَنشَدَه سِیْبَوَیْه:

و رجَّ الفتی للخَیْر ما إنْ رأَیْتَه

علی السِّنِّ خیراً لا یَزالُ یَزِیدُ 3

و قد تکونُ فی جوابِ القَسَمِ تقولُ :و اللَّهِ إن فَعَلْت، أَی ما فَعَلْت.

و تقولُ : أَنْتُمْ و أَنْتُنَّ جَمْع المُذَکَّر و المُؤَنَّث، الجُمْهورُ مِن أَئمَّهِ اللُّغَهِ و النَّحْو علی أنَّ الضَّمیرَ هو أَنْ ،و التَّاءُ حَرْفُ خِطابٍ وُصِلَتْ به؛کما تقدَّمَ .

قالَ الجَوْهرِیُّ :و قد تدخُلُ علیه کافُ التَّشْبیه تقولُ :

أَنْتَ کأَنا و أَنا کأَنْتَ ؛حُکِیَ ذلِکَ عن العَرَبِ ،و کافُ التَّشْبیهِ لا تَتَّصِل بالمُضْمَرِ،و إنَّما تتَّصِل بالمُظْهَرِ،تقولُ :

أَنْتَ کزَیدٍ،و لا تقولُ :أَنْتَ کِی،إلاَّ أنَّ الضَّمیرَ المُنْفصلَ عنْدَهُم کانَ بمنْزِلَهِ المُظْهَر،فلذلِکَ حَسُنَ و فارَقَ المُتَّصِل.

و قرَأْتُ فی کتابِ لیسَ لابنِ خَالَوَیْه قالَ :لیسَ فی کلامِ العَرَبِ أَنْتَ کِی و لا أَنا کک إلاَّ فی تَبْیین (1)ضَمِیرَیْن مُنْفَصِلَیْن،فلذَلِکَ قالَ سِیْبَوَیْه:اسْتَغْنَتِ العَرَبُ بأَنْتَ مِثْلی و أَنا مِثْلُک عن أَنْ یقُولُوا:أَنْتَ کِی و أَنا کک، و البیتان:

فلو لا الحَیاءُ لکنَّا کهم

و لو لا البَلاء لکانُوا کنا

و البیت الآخر:

إن تکن کی فإنّنی کک فیها

إنّنا فی الملام مُصْطَحبان

و الحَرْفُ أَرْبَعَهُ أَنْواعٍ :یکونُ حَرْفاً مَصْدَرِیًّا ناصِباً للمُضارعِ ، أَی یکونُ مع الفِعْلِ المُسْتقبلِ فی معْنَی مَصْدَر فتَنْصِبه و یَقَعُ فی مَوْضِعَیْنِ :فِی الابْتِداءِ فیکونُ فی مَوْضِعِ رَفْعٍ نَحْو قَوْلِه تعالی: وَ أَنْ تَصُومُوا خَیْرٌ لَکُمْ 2 ،أَی صِیامُکم، و یَقَعُ بَعْدَ لَفْظٍ دالٍّ علی مَعْنًی غیرِ الیَقِینِ فیکونُ فی مَوْضِعِ رَفْعٍ نَحْو: أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِکْرِ اللّهِ (2).

و یَقَعُ فی مَوْضِعِ نَصْبٍ نَحْو قوْلِهِ تعالی: وَ ما کانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ یُفْتَری (3).

و یکونُ فی مَوْضِعِ خَفْضٍ نَحْو قَوْلِهِ تعالی: مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْتِیَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ 5.

قالَ الجوْهرِیُّ :فإنْ دَخَلَتْ علی فِعْلٍ ماضٍ کانتْ معه بمعْنَی مَصْدَر قد وَقَعَ إلاَّ أنَّها لا تَعْمَلُ ،تقولُ :أَعْجَبَنی أنْ قُمْتَ ،و المعْنَی:أَعْجَبَنی قِیامُک الذی مَضَی،ا ه .

فعُلِمَ مِن هذا أَنَّ أَنْ لا تَقَعُ إذا وصلت حالاً أَبداً إنَّما هی للمُضِیِّ أَو للاسْتِقْبالِ ،فلا یقالُ :سَرَّنی أَنْ تَقُومَ ، و هو فی حالِ قِیامٍ .

و قد یُجْزَمُ بها کقَولِه:

بوقد یُرْفَعُ الفِعْلُ بَعْدَها کقِراءَهِ ابنِ مُحَیْصِنٍ : لمَنْ أَرادَ أَنْ یُتِمُّ الرَّضاعَهَ (4)برفْعِ المیمِ و هی من الشَّواذ.

*قُلْتُ :و منه قَوْلُ الشاعِرِ:

أَنْ تَقْرآنِ علی أَسماءَ وَیحَکُما

مِنِّی السلامَ و أَنْ لا تُعْلِما أَحَدا (5)

و تکونُ مُخَفَّفَهً من الثَّقیلهِ فلا تَعْمَلُ ،فتقُولُ :بَلَغَنی أَنْ زیدٌ خارجٌ ؛قالَ اللَّهُ تعالَی: عَلِمَ أَنْ سَیَکُونُ مِنْکُمْ مَرْضی (6)؛و قالَ اللَّهُ تعالی: وَ نُودُوا أَنْ تِلْکُمُ الْجَنَّهُ أُورِثْتُمُوها (7).

قالَ ابنُ بَرِّی:قَوْلُ الجوْهَرِیّ فلا تَعْمَل یُریدُ فی اللَّفْظِ ،و أَمَّا فی التَّقْدیرِ فهی عامِلَهٌ ،و اسْمُها مقدَّرٌ فی النِّیَّهِ تَقْدِیرُه:أَنه تِلْکُم الجنَّه.

*قُلْتُ :و قالَ المصنِّفُ ،رحِمَه اللّهُ تعالی،فی

ص:36

البَصائِرِ فی مثالِ المُخَفَّفه من المُشدَّدَهِ عَلِمْتُ أَنْ زیداً لمُنْطَلِق،مُقْترِناً بلامٍ فی الإعْمالِ ،و عَلِمت أَنْ زیدٌ مُنْطَلِقٌ بِلا لامٍ فی الإلْغاءِ.

قالَ ابنُ جنِّی:و سأَلْتُ أَبا علیٍّ عن قَوْلِ الشاعِرِ:

أَنْ تَقْرآنِ علی أسمآءَ وَیحَکُما

لِمَ رَفَعَ تَقْرآنِ ؟فقالَ :أَرادَ النّونَ الثَّقیلَهَ أَی أَنَّکما تَقْرآنِ .

و تکونُ مُفْسِرهً بمعْنَی أی (1)نَحْو قَوْله تعالی:

فَأَوْحَیْنا إِلَیْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْکَ (2)،أَی أَی (3)اصْنَع؛ و منه قَوْلُه تعالی: وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَ اصْبِرُوا (4)؛کما فی الصِّحاحِ .

قالَ بعضُهم:لا یَجوزُ الوَقْف علیها لأَنَّها تأتی لیُعَبَّر بها و بما بَعْدَها عن مَعْنَی الفعْلِ الذی قَبْل،فالکَلامُ شَدیدُ الحاجَهِ إلی ما بَعْدَها لیُفَسّرَ به ما قَبْلَها فبحسبِ ذلکَ امْتَنَعَ الوُقوفُ علیها.

و تکونُ زائِدَهً للتَّوکیدِ نَحْو قَوْلِه تعالَی: وَ لَمّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا (5)؛و فی مَوْضِع وَ لَمّا جاءَتْ رُسُلُنا (6).و نَصُّ الجوْهرِیّ :و قد تکونُ صِلَهً للِمَّا کقَوْله تعالی: فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ (7)،و قد تکونُ زائِدَهً کقوْلِه تعالی: وَ ما لَهُمْ أَلاّ یُعَذِّبَهُمُ اللّهُ (8)یُریدُ و ما لَهُم لا یعذِّبُهُم اللَّهُ .

قالَ ابنُ بَرِّی:هذا کلامٌ مکرَّرٌ لأنَّ الصِّلَهَ هی الزائِدَهُ ، فلو کانتْ زائِدَهً فی الآیهِ لم تَنْصِب الفعْلَ .

و تکونُ شَرْطیَّهً کالمَکْسورَهِ .

و تکونُ أَیْضاً للنَّفْیِ کالمَکْسورَهِ . و تکونُ بمعْنَی إذ قیلَ :و منه قَوْلُه تعالی: بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ (9)،أَی إذ جاءَهُم؛و کذلِکَ قَوْلُه تعالَی: لا تَتَّخِذُوا آباءَکُمْ وَ إِخْوانَکُمْ أَوْلِیاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا (10)؛مَن خَفَضَها جَعلَها فی موْضِعٍ إذا،کما تقدَّمَ ،و مَنْ فَتَحَها جعلَها فی موْضِع إذ علی الواجِبِ .

و منه قَوْلُه تعالی: وَ امْرَأَهً مُؤْمِنَهً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِیِّ ،مَنْ خَفَضَها جعلَها فی موْضِعِ إذا،و مَنْ نَصَبَها ففی موضِعِ إذ.

و تکونُ بمعْنَی لئَلاّ،قیلَ :و منه قَوْلُه تعالی: یُبَیِّنُ اللّهُ لَکُمْ أَنْ تَضِلُّوا 10؛ هکذا ذَکَرَه بعضُ النُّحَّاهِ ، و الصَّوابُ أَنَّها هنا مَصْدرِیَّهٌ ،و الأَصْلُ کَراهَهَ أَنْ تَضِلُّوا.

*قُلْتُ :و قد تکونُ مُضْمرهً فتَعْمَل و إن لم تکنْ فی اللَّفْظِ کقَوْلِک:لأَلْزمنَّک أو تَقْضِیَ لی حقِّی،أَی إلی أَنْ .

و قالَ الجوْهرِیُّ :و کذلِکَ إذا حَذَفْتها إنْ شِئْت نَصَبْتَ و إنْ شِئْتَ رَفَعْتَ ؛قالَ طَرفَهُ :

أَلا أَیُّهَذا الزاجِرِی أَحْضُرَ الوغَی

و أَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هل أَنْتَ مُخْلدِی ؟ (11)

یُرْوَی بالنَّصْبِ علی الإِعْمالِ ،و الرَّفْعُ أَجْودُ.قالَ اللَّهُ تعالی: قُلْ أَ فَغَیْرَ اللّهِ تَأْمُرُونِّی أَعْبُدُ أَیُّهَا الْجاهِلُونَ (12)،اه.

و تکونُ أَنْ بمعْنَی أَجَلْ و بمعْنَی لعَلَّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الأَنَّهُ :الأَنِینُ .

و رَجُلٌ أُنَنَهٌ فُنَنَهٌ ،کهُمَزَهٍ فیهما،أَی بلِیغٌ .

و أَنَّتِ القَوْسُ تَئِنُّ أَنِیناً :أَلانَتْ صوتَها و مَدَّته؛عن أَبی حنیفَهَ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَه:

ص:37

تَئِنُّ حِینَ تَجْذِبُ المَخُطوما

أَنِین عَبْرَی أَسْلَمتْ حَمِیما (1)

و أَتَاهُ علی مَئِنَّهِ ذاکَ :أَی حینِه و رُبَّانِه.

و قالَ أَبو عَمْرٍو: الأَنَّهُ و المَئِنَّهُ و العَدْقَهُ و الشَّوْزَبُ واحِدٌ.

و یقالُ :و ما أَنَّ (2)فی الفُراتِ قَطْرهٌ ،أَی ما کانَ ،و قد یُنْصَب و لا أفْعَلَه ما أَنَّ فی السَّماءِ نَجْماً.قالَ اللَّحْیانیُّ :

أَی ما کانَ و إنَّما فَسَّرَه علی المَعْنَی.

و کأَنَّ :حَرْفُ تَشْبیهٍ إنَّما هو أَنَّ دَخَلَتْ علیها الکافُ ، و العَرَبُ تَنْصبُ به الاسْمَ و تَرْفَعُ به الخَبَرَ.

و قالَ الکِسائیُّ :قد یکونُ بمعْنَی الجَحْدِ کقَوْلِکَ :

کأَنَّکَ أَمیرُنا فتأْمُرُنا،معْناه لسْتَ أَمِیرنا.

و یأْتی بمعْنَی التَّمنِّی کقَوْلِکَ :کأَنَّنی قد قُلْتُ الشِّعْرَ فأُجِیدَه،معْنَاه لَیْتَنی قد قُلْتُ الشِّعْرَ فأُجِیدَه.

و بمعْنَی العِلْم و الظَّنِّ کقَوْلِکَ : کأَنَّ اللَّهَ یَفْعَل ما یَشاءُ؛ و کأَنَّک خارِجُ .

و قالَ أَبو سَعیدٍ:سَمِعْتُ العَرَبَ تُنْشِدُ هذا البَیْت:

و یَوْمَ تُوافِینا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ

کأَنْ ظَبْیَهً تَعْطُوا إلی ناضِرِ السَّلَمْ (3)

و کأَنْ ظَبْیَهٍ و کأَنْ ظَبْیَهٌ ،فمَنْ نَصَبَ أَرادَ کأَنَّ ظَبْیَهً فخفَّفَ و أَعْمَل،و مَنْ خَفَضَ أَرادَ کظَبْیَهٍ ،و مَنْ رَفَعَ أرادَ کأَنَّها ظَبْیَهٌ فخفَّفَ و أَعْمَل مع إضْمارِ الکِنایَهِ .و رَوَی الجرارُ عن ابنِ الأَعْرابیِّ أَنَّه أَنْشَدَ:

کأَمَّا یَحْتَطِبْنَ علی قَتادٍ

و یَسْتَضْحِکْنَ عن حَبِّ الغَمامِ (4)

فقالَ :یُریدُ کأَنَّما فقالَ کأَمَّا.

و إنَّنی و إنِّی بمعْنًی،و کذلِکَ کأَنِّی و کأَنَّنی لأنَّه کَثُر اسْتِعْمالُهم لهذه الحُرُوفِ ،و هم قد یَسْتَثْقلون التَّضْعیفَ فحذَفُوا النونَ التی تلِی الیاءَ.و تبدل هَمْزَهَ أَن مَفْتوحه عیناً فتقولُ :عَلِمْت عَنْک مُنْطَلِق.

و حَکَی ابنُ جنِّی عن قطْرب أَنَّ طیِّئاً تقولُ :هِنْ فَعَلْتَ فعلْتُ ،یُریدُونَ إنْ ،فیُبْدِلون.

قالَ سِیْبَوَیْه:و قوْلُهم:أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ مَعَک إنَّما هی أَنْ ضُمَّت إلیها ما،و هی ما التَّوْکِید،و لَزِمَت کَراهِیَه أَن یِجْحِفوا بها لتکونَ عِوضاً من ذَهابِ الفعْلِ کما کانتِ الهاءُ و الألفُ عِوضاً فی الزَّنادِقهِ و الیَمانی مِن الیاءِ و بنُو تمیمٍ یقولُونَ :عَنْ ،تُریدُ عَنْعَنَتهم.

و إذا أَضَفْت أن إلی جَمْعٍ أَو عَظیمٍ قلْتَ :إنّا و إنّنا؛ قالَ الشاعرُ:

إنَّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَیْنا بَیْننا

فحَمَلْتُ بَرَّهَ و احْتَمَلتُ فَجارِ (5)

کانَ أَصْلَه إنَّنا فکَثرتِ النّونات فحُذِفَتْ إحْدَاها.

و أَنَّی ،کحَتَّی:قرْیَهٌ بواسط ،منها:أَبو الحَسَنِ علیُّ ابنُ موسَی بنِ بابا،ذَکَرَه المَالِینیُّ ،رحِمَه اللَّه.

*و ممَّا یُسْتدرک علیه:

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

آینَهً ؛إذا کانَ یَصْنَعُه مِراراً و یَدَعُهُ مِراراً؛ قالَ أَبو زُبَید:

حَمَّالُ أَثْقالِ أَهْلِ الوُدِّ آوِنهً

أُعْطیهِمُ الجَهْدَ مِنِّی یَلْهَ ما أَسَعُ (1)

و

16- فی الحدِیثِ : «مَرَّ برجُلٍ یَحْتَلِب شاهً آوِنهً ،فقالَ :

دَعْ داعِیَ اللَّبَنِ ». یعْنِی مرَّهً بَعْدَ أُخْرَی.

و الأَوانُ : السَّلاحِفُ ؛ قالَ کُراعٌ : و لم یُسْمَعْ لها بواحِدٍ؛ و أَنْشَدَ:

و بَیَّتُوا الأَوانَ فی الطِّیَّاتِ

الطِّیاتُ :المَنازِلُ .

و ذُو أَوَانٍ :ع بالمَدینَهِ ، علی ساکِنِها أَفْضَل الصَّلاه و السَّلام.

و قالَ نَصْر:أَظنُّه مَکاناً یَمانیًّا.و یقالُ أَیْضاً:ذاتُ أَوَانٍ .

و الإِیوانُ ،بالکسْرِ:الصُّفَّهُ العَظیمَهُ کالأَزَجِ ، و منه إیوانُ کِسْرَی؛کما فی الصِّحاحِ .

و فی المُحْکَم:شِبْهُ أَزَجٍ غَیْر مَسْدودِ الوَجْه،و هو أَعْجَمِیٌّ و أَنشَدَ الجوْهرِیُّ :

شَطَّتْ نَوی مَنْ أَهْلُه بالإِیوان (2)

و قالَ غیرُهُ :

إیوانُ کِسْری ذی القِری و الرَّیحان (3)

ج إیواناتٌ و أَوَاوِینُ ، مثْلُ دِیوانٍ و دَواوِین،لأَنَّ أَصْلَه إوَّانٌ فأُبدِلَتْ مِن إحْدی الوَاوَیْن یاء؛ کالإِوانِ ،ککِتابٍ ، ج أُونٌ ،بالضَّمِّ ، کخِوانٍ و خُونِ ،کما فی الصِّحاحِ .

و إیوانُ اللِّجامِ ، بالکسْرِ، جَمْعُهُ إیواناتٌ .

و ذو إیوانٍ ، بالکسْرِ: قَیْلٌ مِن أَقْیالِ ذی رُعَیْنٍ مِن حِمْیَرَ. و أَوَانَی ،کسَکَارَی:ه بِبَغْدادَ علی عَشرَهِ فَراسِخَ منها، بالقُرْبِ مِن مسکنٍ .

و قالَ الحافِظُ :قرْیَهٌ نِزهَهٌ ذات فَواکِه مِن قری دُجَیْل، و بها قبْرُ مصْعَبِ بنِ الزُّبَیْرِ أَمِیر العِراقِ ؛و منها یَحْیَی بنُ الحُسَیْنِ مُقْرِیءُ بَغْدادَ،و تلمیذُ أَبی الکرم الشَّهْرَزُورِی، ماتَ سَنَه 606؛ و یَحْیَی بنُ عبدِ اللَّهِ الأَوانِیَّانِ ؛ و منها أَیْضاً:أَبو الحَسَنِ ملیحُ بنُ رقیهِ عن عُثْمانِ بن أَبی شیبَهَ ، ذَکَرَه الأَمیرُ؛و أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ أَحمدَ بنِ محمدٍ الضَّرِیرِ کَتَبَ عنه أَبو سعْدٍ السَّمعانیّ ببَغْدادَ،تُوفی بها سَنَه 537،رحِمَه اللَّهُ تعالَی،ذَکَرَه ابنُ الأَثیرِ.

و أَیْضاً: ه بنواحِی المَوْصِلِ ، و إلیها نُسِبَ أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ أَحْمَد المَذْکُور قَرِیباً.

و إنَّما غرَّ المصنِّف أَنَّ ابنَ الأَثِیرِ ذَکَرَ فیه أَنَّ المَشْهورَ بالمَوْصِلِ ،و هذا لا یلزمُ منه أَنْ تکونَ أَوانَی مِن قری المَوْصِل،فالصَّحیحُ أَنَّ أَوانَی هی قرْیَهٌ واحِدَهٌ ،و هی التی مِن أَعْمالِ بَغْدادَ.

و أَوین ، و فی بعضِ النُّسخِ (4): أَوایِنُ (5): د، و هو الصَّوابُ ،قالَ الهُذَلیُّ :

فهَیْهاتَ ناسٌ من أُناسٍ دِیارُهم

دُفاقٌ و دارُ الآخَرینَ أَوایِنُ (6)

و أَوْنٌ :ع، و هذا قَدْ تَقدَّمَ له فی أَوَّل هذا الحَرْف فهو تِکْرارٌ منه.

و یقالُ : أَوِّنْ علی قَدْرِکَ ، أَی اتَّئِد علی نحوِکَ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

آنَ یَؤُونُ أَوْناً :إذا اسْتَراحَ ؛عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

و أَوَّنَ فی سَیْرِهِ :اقْتَصَدَ؛عن ابنِ السِّکِّیت.

و یقالُ :رِبْعٌ آئنٌ خیرٌ مِن ربعٍ (7)حَصْحاصٍ .

ص:40

و تأَوَّنَ فی الأَمْرِ:تَلَبَّثَ .

و الأَوْنُ :الإِعْیاءُ کالتَّعَبِ .

و الأوْنانِ :الخاصِرتانِ .

و الأوانانِ :العِدْلانِ ، کالأوْنَیْنِ ؛قالَ الرَّاعِی:

تَبِیتُ و رِجْلاها أَوانانِ لاسْتِها

عَصاها اسْتُها حتی یکلَّ قَعودُها (1)

قالَ ابنُ بَرِّی:و قیلَ : الأَوانُ :عَمُودٌ مِن أَعْمِدَهِ الخِباءِ.

و قیلَ : الأَوانانِ :اللِّجامَانِ .

و قیلَ :إناآنِ مَمْلُوآنِ علی الرَّحْلِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی:شرِبَ حتی أَوَّنَ و حتی عَدَّنَ و حتی کأَنَّه طِرافٌ ؛کُلّه بمعْنًی.

و أَوَّنَت الأَتانُ :أَقْرَبَت.

و الأَوْنُ :التَّکَلُّفُ للنَّفَقهِ .

و المَؤُونَهُ عنْدَ أَبی علیِّ مَفْعُله مِن ذلِکَ ؛و قیلَ :هی فَعِیلَه (2)مِن مَأَنْت؛کما سَیَأْتِی إن شاءَ اللَّهُ تعالَی.

و کلُّ شیءٍ عَمَدْتَ به شیئاً فهو إوانٌ له بالکسْرِ.

و الإِوانَهُ :رکیَّهٌ مَعْروفَهٌ ،عن الهَجَریِّ ،قالَ :هی بالعُرْفِ قرْبَ وَشْحی و الوَرْکاءِ و الدَّخول؛و أَنْشَدَ:

فإنَّ علی الإِوانهِ من عُقَیْلٍ

فَنًی کِلْتا الیَدَین له یَمینُ (3)

و قالَ نَصْر:هو مِن مِیاهِ بَنی عُقَیْلٍ .

الأَصْمعیُّ :یصرَّفُ الأَیْنِ ،و أَبو زیْدٍ لا یصرِّفُه قالَ أَبو محمدٍ:لم یصرَّفِ الأَیْن إلاَّ فی بیتٍ واحِدٍ و هو:

قد قلت للصَّباحِ (1)و الهَواجِرِ

إنَّا و رَبَّ القُلُص الضِّوامِرِ

الصّباحُ :التی یقالُ لها ارْتَحل فقد أَصْبَحْنا،و الهَواجِرُ التی یقالُ له سِرْ فقدِ اشْتَدَّتِ الهاجِرَهُ إنَّا مِنَ الأَیْنِ .

و الأَیْنُ : الحیَّهُ ، مثْلُ الأَیْمِ ،نونُه بَدَلٌ من اللامِ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیتْ : الأَیْنُ و الأَیْمُ الذَّکرُ مِن الحیَّاتِ .

و قالَ أَبو خَیْرَهَ : الأُیونُ و الأُیومُ :جماعَهٌ .

و الأَیْنُ : الرَّجلُ و الحِمْلُ ؛ عن اللحْیانیِّ .

و الأَیْنُ : الحِینُ .

و الأَیْنُ : مَصْدَرُ آنَ یَئِینُ ،أَی حانَ . یقالُ : آنَ لکَ أَنْ تَفْعَلَ کذا یَئِینُ أیْناً ؛عن أَبی زیْدٍ؛أَی حانَ ،مثْلُ أَنَی لکَ و هو مَقْلوبٌ منه؛و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیت:

أَ لَمَّا یَئِنْ لی أَنْ تُجَلَّی عِمایَتی

و أُقْصِرَ عن لَیْلی ؟بَلَی قد أَنی لِیا (2)

فجمَعَ بینَ اللُّغَتَیْن؛کذا فی الصِّحاحِ .

و آنَ (3)أَیْنُکَ ،و یُکْسَرُ، و علی الفتْحِ اقْتَصَرَ الجوْهرِیُّ ؛و نَقَلَه ابنُ سِیْدَه.

و آنَ آنُکَ ، أَی حانَ حِینُکَ .

و فی المُحْکَم:أَنَّ آنَ أَیْناً لُغَهٌ فی أَنی،و لیسَ بمقْلُوب عنه لوُجودِ المَصْدرِ.

*قُلْتُ :و قد عَقَدَ له ابنُ جنِّی،رحِمَه اللَّهُ تعالَی، باباً فی الخَصائِصِ قالَ :بابٌ فی الأَصْلَیْن یَتَقارَبَانِ فی التَّرْکِیبِ بالتَّقْدِیمِ و التَّأْخِیرِ،و إن قصرَ أَحَدُهما عن تصرّف صاحِبِه کانَ أَوْسَعهما تصرُّفاً أَصْلاً لصاحِبِه،و ذلِکَ کقوْلِهم: أَنی الشیءُ یأْنَی ،و آنَ یَئِینُ ، فآنَ مَقْلوبٌ عن أَنی لوُجودِ مَصْدَر أنی یأَنَی و هو الإِناءُ،و لا تَجِد لآنَ مَصْدراً،کذا قالَهُ الأَصْمَعیُّ فأمَّا الأَیْنُ فلیسَ مِن هذا فی شیءٍ إنَّما الأَیْنُ الإِعْیاءُ و التَّعَبُ ،فلمَّا تقدَّمَ آنَ المَصْدَر الذی هو أَصْلٌ للفِعْل عُلِمَ أَنَّه مَقْلوبٌ عن أَنی یأْنَی إناءً؛ غَیْر أنَّ أَبا زیْدٍ،رحِمَه اللَّهُ حَکَی لآنَ مَصْدراً و هو الأَیْنُ ، فإن کانَ الأَمْرُ کذلِکَ فهُما إذاً مُتَساوِیان و لیسَ أَحَدهما أَصْلاً لصاحِبِه،ا ه .

و جَزَمَ السّهیلیّ فی الرَّوْض بأَنَّ آنَ مَقْلوبٌ مِن أَنَی مُسْتدلاَّ بقَوْلِهم: آناء اللّیْلِ واحِدُه أنی و أنی و انی .

فالنُّون (4)قیل فی کلِّ هذا و فیمَا صرف منه.

و قالَ البَکْرِیُّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالَی فی شرْحِ أَمالِی القالِی: آنَ أنّی :حانَ ،و آنَ أَصْلُه الواوُ،و لکنَّه مِن بابِ یَفْعل کوَلِیَ یَلِی،و جاءَ المَصْدرُ بالیاءِ لیطردَ علی فِعْلِه.

قالَ شیْخُنا،رحِمَه اللَّهُ تعالی:قَوْلُه کوَلِیَ یَلِی و دَعْوی کَوْنه واویًّا فیه نَظَرٌ ظاهِرٌ و مُخالفَهٌ للقِیاسِ .

و أَیْنَ :سؤالٌ عن مکانٍ إذا قلْتَ : أَیْنَ زَیْدٌ فإنَّما تَسْأَلُ عن مکانِهِ ؛کما فی الصِّحاحِ .و هی مُغْنیهٌ عن الکَلامِ الکَثیرِ و التَّطْویلِ ،و ذلِکَ أَنَّک إذا قلْتَ أَیْنَ بَیْتُک ؟أَغْناکَ ذلِکَ عن ذِکْرِ الأَماکِنِ کلِّها،و هو اسمٌ لأنَّکَ تقولُ مِن أَیْنَ .

قالَ اللِّحْیانیُّ :هی مُؤَنَّثَه و إنْ شِئْتَ ذکَّرْتَ .

و قالَ اللّیْثُ : الأیْنُ (5):وَقْتٌ مِن الأمْکِنَهِ ،تقولُ : أَیْنَ فلانٌ فیکونُ مُنْتَصباً فی الحالاتِ کلِّها ما لم تَدْخُلْه الألِفُ و اللامُ .

و قالَ الزجَّاجُ : أَیْنَ و کیفَ حَرْفانِ یُسْتَفْهَمُ بهما،و کانَ حقُّهما أَنْ یکونَا مَوْقوفَیْن،فحُرِّکا لاجْتِماعِ السَّاکِنَیْن، و نُصِبا و لم یُخْفَضا من أَجْلِ الیاءِ،لأَنَّ الکَسْرَهَ علی (6)الیاءِ تَثْقُل و الفتْحهُ أَخَفُّ .

ص:42

و قالَ الأَخْفَش فی قوْلِه تعالی: وَ لا یُفْلِحُ السّاحِرُ حَیْثُ أَتی (1)،فی حَرْف ابنِ مَسْعودٍ أَینَ أَتَی .

و أَیَّانَ ،و یُکْسَرُ،مَعْناهُ :أَیُّ حِینٍ ، و هو سُؤالٌ عن زَمانٍ مِثْل مَتی.قالَ اللَّهُ تعالی: أَیّانَ مُرْساها (2).

و الکَسْرُ:لُغَهٌ لبَنی سُلَیْم،حَکَاها الفرَّاءُ،و به قَرَأَ السُّلَمیُّ : إیَّانَ یُبْعَثونَ (3)؛کذا فی الصِّحاحِ ؛و قد حَکَاها الزجَّاجُ أَیضاً.

و فی المحتسبِ لابنِ جنِّی:یَنْبَغی أنْ یکونَ أَیَّانَ من لَفْظِ أَیّ لا مِن لَفْظِ أَی،لأَمْرَیْن:أَحَدُهما:أنَّ أَیْنَ مَکانٌ ،و أَیَّانَ زَمانٌ ،و الآخر قلَّه فعال فی الأَسْماءِ مع کثر فعلان،فلو سمّیت رَجُلاً بأَیَّان لم تَصْرفْه لأَنَّه کحمدان، و لسْنَا نَدَّعِی أَنَّ أَیا یحسنُ اشْتِقاقها،أَو الاشْتِقاقُ منها، لأَنَّها مَبْنیَّهٌ کالحَرْفِ ،أَو أنَّها مع هذا اسم،و هی اخْتُ أَیَّان و قد جازَتْ فیها الإِمالَهُ التی لا حَظّ للْحُرُوفِ فیها، و إنَّما الإمالَهُ للأَفْعالِ و فی الأسْماءِ إذا کانتْ ضَرْباً من التَّصَرّفِ ،فالحَرْف لا تصرف فیه أَصْلاً،و مَعْنی أَی أنَّها بعضٌ من کلِّ ،فهی تَصْلُحُ للأَزْمِنَهِ صَلاحها لغیرِها إذا کانَ التَّبْعِیضُ شامِلاً لذلِکَ کُلّه؛قالَ أُمَیَّهُ :

و الناسُ راثَ علیهم أمرُ یَوَمَهُم

فکُلّهُمْ قائلٌ للدّینِ أَیّانا

فإن سمیت بأَیَّانَ سَقَطَ الکَلامُ فی حسن تَصْرِیفِها للحاقِها بالتّسْمِیهِ ببَقِیَّه الأَسْماءِ المُتَصرِّفَه.

و أَبو بکْرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَبی القاسِم بنِ أَیَّانَ الدَّشْتِیُّ :مُحَدِّثٌ مُتَأَخِّرٌ، حدَّثَ عن أَبی القَاسِمِ بنِ رَواحَهَ ،و سَمِعَ الکثیرَ بإفادَهِ خالِهِ محْمود الدَّشْتِی،قالَهُ الحافِظُ .

و الآنُ : اسمُ الوَقْتِ (4)الذی أَنْتَ فیه، فهُما عنْدَه مُتَرادِفان.و قالَ الأَنْدَلسِیُّ فی شرْحِ المُفصَّل:الزَّمانُ ما لَهُ مقْدارٌ،و یَقْبَل التَّجزِئهَ .

و الآنَ :لا مقْدَار له،و هو اسمُ الوَقْتِ الحاضِرِ المُتَوَسّط بینَ الماضِی و المُسْتَقْبلِ ؛قالَهُ الجوْهرِیُّ ؛و هو ظَرْفٌ غَیْرُ مُتَمَکِّنٍ وَقَعَ مَعْرِفَهً و لم تدْخُلْ علیه أَلْ للتَّعْرِیفِ ،لأَنَّه لیسَ له ما یَشْرَکُهُ .

قالَ ابنُ جنِّی فی قوْلِه تعالَی: قالُوا اَلْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ (5)؛الذی یدلُّ علی أنَّ اللامَ فی الآنَ زائِدَهٌ أَنَّها لا تَخْلو إمَّا أَنْ تکونَ للتَّعْرِیفِ کما یظنُّ مُخالفُنا،أَو أَنْ تکونَ لغَیْرِ التّعْریفِ کما نقولُ ،فالذی یدلُّ علی أنَّها لغَیْرِ التَّعْریفِ أَنَّا اعْتَبَرْنا جَمِیعَ ما لامُه للتَّعْرِیفِ ،فإذا إسقاطُ لامِه جَائِز فیه،و ذلک نحو رَجُل و الرَّجُل و غُلامَ و الغُلام، و لم یقُولُوا افْعَلْه آنَ کما قالوا افْعَلْه الآنَ ،فدلَّ هذا علی أنَّ اللامَ لیْسَتْ فیه للتَّعْریفِ بل هی زائِدَه کما یُزادُ غیْرُها مِنَ الحُرُوفِ .

و قد أَطالَ الاحْتِجاج علی زِیادَهِ اللام و أَنَّها لیْسَتْ للتَّعْرِیفِ بما هو مَذکُورٌ فی الخَصائِصِ و المُحتسبِ .

و قالَ فی آخِرِه:و هذا رأَیُ أَبی علیٍّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی،و عنه أَخَذْتَه،و هو الصَّوابُ .

قالَ الجَوْهرِیُّ : و رُبَّما فَتَحُوا اللاَّمَ و حَذَفُوا الهَمْزَتَیْنِ .

قالَ ابنُ بَرِّی:یعْنِی الهَمْزَه التی بَعْدَ اللامِ لنقْلِ حَرَکَتِها علی اللامِ و حَذْفِها،و لمَّا تَحرَّکَتِ اللامُ سَقَطَتْ هَمْزَهُ الوَصْلِ الدَّاخِلَه علی اللامِ کقوْلِهِ أَنْشَدَه الأَخْفَش:

و قد کُنْتَ تُحْفِی حُبَّ سَمْراءَ حِقْبَهً

فَبُحْ لاَنَ منْها بالذِی أَنْتَ بائِحُ (6)

قالَ ابنُ بَرِّی:و مثْلُه قَوْل الآخر:

أَلاَ یا هِنْدُ هِنْدَ بَنی عُمَیْرٍ

أَرَثَّ لاَنَ وَصْلُکِ أَم جَدیدُ؟ (7)

ص:43

و قالَ أَبو المِنْهالِ :

حَدَبْدَبَی بَدَبْدَبَی منْکُمْ لانْ

إنَّ بَنِی فَزارَهَ بنِ ذُبْیانْ

قد طرقَتْ ناقَتُهُمْ بإِنْسانْ

مُشَنَّإِ سُبْحان رَبِّی الرحمنْ (1)

أَنَا أَبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْیانْ

لیس علیَّ حَسَبی بضُؤْلانْ (2)

و فی التَّهذِیبِ :قالَ الفَرَّاءُ: الآن حرفٌ بُنِیَ علی الألِفِ و اللامِ و لم یُخْلَعا منه،و تُرِک علی مَذْهَب الصفهِ لأنَّه صفَهٌ فی المعْنَی و اللَّفْظِ ،قالَ :و أَصْلُ الآنَ أَوَان حُذِفَ منها الأَلِفُ و غُیِّرتْ واوُها إلی الألفِ کما قالوا فی الرَّاحِ الرّیاح؛فجعلَ الرَّاحَ (3)و الآنَ مَرَّهً علی جَهَهِ فَعَلٍ ، و مَرَّهً علی جَهَهِ فَعالٍ ،کما قالوا زَمَن و زَمَان،قالوا:و إن شِئْتَ جَعَلْتَ الآنَ أَصْلها مِن قوْلِکَ آنَ لکَ أَنْ تَفْعَل، أَدْخَلتَ علیها الألفَ و اللامَ ثم ترکْتَها علی مَذْهَب فَعَلَ ، فأَتاها النَّصبُ مِنْ نَصْبِ فَعَل؛قالَ :و هو وَجْهٌ جَیِّد.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

قالَ أَبو عَمْرو:أَتَیْتُه آنِئهً بعْدَ آنِئهٍ بمعْنَی آوِنهٍ ،ذکَرَه المصنِّفُ فی أَوَنَ .

و قالَ ابنُ شُمَیْل:و هذا أَوانُ الآنَ تَعْلم،و ما جئتا (4)إلاَّ أَوانَ الآنَ ،بنَصْبِ الآنَ فیهما.

و

17- فی حدِیثِ ابنِ عُمَرَ،رضِیَ اللَّهُ عنهما: «ثم قالَ :

اذْهَبْ بهذه تَلآنَ مَعَک».

قالَ أَبو عُبَیْدٍ:قالَ الأُمویُّ :یریدُ الآنَ و هی لُغَهٌ مَعْروفهٌ تُزادُ التاءُ فی الآنَ و فی حِینٍ و یحذِفونَ الهَمْزَهَ الأُولی،یقالُ :تَلانَ و تَحینَ ،و سَیَأْتی للمصنِّفِ ،رحِمَه اللَّهُ فی«ت ل ن»؛و أَمَّا قوْلُ حُمَیْد بن ثور:

و أَسْماء ما أَسْماءُ لَیْلَه أَدْلَجَتْ

إلَیَّ و أَصْحابی بأَیْنَ و أَیْنَما

فإنَّه جَعَلَ أَیْنَ علماً للبُقْعه مجرَّداً عن مَعْنَی الاسْتِفامِ ، فمَنَعها الصَّرْف للتَّأْنِیثِ و التَّعْریفِ .

و الأَیْنُ :شَجَرٌ حِجازِیٌّ ؛قالتِ الخَنْساءُ:

تَذَکَّرْتُ صَخْراً أَنْ تَغَنَّتْ حَمامهٌ

هَتُوفٌ علی غُصنٍ من الأیْنِ تَسْجَعُ (5)

و أَیُّونٌ ،کتَنُّورٍ:قَرْیهٌ بالرَّیِّ ،منها:سهلُ بنُ الحَسَنِ ابنِ محمدٍ الأَیونیُّ .

و الأَیْنُ :ناحِیَهٌ مِن نواحِی المَدینَهِ متنزهه؛عن نَصْر.

الحَافِظ ،و عنه محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ الفضْلِ ؛کذا فی التبْصِیرِ للحافِظِ (1)؛کذا ذَکَرَه و لم یبین النِّسْبَه هذه إلی أَیِّ .

قالَ نَصْر:بین (2):منْ أُمّهات القُرَی بینَ بادغیس و سرخس.

و قالَ یاقوتُ فی المعْجمِ :مَدینَهٌ عنْدَ بابین (3)مِن أَعْمالِ بادغیسِ قُرْبَ هرَاهَ افْتَتَحها سالِمُ مَوْلی شریک بنِ الأَعْورِ من قبلِ عبدِ اللّهِ بنِ عامِرٍ فی سَنَه 31 عنْوَهً .

و قالَ أَبو سعیدٍ:بینهُ :هی بَوْن غَیْر أَنَّهم نَسَبُوا إلیها بَبْنیّ ،و ذَکَرَ محمدَ بن بِشْرٍ المَذْکُورُ؛و مثْلُه قَوْلُ المَالِینیّ .

و زادَ ابنُ الأَثیرِ فی المَنْسوبِ إلیها:أَبا جَعْفرٍ محمد ابنِ علیِّ بنِ یَحْیَی البَبْنِیّ الهَرَوِیّ عن الحَسَنِ بنِ سُفْیان، فانْظُرْ إلی قُصُورِ المصنِّفِ و تَقْصیرِه.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

حتی یکونوا بَیَّاناً واحِداً.

قالَ أَبو عُبَیْدٍ:قالَ ابنُ مَهْدیّ شیئاً واحِداً،کذا جاءَ فی حدِیثٍ ،و قد ذَکَرَه المصنِّفُ فی بَبَبَ کالجوْهرِیِّ ، و اختلفَ فی هذه الکَلِمَهِ فقیلَ :أَعْجمیَّه،و هو قَوْلُ أبی سعیدٍ الضَّرِیرِ و أَبی عُبَیْدٍ.

و رَدَّه الأزْهرِیُّ و قالَ :بلْ هی لُغَهٌ یمانیَّهٌ لم تَفْشُ فی کَلامِ مَعْدِّ،و هو و البأجُ بمعْنًی واحِدٍ.

و قالَ أَبو الهَیْثم:الکَواکِبُ البابانِیاتُ هی التی لا یَنْزِلُ بها شمْسٌ و لا قمرٌ إنَّما یُهْتَدی بها فی البرِّ و البَحْر،و هی شآمیَّهٌ ،و مهبُّ الشِّمالِ منها.

و بابانُ :محلَّهٌ کبیرَهٌ بأَسْفل مَرْوَ،و منها:أَبو سعیدٍ، عَبْدَهُ بنُ عبْدِ الرَّحیمِ بنِ حَسّان (4)المَرْوَزیُّ البَابانیُّ .قالَ أَبو حاتِمٍ :صدُوقٌ .

و أَبو بکْرٍ عُمَرُ بنُ نوحِ بنِ علیِّ بنِ عبادٍ النَّهْروانیُّ یُعْرَف بابنِ البَابانیِّ مِن أَهْلِ بَغْدادَ،مُعْتَزلیٌّ ،و أَبُوه حَنْبلیٌّ ،تُوفی سَنَه 404.

و بابونیا :مِن قُرَی بَغْدادَ،منها:أَبو الفضْلِ موسَی بنُ سُلْطان البابونیُّ المُقْری عن أَبی الوَقْت.

و بابین :قریهٌ بالبَحْرِ و النِّسْبَهِ إلیها بابینی .

و ذَکَرَها المصنِّفُ ،رحِمَه اللّهُ تعالی فی ب ث ن (1)؛ و لکنَّ المَشْهورَ علی الألْسنَهِ و فی الکُتُبِ هکذا.

و بُتَنِیْنُ ،بضمِّ ثم فتْحٍ و کسْرِ النونِ و یاءٍ ساکِنَهٍ ،و نونٍ أُخْری:قَرْیهٌ بسَمَرْقَنْد مِن نواحِی دَبُّوسیه،منها:جعْفرُ بنُ محمدِ بنِ بَحْر البُتَنینیُّ رَوَی عنه أَیضاً (2)القاسِمُ ؛قالَهُ أَبو سعِیدٍ.

*قُلْتُ :و رَوَی أَبو محمدٍ بنُ القاسِمِ هذا أَیضاً عن إبْراهیمَ بن محمدٍ البتنینیّ ؛ذَکَرَه المَالِینیُّ .

و البَتِینَهُ ،کسَفِینَهٍ :قَرْیهٌ مِن أَعْمالِ أَسْیوط .

و بتانه بالکسْرِ:قرْیهٌ مِن أَعْمالِ الدّقهلیَّه،و قد دَخَلْتها.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه أَیضاً:

زَوْجَهُ نبیئهِ بنِ الأَسْودِ العُذْرِیِّ .

و بُثَیْنَهُ : ع علی طریقِ السَّفَر بینَ البَصْرَهِ و البَحْرَیْنِ ، و هی هَضَبَهٌ .

و أَبو بُثَیْنَهَ شاعِرٌ مِن هُذَیْل.

و بَثْنُونُ ؛ ظاهِرُ سِیاقِه أَنّه بالفتْحِ و لیسَ کذلِکَ بل هو بالتَّحْریکِ ؛ د بمِصْرَ مِن کُورَهِ الغَرْبیَّه،و قد تقدَّمَ أَنَّ المَشْهورَ علی الأَلسنَهِ بالتاءِ الفَوْقیَّه،و قد دَخَلْتُها،و کأنَّ اشْتِقاقَها مِن البَثْنَهِ و هی النَّعْمهُ لمَا فیها مِن الخَصْبِ و الخیْرِ الکَثیرِ.

و یوسُفُ بنُ بُثَّانٍ ،کرُمَّانٍ ،مُحدِّثٌ مِصْرِیٌّ عن عُقَیْلِ ابن خالِدِ،و عنه هَارونُ بنُ سعیدٍ الإیلیُّ .

زادَ الحافِظُ الذَّهبیُّ :و سعیدُ بنُ بُثَّان رَوَی عنه هَارُونُ ابنُ سعیدٍ الإیلی.

قالَ الحافِظُ :کذا بخطِّه و لیسَ فی کتابِ ابنِ ماکولا إلاَّ سعید فقط ،و لم یَذْکر یوسُفَ ،فیُحْتَمل أَنْ یکونَ یوسُفُ أَخَاً لسعیدٍ،و اللّهُ تعالی أَعْلَم.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

بَثْنَهُ :اسمُ رَمْلَهٍ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لجمیلٍ :

بَدَتْ بَدْوهً لمَّا اسْتَقَلَّتْ حُمولُها

بِبَثْنهَ ین الجُرْفِ و الحاجِ و النُّجْلِ (1)

و سَمَّوا بَثْنَه .

و البَثَنِیَّهُ :الزبده.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه أَیضاً:

البُخارِی:مالِکُ بنُ بُحَیْنَهَ ،و هو وهمٌ عن شعْبَهَ و فی م ف ق (1)علی الصَّوابِ ،و الحَدِیث لابْنِه عَبْدِ اللّهِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

بَحْنَهُ :نَخْلَهٌ مَعْروفَهٌ .

و بناتُ بَحْنَه :ضَرْبٌ من النخْلِ طِوالٌ .

و قالَ الجوْهرِیُّ : بَحْنَهُ اسمُ امْرأَهٍ نُسِبَتْ إلیها نَخْلاتٌ کُنَّ عنْدَ بَیتِها کانتْ تقولُ :هُنَّ بَناتی،فقیلَ :هُنَّ بَناتُ بَحْنَه .

قالَ ابنُ بَرِّی:حَکَی أَبو سَهْلٍ عن التَّمِیمِیّ فی قوْلِهم:نبت (2)بَحْنهَ أنَّ البَحْنهَ نَخْلَهٌ مَعْروفَهٌ بالمَدِینَهِ ، و بها سُمِّیتِ المَرْأَهُ بَحْنَهَ ،و الجَمْعُ بَناتُ بَحْنٍ ،ا ه .

و یقالُ للرَّجُلِ الطَّویلِ :ابنُ بُحَیْنَهَ .

و ابنُ بَحْنَهَ :اسمٌ للسوطِ .

قالَ الأَزْهرِیُّ :لأنَّه یُسَوّی مِن قُلوسِ العَراجِین.

و رجُلٌ بَحْوَنٌ و بَحْوَنَهٌ :عَظیمُ البَطْنِ .

و البَحْوَنَهُ :الجُلَّهُ العَظیمَهُ .

و دلْوٌ بَحْوَنٌ :عَظیمٌ کثیرُ الأَخْذِ للماءِ.

و فی التَّهْذیبِ :أَو ما بُکاءُ.

و البَدَنُ : الدِّرْعُ القَصیرَهُ ؛ کما فی الصِّحاحِ .

زادَ ابنُ سِیْدَه:علی قدرِ الجَسَدِ.و منهم مَنْ قالَ :

القَصیرَهُ الکُمَّیْنِ .

و قیلَ :هی الدِّرْعُ عامَّه؛و به فَسَّر ثَعْلَب قوْلَه تعالَی:

فَالْیَوْمَ نُنَجِّیکَ بِبَدَنِکَ .قالَ :بدِرْعِکَ ،

16- و ذلِکَ أَنَّهم شَکُّوا فی غَرَقِه فأَمَرَ اللّهُ تعالی البَحْرَ أَن یَقْذِفَه علی دَکَّهٍ فی البَحْرِ ببَدَنِه ،أَی بدِرْعِه،فاسْتَیْقَنوا حینَئِذٍ أنَّه غَرِقَ .

قالَ الجوْهرِیُّ .قالَ الأَخْفَش:و هذا لیسَ بِشَیءٍ.

و

15,1- فی حدِیثِ علیٍّ : لمَّا خَطَبَ فاطِمَهَ ،رَضِیَ اللّهُ تعالی عنهما:قیلَ :«ما عنْدَکَ ؟قالَ :فَرَسی و بَدَنی ».

و

16- فی حدِیثِ سَطیحٍ : «أَبْیَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ و البَدَنِ ».

أَی واسِعُ الدِّرْعِ .یُریدُ به کثْرهَ العَطاءِ؛ ج أَبْدانٌ .

حکَی اللّحْیانیُّ :إنَّها لحَسَنَهُ الأَبْدانِ .

قالَ أَبو الحَسَنِ :کأَنَّهُمْ جَعَلُوا کلّ جُزْءٍ منها بَدَناً ثم جَمَعُوه علی هذا؛قالَ حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ:

إنَّ سُلَیْمی واضِحٌ لَبَّاتُها

لَیِّنه الأَبدانِ من تحتِ السُّبَجْ (1)

و البَدَنُ : الوَعِلُ المُسِنُّ ؛ قالَ یَصِفُ وَعِلاً و کَلْبهً :

قد قُلْتُ لما بَدَتِ العُقابُ

و ضَمَّها و البَدَنَ الحِقابُ :

جِدِّی لکلِّ عاملٍ ثَوابُ

و الرأْسُ و الأَکْرُعُ و الإِهابُ (2)

العُقابُ :اسمُ کَلْبهٍ ،و الحِقابُ :جَبَلٌ بعَیْنِه؛یقولُ :

اصْطادِی هذا التیْسَ و أَجْعلُ ثَوابَکَ الرأْسَ و الأَکْرُعَ و الإهابَ ؛ ج أَبْدُنٌ ؛ قالَ کثیِّرُ عزَّهَ :

کأَنَّ قُتودَ الرَّحْلِ منها تُبِینُها

قُرونٌ تَحَنَّتْ فی جَماجِمِ أَبْدُنِ (3)

و البَدَنُ : نَسَبُ الرَّجُلِ و حَسَبُه؛ قالَ :

لها بَدنٌ عاسٍ و نارٌ کریمهٌ

بمُعْتَرِکِ الآرِیِّ بین الصَّرائِمِ (4)

و البادِنُ و البَدینُ و المُبَدَّنُ ،کمُعَظَّمٍ : السَّمِینُ الجَسِیمُ .

و فی حدِیثِ ابنِ أَبی هالَهَ :« بادِنٌ مُتَماسِکٌ »؛ البادِنُ :

الضَّخْمُ ؛و المُتَماسِکُ :الذی یُمْسِکُ بعضُ أَعْضائِهِ بعضاً، فهو مُعْتدلُ الخَلْقِ . و هی بادِنٌ و بادِنَهٌ و بَدِینٌ و مُبَدَّنَهٌ ؛ ج بُدُنٌ ، ککُتُبٍ و رُکَّعٍ ؛ و أَنْشَدَ ثَعْلَب:

فلا تَرْهَبی أَنْ یَقْطعَ النَّأْیُ بَیْننا

و لمَّا یُلَوِّحْ بُدْنَهُنَّ شُروبُ

و قالَ زُهَیرٌ:

غَزَتْ سِماناً فآبَتْ ضُمّراً خُدُجاً

من بَعْدِ ما جَنَّبوها بُدَّناً عُقُقا (5)

و قد بَدُنَتْ ،ککَرُمَ و نَصَرَ، و قدمَ الجوْهرِیُّ اللّغَه الأَخیرَهَ ، بَدْناً ، بالفتْحِ و یُضَمُّ ، و علیه اقْتَصَرَ الجوْهرِیُّ ، و بَداناً و بَدانَهً بفتْحِهما؛ قالَ :

و انْضَمَّ بُدْنُ الشیخِ و اسْمَأَلاَّ

إنَّما عَنَی بالبُدْنِ هنا الجوْهرَ الذی هو الشَّحْم،لا یکونُ إلاَّ علی هذا لأنَّک إن جَعَلْتَ البُدْنَ عَرَضاً جَعَلْتهُ محلاًّ للعرضِ .

و بَدَّنَ تَبْدِیناً :أَسَنَّ و ضَعُفَ ؛ قالَ حُمَیْد الأرقط :

و کنْتُ خِلْتُ الشَّیْبَ و التَّبْدینا

و الهَمَّ ممَّا یُذْهِلُ القَرِینا (6)

ص:49

و

16- فی الحدِیثِ : «إنِّی قد بَدَّنْتُ فلا تُبادرُونی فی الرّکوعِ و السّجودِ». ؛أَی کَبِرْتُ و أَسْنَنْتُ ؛هکذا ذَکَرَه الأُمویُّ ؛و یُرْوَی:قد بَدُنْتُ ،ککَرُمْتُ ،أَی سَمِنْتُ و ضَخُمْتُ ؛و الوَجْه الأَوَّل.

و بَدَّنَ فلاناً تَبْدِیناً : أَلْبَسَه بَدناً أَی دِرْعاً.

و المِبْدانُ :الشَّکورُ السَّریعُ السِّمَنِ ؛ قالَ :

و إِنِّی لمِبْدانٌ إذا القومُ أَخْمصُوا

وَفیُّ إذا اشْتَدَّ الزَّمانُ شَحُوب (1)

و البَدَنَهُ ،محرَّکهً ،مِن الإِبِلِ و البَقَرِ:کالأُضْحِیَهِ من الغَنَمِ تُهْدَی إلی مکَّهَ .

و فی الصِّحاحِ :ناقَهٌ أَو بَقَرَهٌ تُنْحَرُ بمکَّهَ ؛ للذَّکَرِ و الأُنْثَی؛ فالتاءُ للوحدَهِ لا للتَّأْنِیثِ .

قالَ أَبو بکْرٍ:سُمِّیت بذلِکَ لعِظَمِها و ضَخامَتِها أَو لسِنِّها.

و فی الصِّحاحِ :لأنَّهم کانوا یُسَمِّنونَها.

و قالَ الزجَّاجُ :لأنَّها تُبَدَّنُ ،أَی تُسَمَّنُ .

و نَقَلَ النّوویّ فی التّحْریرِ عن الأَزْهرِیّ أنَّها تکونُ مِن الإبِلِ و البَقَرِ و الغَنَمِ .

قالَ النّوویُّ :و هو شاذٌّ.

و قیلَ : البَدَنَهُ مِن الإِبِلِ فقط ،و أُلْحِقَتِ البَقَرَهُ بها بالسنَّهِ .

قالَ شَیْخُنا،رحِمَه اللَّهُ تعالی:الذی فی تهْذِیبِ الأزْهرِیّ : البَدَنَهُ مِن الإبِلِ فقط ،و الهَدْیُ مِن الإبِلِ و البَقَرِ و الغَنَم (2)؛و ما حَکَاهُ عنه النّوویُّ فی تحْرِیرِه قیلَ :إنَّه خَطَأٌ نَشَأ مِن سقطٍ فی نسخهِ النّوویّ ؛نَقَلَ ذلِکَ کلَّه الحافِظُ ابنُ حَجَر،رحِمَه اللَّهُ تعالی فی شرْحِ البُخاری.

قالَ :و حَکَی ابنُ التِّین عن ابنِ مالِکٍ أنَّه کانَ یَتَعَجَّبممَّنْ یَخُصُّ البَدَنَهَ بالأُنْثی.

ج ککُتُبٍ مثْلُ ثَمَرَهٍ و ثُمُرٍ و یُخَفَّفُ أیضاً،و لا یُقالُ بَدَنٌ ،و إن کانوا قالوا خَشَبٌ و أجَمًّ و أکَمٌ و رَخَمٌ ،اسْتَثْناهُ اللّحْیانیُّ من هذه.و یُجْمَعُ أیضاً علی بَدَنات .

و بادَنُ ،کهاجَرَ:ه ببُخارا (3)، أو سَمَرْقَنْد، منها:أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ جَعْفرِ بنِ غزوان البادِنِیُّ البُخارِیُّ الشَّاعِرُ المُجَوِّدُ، کانَ یمدَحُ الوَزیرَ البلعمیّ و غیرَه،و کانَ ضَریراً،تُوفی فی صَفَر سَنَه 368.و ضَبَطَه الحافِظُ الذهبیُّ بذالٍ مُعْجَمهٍ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البُدْنُ ،بالضمِّ و بضمَّتَیْن،کعُسْرٍ و عُسُرٍ:السِّمَنُ و الاکتِنازُ؛و أنْشَدَ الجوْهرِیُّ لرَّاجزِ،و هو ابنُ البَرْصاء:

کأنّها من بُدُنٍ و إیفارْ

دَبَّت علیها ذَرِاباتُ الأنْبارْ (4)

و البُدْنُ أیْضاً:جَمْعُ بَدَنَهٍ ،و به أیضاً جاءَ القُرْآنُ العَزیزُ:

وَ اَلْبُدْنَ جَعَلْناها لَکُمْ مِنْ شَعائِرِ اللّهِ .

و یقالُ للحیَّهِ (5)الصَّغیرَهِ البدنُ تَشْبیهاً بالدِّرْعِ .

و بُدُونٌ ،جَمْعُ بَدَنٍ للوَعِلٍ المُسِنِّ ،و هو نادِرٌ،عن ابنِ الأعْرابیِّ .

و شبرُ بَدِّین ،بفتْحِ الباءِ و کسْرِ الدَّالِ المُشدَّدَهِ قرْیَهً بمِصْرَ مِن أعْمالِ الدقهلیه.

و بهمٌ بَدَنٍ ،بالتحْرِیکِ :موْضِعٌ .

و بُدْنٌ ،بالضَّمِّ :موْضِعٌ فی أشْعارِ ابنِ فزَارَهَ ؛عن نَصْر.

و بُدَیْنٌ ،کزُبَیْرٍ:اسمُ ماءٍ.

و بُدْیانا ،بالضَّمِّ :مِن قُرَی نَسَفَ .

و بَدْنُ بنُ دبارٍ،بالفتْحِ ،عن علیِّ ،و عنه سماکُ بنُ حَرْبٍ .

ص:50

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و قالَ أبو حَنیفَهَ :إنَّما هو بارِنیُّ ،فالبارُ الحَمْلُ ،و نِیُّ تَعْظیمٌ ،و مُبالَغَهٌ ،و قوْلُ الرَّاجزِ:

و بالغَداهِ فلق البَرْنِجِّ

أرادَ البَرْنِیَّ فأُبْدَلَ مِن الیاءِ جِیماً.

و علیُّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ الأشْقَرِ بنِ البَرْنِیِّ ، عن نَصْرِ ابنِ الحَسَنِ الشاسیّ (1)،هکذا ذَکَرَه الذَّهبیُّ .

قالَ الحافِظُ :صَوَابُه عبْدُ الرحمنِ بنُ علیِّ .

*قُلْتُ :و هکذا ذَکَرَه ابنُ النجَّارِ أیْضاً و لم یَذْکرْ (2)مَنْ رَوَی عنه؛و قد رَوَی عنه سبْطُه أبو الفَرَجِ ذاکرُ اللَّهِ ابنُ إبْراهِیمَ أحَدُ شیوخِ ابنِ النجَّارِ،ماتَ سَنَه 601.

و سِتُّ الأدَبِ :بِنْتُ المُظَفَّرِ بنِ البَرْنِیِّ ،رَوَیَا.

*قُلْتُ :و أخُوها أبو إسْحاق إبراهیمُ نَزِیلُ المَوْصِلِ رَوَی عن ابنِ البطی و هو والدُ ذَاکِر اللَّهِ المَذْکُور،و أبو بکْرٍ (3)حدَّثَ أیْضاً،و أبو طاهِرِ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ الأشقَر سَمِعَ مِن ابنِ الحُصَیْنِ ،و أبو مَنْصُورٍ أحمدُ ذاکر (4)اللَّه حدَّثَ عن القاضِی أبی الحُسَیْنِ بنِ أبی یَعْلی الفرَّاء، و هو آخِرُ مَنْ حدَّثَ عنه،ماتَ سَنَه (5)608،رحِمَه اللَّهُ تعالی،و محمدُ بنُ إبراهیمَ بنِ المُظَفَّر المَذْکُور سَمِعَ منه الدّمیاطیّ .

و البَرْنِیَّهُ :إناءٌ من خَزَفٍ ؛ کما فی الصِّحاحِ .

و فی المُحْکَم:شبْهُ فخَّارَهٍ ضخْمهٍ خَضْراء،و رُبَّما کانتْ مِن القَوارِیرِ الثّخانِ الواسِعَهِ الأفْواه.

و البَرْنِیَّهُ : الدِّیکُ الصَّغیرُ أوَّلَ ما یُدْرِکُ ،ج بَرانِیٌّ ، لُغَهٌ عَربیَّهٌ .

و قالَ ابنُ الأعْرابیِّ : البَرْنِیُّ الدِّیکَهُ . و یَبْرینُ ،أو أبْرینُ ،ع؛ قالَ الأزهرِیُّ :قَرْیَهٌ ذاتُ نَخْلٍ و عیونٍ عَذْبَهٍ ، بحِذاءِ الأخساءِ فی دِیارِ بَنی سعْدٍ.

هنا ذَکَرَه المصنِّفُ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالی مُقَلِّداً للجَوْهرِیِّ .

و قالَ ابنُ بَرِّی:حَقّ یَبْرِین أنْ یُذْکَرَ فی فَصْلِ بَرَی مِن بابِ المُعْتل،لأنَّ یَبْرینَ مثْل یَرْمینَ ،و هو مَذْهَبُ أبی العَبَّاس و هو الصَّحیحُ .قالَ :و الدَّلیلُ علی صحَّهِ ذلکَ قَوْلُهم فی الرَّفْع: یَبْرونَ ،و یَبْرینَ فی النّصْبِ و الجرِّ، و هذا قاطِعٌ بزیادَهِ النونِ ؛قالَ :و لا یجوزُ أنْ یکونَ یَبْرینَ فَعْلینَ لأنَّه لم یأْتِ له نظیرٌ،و إنَّما فی الکَلامِ فِعْلینٌ مثْلُ غِسْلینٍ .

و أبْرِینَهُ ،و یُکْسَرُ:ه بمَرْوَ.

و بُرِینُ ،بالضَّمِّ و کسْرِ الرَّاءِ؛لَقَبُ عبدِ اللَّهِ أبی (6)هِنْدٍ الدَّارِیُّ صَحابِیٌّ . و یقالُ :اسْمُهُ بُرِیرُ،کما وُجِدَ بخطِّ أبی العَلاءِ الفَرَضِیِّ ؛و قیلَ :بر،و قیلَ :یَزیدُ،و قیلَ :هو أبو هِنْدِ بنُ بر،و قیلَ :أبو البرَّاء أخُو تَمِیمٍ الدَّارِیّ ،و قیلَ :

ابنُ عَمِّه،و فیه اخْتِلافٌ کثیرٌ.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

برنٌ :قَرْیهٌ و إلیها نُسِبَ التَّمْر؛کما فی معْجمِ البَکْری.

و بریانُ :قرْیَهٌ ببَلَخ عن المَالِینی.

و برنوهُ :قَرْیَهٌ مِن قُرَی نَیسابُورَ.

و بُرْیانَهُ ،بالضمِّ :قَرْیَهٌ بالأنْدَلُسِ شَرْقی قُرْطُبَه.

و بَرَنُ ،محرَّکَهً :مَدینَهٌ بالهِنْدِ،و منها:الإمامُ ضِیاءُ الدِّیْن المُحْتسبُ مُؤَلِّفُ کِتابِ الاحْتِسَابِ و غیرِهِ .

و بیرونُ بالسِّنْدِ:کذا فی صفاتِ (7)الأطبَّاء لابنِ أبی ضبعَهَ .

*قُلْتُ :منها أبو الرّیحان المُنَجِّم و اسْمُه أحمدُ بنُ محمدٍ مُؤَلِّفُ کتابِ الجَماهِر فی الجَواهِرِ،و التَّفْهِیم فی التَّنجیم.

ص:52

فقولُ شیْخِنا،رحِمَه اللَّهُ تعالی؛هذا التَّفْسِیرُ لا یُعْرفُ لغیرِ المُصنِّفِ محلُّ نَظَرٍ،ثم قالَ :و الدابَّهُ لَفْظٌ عامٌّ لکلِّ ما یدبُّ علی الأرْضِ ،و خُصّ فی العُرْفِ بذَواتِ الأرْبَع ثم ببعضِها علی ما عُرِفَ بالدَّواوِین.

و البِرْذَونُ :دابَّهٌ خاصَّه لا تکونُ إلاَّ مِن الخَیْلِ ، و المَقْصُودُ منها غَیر العِرابِ ، فالبِرْذَونُ مِن الخَیْلِ :ما لیسَ بعرابیِّ .

و فی التَّوْشِیح: البَراذِینُ :الجفاهُ مِن الخَیْلِ .

و فی شرْحِ العِراقیَّه للسَّخاوی: البِرْذَونُ :الجافِی الخلْقَهِ الجلدُ علی السَّیْرِ فی الشَّعابِ و الوَعرِ مِن الخَیْل غَیْر العرابیَّهِ ،و أکْثَر ما یُجْلَبُ من الرُّومِ .

و قالَ الباجِی: البِرْذَونُ مِن الخَیْل هو العَظیمُ الخلْقَهِ الجافِیها،الغَلِیظُ الأعْضاءِ،و العِرابُ أضْمَر و أرَقّ أعْضاءً؛ و هی بهاءٍ؛ و أنْشَدَ الکِسائیُّ :

رأیْتُکَ إذْ جالَتْ بکَ الخَیْلُ جَوْلهً

و أنتَ علی بِرْذَوْنَهٍ غیر طائلِ (1)

ج بَراذینُ .

و المُبَرْذنُ :صاحِبُه، و قیلَ :رَاکِبُه.یقالُ :لَقِیتُه مُجِیداً و أخاهُ مُبَرْذِناً ،أی رَاکِباً جَواداً و بِرْذَوْناً .

و بَرْذَنَ الرَّجُلُ : قَهَرَ و غَلَبَ و حُکِیَ عن المُؤَرِّج أنَّهُ قالَ :سألْتُ فلاناً عن کذا و کذا فبَرْذَنَ لی أی أعْیا عن الجَوابِ .

و بَرْذَنَ الفَرَسُ بَرْذَنهً : مَشَی مَشْیَ البِرْذَوْنِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

بَرْذَنَ الرَّجُلُ :ثَقُلَ علیهِ ذلِکَ .

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أحسِبُ أنَّ البِرْذَوْنَ مُشْتَقٌّ من ذلک.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

بِرْذَوْنٌ ،کجِرْدَحْلٍ :بَلَیْدَهٌ مِن نواحِی خوزستان قُرْبَ بَصِنَّی،تُعْمَلُ فیها السّتُورُ البَصِنّیّه و تدل (2)بعمل بصنّی.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

و الجوْهرِیُّ یَرَی أَصالَهَ نونِه،و کِلا القَوْلَیْن فی المِصْباح.

و ابنُ بَرْهانٍ ،بالفتْحِ :عبدُ الواحِدِ النَّحوِیُّ ،و الحُسَیْنُ بنُ عُمَرَ المحدِّثُ .

و قالَ الحافِظُ فی التبْصیرِ فی مشیتِه النِّسْبَهِ مِن حَرْفِ الدالِ (1)فی درک الحُسَیْن بن طاهِرٍ المُؤَدِّب الدُّرکیّ عن الصَفَّار و ابنِ السَّمَّاک سَمِع منه ابنُ بَرْهان سَنَه 380.

و أَحمَدُ بنُ علیِّ بنِ بَرْهانٍ الفَقیهُ صاحِبُ الإمام أَبی حامِدٍ الغَزَّالِیِّ ، له أَقْوالٌ مُخْتارَهٌ فی المَذْهَبِ ، و هو الذی ذَهَبَ إلی أَنَّ العامِّیَّ لا یَلْزَمُه التَّقَیُّدُ بمَذْهَبٍ ،و رَجَّحَهُ الإمامُ النَّوَوِیُّ .

و بَرْهانٌ :لَقَبُ محمدِ بنِ علیِّ الدینَوَرِیِّ الشَّیْخِ الصَّالح، رحِمَه اللَّهُ تعالی.

*و ممَّا یُسْتدرَکُ علیه:

بالعِراقَیْن عن السُّلطان أَبی سعیدٍ هذا بَعْده عَیْن عَرَفَه، و ذَکَرَ ذلِکَ العلاَّمَهُ القطبیّ فی تارِیخِه.

و الإبْزِینُ ،بالکسْرِ: لُغَهٌ فی الإبْزِیمِ (1)،ج أَبازِینُ ، قالَ أَبو دُوادٍ فی صفَهِ الخَیْلِ :

من کلِّ جَرْداء قد طارَتْ عقیقتُها

و کلّ أَجْرَدَ مُسْتَرْخِی الأَبازِینِ (2)

و أَبو أُمَّیه عمْرُو بنُ هِشامِ بنِ بُزَیْنٍ ،کزُبَیْرٍ، الحرَّانیُّ (3)مُحَدِّثٌ رَوَی عن جَدِّه لأُمِّه عتاب بن بَشِیر و ابن عتیبه (4)،و عنه النّسائیّ و أَبو عروبَهَ ،وثِّقَ ،ماتَ سَنَه 245،هذا هو الصَّوابُ .و سِیاقُ المصنِّفِ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی،یَقْتَضِی أَنَّ المحدِّثَ هو أَبُوه هِشامٌ و لیْسَتْ له رِوایَه فَضْلاً عن التَّحْدیثِ .

و وَقَعَ فی کتابِ الذَّهبیّ :أُمَیَّه بن عَمْرو بنِ هِشامٍ .

قالَ الحافِظُ :و الصَّوابُ أَبو أُمَیَّه عَمْرو.

*قلْتُ :و قد ذَکَرَه فی الکاشِفِ علی الصَّوابِ .

و بُزانُ ، کغُرابٍ :ه بأَصْبَهانَ ،منها:المُظَفَّرُ، کذا فی النسخِ ،و الصَّوابُ المُطَهّر، بنُ عبدِ الواحِدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأَصْبهانیُّ .قالَ الإمامُ الذهبیُّ :هو شیخُ الرُّسَیْمِیّ (5)و الباغیانی رَوَی خَبَر الوین (6)،و أَبُوه مِن شیوخِ الخَطِیب.قالَ الحافِظُ :و عبدُ الواحِدِ بنُ المُطَهّر ابنِ عبدِ الواحِدِ المَذْکُور قَدِمَ بَغْدادَ و حدَّثَ عن أَصْحابِ الطّبْرانی.و عینُ الشمْس بنْتُ الفَضْل (7)بنِ المُطَهّر المَذْکُور،کَتَبَ عنها ابنُ عَسَاکِر فی معْجمِه، و أَبو الفَرَجِ عبدُ الوَهابِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأَصْبهانیُّ البُزانِیَّانِ المُحَدِّثانِ ، حدَّثَ عن عبدِ اللَّهِ بنِ الحَسَنِ بنِ بُنْدَار.

و یُنْسَبُ إلی القَرْیَهِ المَذْکُورَه أَیْضاً:عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِابنِ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ الفضْلِ البُزانیُّ الکاتِبُ ،عنه (8)أَبو بکْرٍ اللباد.

و أُبْزونُ ،بالضَّمِّ :شاعِرٌ عُمانِیٌّ .

و بُزانَهُ ،کثُمامَهَ :ه باسْفِرایِنَ ، منها:الحُسَیْنُ بنُ محمدِ ابنِ طلْحَهَ البُزانیُّ الإسْفِراینیّ .

و بُزْیانُ ،بالضَّمِّ :محلَّهٌ بمَرْوَ، هکذا فی النسخ، و الصَّوابُ فیه بُزنانُ بالنونِ ؛و منها:أحمدُ بنُ مندون (9)ابنِ سُلَیْمان،رَوَی عن الأَصْمعیّ ،قالَهُ ابنُ الأَثِیرِ.

و أَمَّا بُزیانُ ،بالیاءِ،فقَرْیهٌ بهراهَ و منها أَبو بکْرِ بنُ محمدٍ البُزیانیُّ کرّامیّ المَذْهَبِ تُوفی سَنَه 526.

*و ممَّا یُسْتدرَکُ علیه:

البَزَّانُ ،کشَدَّادٍ:لَقَبُ جماعَهٍ .

و بازانُ :علمٌ .

و بوزانُ بنُ شعرٍ الرُّومیُّ سَمِعَ بالمَوْصِلِ و بَغْدادَ،ماتَ سَنَه 622؛ذَکَرَه ابنُ نُقْطَه.

*و ممَّا یُسْتدرَکُ علیه:

ابنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الواحِدِ الکاتِبُ .

و مَوْضِعٌ مَخْصوصٌ بالقرافَهِ الکُبْری مِن مِصْرَ،و بها مَدْفَنُ السادَهِ العُلَماءِ.

*قلْتُ :و مَرَّ للمصنِّفِ فی وَبَصَ :و وَبِصان ،و یُضَمُّ ، شَهْرُ رَبیعٍ الآخِرِ.و مَرَّ لنا هناک أنَّ الصَّاغانیَّ صَحَّح ما فی بعضِ نسخِ الجَمْهرهِ لأنَّ وَبَص و بَصٌ بمعْنًی واحِدٍ، علی ما ذُکِرَ،فإنَّ محلَّه«ب ص ص»،و قد أَشَرْنا بذلِکَ هناک.

و فی التَّهْذیبِ : بَصَنَّی ،محرَّکهً مُشَدَّدَهَ النُّونِ :ه منها السُّتورُ البَصَنِّیَّهُ (1)، و لیسَتْ بعَربیَّهٍ .

*قلْتُ :و قد تقدَّمَ أَنَّها بالقُرْبِ من میرزون (2)، و کِلْتاهُما تُعْمَلُ فیها السُّتورُ،لکنَّ البَصَنِّیّه أَعْلَی و أَفْخر، و کأَنَّها هی التی تُعْرَفُ الآنَ ببصنی بالضمِّ تُکْتَبُ بالصادِ و بالسِّین،و نُسِبَ إلیها هکذا بصنویُّ و بسنویُّ ،و قد تُزادُ الواوُ قبْلَ السِّین أَو الصَّاد،و هی مَدینَهٌ جَلِیلهٌ قبل الرُّومِ فی حوزَهِ حِمایَهِ آلِ عُثْمان،خلَّدَ اللَّهُ تعالَی مُلْکَهم إلی آخِرِ الزَّمان بحقِّ سَیِّد ولدِ عَدْنان.

و قیلَ :هو الذی لا یَزالُ عَظِیمَ البَطْنِ مِن کثْرَهِ الأَکْلِ ، کالمِبْطانِ ، و هو الذی لا یَهُمُّه إلاَّ بَطْنُه ؛و منه

1- حدِیثُ علیِّ ،کَرَّمَ اللَّهُ وَجْهه: «أَبِیتُ مِبْطاناً و حَوْلی بُطونٌ غَرْثی».

و رَجُلٌ بَطِینٌ :عَظیمُ البَطْنِ مِن کثْرَهِ الأَکْلِ .

و

1- فی صفَهِ علیِّ ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنه: «الأَنزَعُ البَطِینُ ». أَی العَظیمُ البَطْنِ ،و هو مدْحٌ .

و قد بَطُنَ ،ککَرُمَ ، بَطانَهً .

و رَجُلٌ مُبَطَّنٌ ، کمعَظَّمٍ :ضامِرُ البَطْنِ خَمِیصُه،و هذا علی السَّلْبِ کأَنَّه سُلِبَ بَطْنَه فأُعْدِمَه،و هی مُبَطَّنَهٌ من الشّبعِ .

و رجُلٌ مَبْطونٌ :یَشْتَکِیه؛ و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لذی الرُّمَّه:

رَخِیمات الکلامِ مُبَطَّنات

جَواعِل فی البُرَی قَصَباً خِدَالا (1)

و قد بُطِنَ ،کعُنِیَ .

و

16- فی الحدِیثِ : « المَبْطُونُ شَهِیدٌ». أَی الذی یَموتُ بمَرَضِ بَطْنه کالاسْتِسْقاءِ و نحْوه.و

16- فی حدِیثٍ آخَر: «أنَّ امْرأَهً ماتَتْ فی بَطَن ». أرادَ به هنا النِّفَاسَ .

و البَطَنُ ،محرّکهً :داءُ البَطْنِ ، و هو أَن یَعْظمَ من الشِّبَعِ ،و قد بَطِنَ الرَّجُل کفَرِحَ ،و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ للقُلاخِ :

و لم تَضَعْ أَوْلادَها من البَطَنْ

و لم تُصِبْه نَعْسهٌ علی غَدَنْ (2)

و بَطَنَه بَطْناً ؛و قالَ قَوْمٌ : بطنه ؛ و بَطَنَ له مثْلُ شَکَرَه و شَکَرَ له و نَصَحَه و نَصَحَ له؛کذا فی الصِّحاحِ ؛ و زادَ غیرُهُ : بَطَّنَه تَبْطِیناً :إذا ضَرَبَ بَطْنَهُ ؛ و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ :

إذا ضَرَبْتَ مُوقَراً فابْطُنْ لهْ

تحتَ قُصَیْراهُ و دُون الجُلَّهْ

فإنَّ أَنْ تَبْطُنَهُ خَیرٌ لَهْ (3)

قالَ ابنُ بَرِّی:أی إذا ضَرَبْتَ بَعیراً مُوقَراً بحِمْلِه فاضْرِبْه فی مَوْضِعٍ لا یَضُرُّ به الضَّرْبُ ،فإنَّ ضرْبَه فی ذلکَ المَوْضِعِ خَیْرٌ لَه.

و بَطَنَ الشَّیءُ: خَفِیَ فهو باطِنٌ ، خِلافُ الظاهِرِ، ج بَواطِنُ .

و مِن المجازِ: بَطَنَ خَبَرَه: إذا عَلِمَه. و یقالُ : بَطَنَ الأَمْرَ إذا عَرَفَ باطِنَه .

و مِن المجازِ: بَطَنَ مِن فلانٍ ، و فی المُحْکَم و الصِّحاح:بفُلانٍ ،إذا صارَ من خواصِّهِ داخِلاً فی أَمْرِه؛ و قیلَ : بَطَنَ به:دَخَلَ فی أَمْرِه، یَبْطُنُ به بُطوناً و بطانَهً .

و مِن المجازِ: اسْتَبْطَنَ أَمْرَهُ : إذا وقَفَ علی دَخْلَتِه، أَی باطِنِه .

و فی الأساسِ : اسْتَبْطَنَه :دَخَلَ بَطْنَه ،کما یَسْتَبْطِنُ العِرْقُ اللحْمَ .

و اسْتَبْطَنَ أَمْرَه:عَرَفَ باطِنَه .

و البِطانَهُ ،بالکسْرِ:السَّریرَهُ یسُّرها الرَّجُلُ .یقالُ :هو ذُو بِطانَهٍ بفُلانٍ ،أَی ذُو علْمٍ بدَاخلَهِ أَمْرِه.

و البِطانَهُ : وَسَطُ الکورَهِ ، هکذا فی النُّسخِ ، و الصَّوابُ :و باطِنَهُ الکُورَهِ وَسَطُها و ما تَنَحَّی منها.

و البِطانَهُ : الصَّاحِبُ للسّرِّ الذی یُشاوِرُ فی الأَحْوالِ .

و

16- فی الحدِیثِ : «ما بَعَثَ اللَّهُ مِن نبیِّ و لا اسْتَخْلَفَ من خَلِیفَهٍ إلاَّ کانتْ له بِطَانتانِ ، بِطَانَه تأْمرُه بالخیْرِ و تحضُّه علیه،و بِطانَه تأْمرُه بالشَّرِّ و تحثُّه علیه».

و فی الصِّحاحِ : البِطانَهُ : الوَلِیجهُ ، و هو الذی یختص بالولوجِ و الاطّلاعِ علی باطِنِ الأَمْرِ،قالَ اللَّهُ تعالی: لا تَتَّخِذُوا بِطانَهً مِنْ دُونِکُمْ (4)،أی مُخْتَصَّا بکم یَسْتَبْطنُ أَمْرَکم.

ص:61

قالَ الرَّاغبُ :و هو مُسْتعارٌ مِن بِطانَهِ الثَّوْبِ بدَلیلِ قَوْلهم:لبسْتُ فلاناً إذا اخْتَصَصْته.و فلانٌ شِعارِی و دِثارِی.

و قالَ الزجَّاجُ : البِطانَهُ :الدُّخَلاءُ الذین یُنْبَسطُ إلیهم و یُسْتَبْطَنونَ ؛یقالُ :فلانٌ بِطانَهٌ لفلانٍ ،أی مُداخِلٌ له مُؤَانِسٌ ،و المعْنَی أنَّ المُؤْمِنِینَ نُهوا أنْ یَتَّخِذوا المُنافِقِین خاصَّتَهم و أن یُفْضُوا إلیهم أَسْرارَهم.

و فی الأساسِ :هو بِطَانَتِی ،و هُم بِطانَتِی و أَهْلُ بِطَانَتِی .

و البِطانَهُ من الثَّوْبِ :خِلافُ ظهارَتِه؛و قد بَطَّنَ الثَّوْبَ تَبْطِیناً و أَبْطَنَهُ : جَعَلَ له بِطانَهً ،و لِحافٌ مُبَطَّنٌ ؛و الجَمْعُ بَطائِنُ ؛قالَ اللَّهُ تعالی: بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ (1).

و بطانَهُ : ع خارجَ المَدینَهِ .

و قالَ نَصْر: بطانَهُ :بِئْرٌ بجنبِ قرایین (2)و هُما جَبَلان بینَ رَبیعَهَ و الأضْبَط لبَنی کِلابٍ .

و الباطِنُ :داخِلُ کلِّ شَیءٍ.

و الباطِنُ مِن الأرْضِ :ما غَمَضَ (3)منها و اطْمَأَنَّ ، کالبَطْنِ ، ج فی القلیلِ أَبْطِنَهٌ و هو نادِرٌ، و الکَثیر بُطْنانٌ .

و قالَ أبو حنیفَهَ : البُطْنانُ مِن الأَرضِ واحِدٌ کالبَطْن .

و الباطِنُ : مَسِیلُ الماءِ فی الغِلَظِ ،ج بُطْنانٌ ؛ و منه

16- الحدِیثُ : «تَرْوَی به القِیعانُ و تَسِیلُ به البُطْنان ».

و قالَ ابنُ شُمَیْل: بُطْنانُ الأَرضِ :ما تَوَطَّأَ فی بُطونِ الأرض سَهْلِها و حَزْنِها و رِیاضِها،و هی قرارُ الماءِ و مُسْتَنْقَعُه،و هی البَواطِنُ و البُطونُ .

و بِطانُ ، ککِتابٍ :عَنْزُ سَوْءٍ.

و أَیْضاً:اسمُ فَرَسٍ (4)و هو أَبو البَطِینِ ، کأَمِیرٍ، و کِلاهُما لمحمدِ بنِ الوَلِیدِ بنِ عبدِ المَلِکِ بنِ مَرْوان،و هذا نسبه البِطانُ بنُ البَطِین بنِ الحَرُونِ بنِ الخززِ بنِ الوثیمی بنِ أَعْوجَ ،و القتادی أَخُو البِطان ،و کان الحَرُون هذا اشْتَراهُ مُسْلمُ بنُ عَمْرو الباهِلِیُّ مِن رَجُلٍ مِن بَنی هِلالٍ بألْفِ دِینارٍ و اسْتَنْجبها البَطِین و سَبَقَ بها الناس دَهْراً،فلمَّا ماتَ مُسْلم أَخَذَ الحجَّاجُ البَطِین مِن قتیبَهَ بنِ مُسْلم فبَعَثَ به إلی عبْدِ المَلِکِ ،فوَهَبَه عبدُ المَلِکِ لابْنِه الوَلِیدِ فسَبَقَ الناسَ علیه،ثم اسْتَنْجَبَه فهو أَبو الزائِدِ، و الزَّائِدُ أَبو أَشْقر مَرْوان؛کذا فی أَنْسابِ الخیْلِ لابنِ الکَلْبی.

و البِطانُ : حِزامُ القَتَبِ الذی یُجْعَل تحْتَ بَطْن البَعیرِ.

یقالُ :الْتَقَتْ حَلْقَتا البِطان للأَمْرِ إذا اشْتَدَّ،و هو بمنْزلَهِ التَّصْدیرِ للرَّحْلِ ؛کما فی الصِّحاحِ ؛ ج أَبْطِنَهٌ و بُطْنٌ ، بالضمِّ .

و بِطانُ : ع بینَ الشُّقوقِ و الثَّعْلَبِیَّهِ فی طریقِ الکُوفَهِ ؛ و أَنْشَدَ نَصْر:

أَقولُ لصاحِبیَّ من التأَسّی

و قد بلغَتْ نفوسُهُمُ الحلوقا:

إذا بلغَ المطیُّ بنا بِطاناً

و جُزْنا الثعلبیهَ و الشُّقُوقا

و خَلَّفنا زُباله ثم رُحنا

فَقَدْ و أَبیکَ خَلَّفْنا الطریقا (5)

و بِطانُ : ع لهُذَیْلٍ .

و أَیْضاً: د ببِلادِ الیَمَنِ ؛ و لو قالَ بالیَمَنِ لکانَ أَخْصر و کأَنَّه سَبْقُ قلَمٍ .

و أَبْطَنَ البعیرَ:شَدَّ بِطانَهُ ؛ نَقَلَه الجوْهرِیُّ :قالَ ذو الرُّمَّه یَصِفُ الظلیم:

أَو مُقْحَم أَضْعَفَ الإبْطانَ حادِجُه

بالأَمسِ فاسْتَأْخَرَ العِدْلانِ و القَتَبُ (6)

ص:62

شَبَّه اسْتِرْخاء العِکْمَیْن باسْتِرْخاء جَناحَیِ الظَّلیم (1).

کبَطَّنَهُ (2) یُبَطّنُه بَطناً .

قالَ الأَزْهرِیُّ :و هی لُغَهٌ .

و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ :یقالُ أَبْطَنْتُ البَعیرَ و لا یقالُ بَطَنْتُهُ بغیرِ أَلِفٍ .

و قالَ أَبو الهَیْثم:لا یَجوزُ بَطَنْتُ البَعیرَ،و احْتَج بقوْلِ ذی الرُّمَّه.

و وَقَعَ فی نسخِ القاموسِ : کبَطَّنَه مُشَدّداً،و هو غَلَطٌ .

و مِن المجازِ:رجُلٌ عَرِیضُ البِطانِ : أی رَخِیُّ البالِ .

و قالَ أَبو عبیدٍ:یقالُ :ماتَ فلانٌ و هو عَرِیضُ البِطانِ ، أی مالُه جَمٌّ لم یَذْهَبْ منه شیءٌ.

و البِطْنَهُ ،بالکسْرِ:البَطَرُ و الأَشَرُ، و منه البَطِنُ ،ککَتِفٍ ، للأَشَرِ البَطِرِ،و قد تَقَدَّمَ ،و قد بَطِنَ کفَرِحَ .

و البِطْنَهُ : الکِظَّهُ ، أی الامْتِلاءُ الشَّدیدُ مِن الطَّعامِ ،و قد بَطِنَ بالکسْرِ.

و فی المَثَلِ : البِطْنَهُ تُذْهِبُ الفِطْنَهَ .

و یقالُ :لیسَ للبِطْنَهِ خَیْرٌ من خَمْصَهٍ تَتْبَعُها؛أَرادَ بالخَمْصَهِ الجوعَ ؛و قالَ الشاعِرُ:

یا بَنی المُنْذِرِ بن عَبْدانَ و الیِطْ

نهُ ممَّا تُسَفِّهُ الأَحلاما (3)

و البَطینُ :البَعیدُ. یقالُ :شَأْوٌ بَطِینٌ :أی بَعِیدٌ واسِعٌ ؛ قالَ :

و بَصبَصنَ بینَ أَدانی الغَضَی

و بین عُنَیزهَ شَأْواً بَطِینا (4)

و

17- فی حدِیثِ سُلَیْمان بنِ صُرَد: «الشَّوْطُ بَطِینٌ ». أی بَعِیدٌ.و فی سَجَعاتِ الأَدِیبِ الحَرِیریّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی:

فلم أَعْلَم أنَّ الشَّوْطَ بَطِینٌ و أنَّ الشیخَ شُوَیْطِین.

و البَطِینُ : فَرَسُ محمدِ بنِ الولِیدِ بنِ عبدِ المَلِکِ ، و قد ذُکِرَ قَرِیباً فهو تِکْرارٌ.

و البَطِینُ : لَقَبُ خارِجِیِّ ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه.

و أَیضاً: لَقَبُ مُسْلِمِ بنِ أَبی عِمْرانَ ؛ صوابُه:مُسْلِم ابنِ عِمْران،و هو أَبو عبدِ اللَّهِ الکُوفیّ ؛ المُحدِّثِ الجَلِیلِ عن أَبی وائِلٍ و علیّ بنِ الحُسَیْن و أَبی عبْدِ الرّحمنِ السّلَمیّ ،و عنه الأَعْمشُ و ابنُ عَوْفٍ و غیرُهُم.

و البُطَیْنُ ، کزُبَیْرٍ:شاعِرٌ حمصیٌّ .

و البُطَیْنُ : مَنْزِلٌ للقَمَرِ بینَ الشرَطَیْن و الثُّرَیَّا،جاءَ مصغَّراً عن العَرَبِ ،و هو ثلاثَهُ کواکِبَ صِغارٌ مُسْتَوِیهُ التَّثْلیثِ ، کأَنَّها أَثافِیُّ ،و هو بَطْنُ الحَمَلِ و الشَّرَطان قرْناهُ ، و الثُّرَیَّا أَلیتُه؛و العَرَبُ تَزْعُمُ أنَّ البُطَیْنَ لا نَوْءَ له إلاَّ الریحُ .

و ذُو البُطَیْنِ : لَقَبُ أُسامَهَ (5)بنِ زَیْدٍ،رضِیَ اللَّهُ تعالی عنه. قالَ الحافِظُ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی:و هو مَذْکورٌ بذلِکَ فی کتابِ الإیمانِ فی صَحِیحِ مُسْلم.

و المُبَطَّنُ ، کمُعَظَّمٍ :الأَبْیَضُ الظَّهْرِ و البَطْنِ مِن الخَیْلِ و سائِر (6)ما کانَ ،کأَنَّه بطنَ بثَوْبٍ أَبْیَض.

و الباطِنَهُ :ه بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ .

و مِن المجازِ: الباطِنَهُ مِن البَصْرَهِ و الکوفهِ :مُجْتَمَعُ الدُّورِ و الأَسْواقِ فی قَصَبَتِها؛ و الضَّاحِیَهُ منهما: ما تَنَحَّی عن المساکِن و کان بارِزاً، إنَّما أَوْرَدَ الضاحِیَهَ هنا اسْتِطْراداً،و سَیَأْتی فی مَوْضِعِه.

و ذُو البَطْنِ : کِنایَهٌ عن الجَعْسِ (7)، و هو الرَّجِیعُ .

یقالُ :أَلْقَی الرَّجُل ذا بَطْنه .

و ألْقَتْ المرْأَهُ ذَا بَطْنِها : أی وَلَدَتْ .

ص:63

و أَلْقَتِ الدَّجاجَهُ ذا بَطْنِها :یعْنِی مَزْقَها إذا باضَتْ .

و مِن الأَمْثالِ : الذِّئْبُ یُغْبَطُ بذِی بَطْنِهِ .

قالَ أَبو عُبَیْدَهَ :و ذلکَ لأَنَّه لا یُظَنُّ به الجوعُ أَبَداً، و إنَّما تُظَنُّ به البِطْنَهُ ، أی الشِّبَع، لعَدْوِهِ علی النَّاسِ و الماشِیَهِ ، و رُبَّما یکونُ مَجْهوداً مِن الجُوعِ ؛و أَنْشَدَ:

و مَنْ یَسْکُنِ البَحْرَیْنِ یَعْظُمْ طِحالُه

و یُغْبَطُ بما فی بَطْنِه وهْو جائِعُ (1)

و

17- فی حدِیثِ النَّخَعی،رحِمَه اللَّهُ : «أنَّه کانَ یُبَطِّنُ لِحْیَتَه و یأْخُذُ من جَوانِبِها».

قالَ شَمِرٌ: تَبْطینُ اللِّحْیَهِ :أنْ لا یُؤْخَذَ، کذا فی النُّسخِ ،و الصَّوابُ :أنْ یُؤْخَذَ (2)، ممَّا تَحْتَ الذَّقَنِ و الحَنَکِ ؛ کذا فی النِّهایَهِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البِطانُ ،بالکسْرِ:جَمْعُ البَطِین ،و منه

16- الحدِیثُ :

«و تَرُوحُ بِطاناً ». أی ممتَلِئَهَ البُطونِ .

و المِبْطانُ :العَظیمُ البَطْنِ .

و قالوا:کِیسٌ بَطِینٌ :أی مَلآنُ ،علی المَثَلِ ؛أَنْشَدَ ثَعْلَب لبعضِ اللُّصوصِ :

فأَصْدَرْتُ منها عَیْبهً ذاتَ حُلَّهٍ

و کِیسُ أَبی الجارُودِ غَیْرُ بَطِینِ (3)

و قَوْل الرَّاعِی یَصِفُ إبلاً و حالِبَها:

إذا سَرَحَتْ من مَبْرَکٍ نامَ خلْفَها

بمَیْثاءَ مِبْطانُ الضُّحی غَیْرَ أَرْوَعا (4)

یعْنِی راعِیاً یُبادِرُ الصَّبوح فیشْرَبُ حتی یَمیلَ مِن اللَّبَنِ .

و البَطَنُ :داءُ البَطْنِ ؛و منه:ماتَ فلانٌ بالبَطَنِ ،و قد بَطَنَه الداءُ بُطوناً :دَخَلَهُ .و بَطَنَتْ به الحُمَّی:أَثَرَتْ فی باطِنِه .

و اسْتَبْطَنَ الفَرَسَ :طَلَبَ ما فی بَطْنِها مِن النِّتاجِ .

و نَثَرَتِ المَرْأَهُ بَطْنَها ولداً:کَثُرَ وَلدُها.

و البَطِنَهُ ،کفَرِحَهٍ :الدّبُرُ.

و مِن أَسْماءِ اللَّهِ ،عَزَّ و جلَّ : اَلْباطِنُ ،أی عالِمُ السرِّ و الخفیَّاتِ ؛و قیلَ :هو المُحْتَجِبُ عن أَبْصارِ الخلائِقِ و أَوْهامِهم فلا یُدْرِکُه بَصَر و لا یُحیطُ به وَهْمٌ .

و أَبْطَنَه :اتَّخَذَه بِطانهً ،أی خاصَّهً .

و جاءَ أَهْلُ البِطانَهِ یَضِجُّون؛و هو الخارجُ مِن المَدِینَهِ .

و بَطْنُ الرَّاحهِ مَعْروفٌ .

و باطِنُ الخُفِّ :الذی تَلِیه الرجْلُ .

و یقالُ : باطِنُ الإبْطِ ،و لا یُقالُ : بَطْنُ الإبْطِ .

و أَفْرَشَنِی ظَهْرَ أَمْرِه و بَطْنَه ،أی سِرَّه و عَلانِیَتَه.

و بَطَنَ الوادِی بَطناً :دَخَلَهُ ، کتَبَطَّنَه .و قیلَ : تَبَطَّنَ الوادِی:جَوَّلَ فیه.

و بُطْنانُ الجنَّهِ :وسَطُها.

و بُطْنانُ العَرْشِ :أَصْلُه.

و البُطْنُ ،بالضمِّ :مَسایلُ الماءِ فی الغَلْظِ ،واحِدُها باطِنٌ .

و بَطِناتُ الوادِی،کفَرِحَاتٍ :مَحاجُّه؛قالَ مُلَیْح:

مُنِیرٌ تَجُوزُ العِیْسُ من بَطِناتِه

نَوَی مثلَ أَنْواءِ الرَّضیخِ المُفَلَّقِ (5)

و أَبْطَنَ الرَّجُلُ کَشْحَه سَیْفَه و بسَیْفِه:جَعَلَه بطانتَه .

و أَبْطَنَ السَّیفَ کَشْحَه:جَعَلَه تحتَ خَضْرِه.

و قالَ أَبو عبیدٍ (6):فی باطِنِ وظِیفَیِ الفَرَسِ أَبْطَنانِ ،

ص:64

و هُما عِرْقانِ استبطنا الذِّراعَ حتی انْغَمَسا فی عَصَبِ الوَظِیفِ .

و قالَ الجَوْهرِیُّ : الأَبْطَنُ فی ذِراعِ الفَرَسِ عِرْقٌ فی باطِنِها ،و هُما أَبْطَنانِ .

و ماتَ فلانٌ ببِطْنَتِه و مالِهِ :إذا ماتَ و مالُه وافِرٌ و لم یُنْفِقْ منه شیئاً.

قالَ أَبو عبیدٍ:یُضْرَبُ هذا المَثَلُ فی أَمْر الدِّیْن،أَی خَرَجَ مِن الدُّنیا سَلِیماً لم یَثْلِمْ دینَه شیءٌ.

و تَبَطَّنَ الرَّجُلُ جارِیتَه:أَوْلَج ذَکَرَه فیها؛و به فُسِّر قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ :

کأنِّیَ لم أَرْکَبْ جَواداً لِلَذَّهٍ

و لم أَتَبَطَّنْ کاعِباً ذاتَ خَلْخالِ (1)

و قالَ شَمِرٌ: تَبَطَّنَها إذا باشَرَ بطنُه بطنَها .

و قالَ الجاحِظُ :لیسَ مِن الحیوانِ یتبطَّنُ طَروقَتَه غَیْرُ الإنْسانِ و التِّمْساحِ ،و البَهائِمُ تأْتی إناثَها مِن وَرَائها و الطَّیرُ تُلْزِق الدُّبُرَ بالدُّبُرِ.

و یقالُ : اسْتَبْطَنَ الفَحْلُ الشَّوْلَ إذا ضَرَبَها فلُقِحَتْ کلُّها کأَنَّه أَوْدَعَ نطْفَته بُطونَها .

و اسْتَبْطَنَ الوادِی:جَوَّلَ فیه.

و ابْتَطنْتُ الناقَهَ عشرهَ أَبْطُنٍ :أَی نَتَجْتُها عشْرَ مرَّاتٍ .

و رَجُلٌ بَطِینُ الکُرْزِ:إذا کانَ یَخْبَأُ زادَه فی السَّفَرِ و یأْکُلُ زادَ صاحِبِهِ ؛قالَ رُؤْبَه یذمُّ رجُلاً:

أَو کُرَّزٌ یمشِی بَطِینَ الکُرْزِ (2)

و باطَنْتُ صاحِبی:شَدَدْتُه.

و بَطْنُ مکَّهَ :أَشْرَف بُطونِ العَرَبِ .

و تَبَطَّنَ الکَلَأَ:تَوَسَّطَه.

و هو مُجرِّبٌ قد بَطَنَ الأُمُورَ:کأَنَّه ضرَبَ بُطُونَها عِرْفاً بحقائِقِها.و یقالُ :إذا اکْتَرَیْتَ فاشْتَرِطِ العِلاَوَهَ و البِطَانَهَ و هی ما یُجْعَلُ تحتَ العِکْمِ مِن نحو قِرْبَهٍ .

و نَزَتْ به البِطْنَهُ :أَی أَبْطَرَهُ الغِنَی.

و تَباطَرَ (3)المَکانُ :تَبَاعَدَ.

و منبج بطانه :قَرْیهٌ مِن أَعْمالِ قوص.

و کفر بُطَیْنَهَ ،کجُهَیْنَهَ :قَرْیَهٌ مِن أَعْمالِ الغَربیَّه،و قد رأَیْتُها.

و الباطِنِیَّهُ :فرْقَهٌ مِن أَهْلِ الأَهْواءِ.

و أَبو عیسَی عبدُ اللَّهِ بنُ أَحمدَ بنِ عیسَی البطائِنِیُّ :

محدِّثٌ مَشْهورٌ بَغْدادِیٌّ عن الحَسَنِ بنِ عرفَهَ .

و بُطْنانُ ،بالضمِّ :قَرْیهٌ بینَ حَلَبَ و مَنْبَج یُضافُ إلیها وادِی نبراعا (4)،و هو بُطْنانُ حَبیبٍ ،و منها:أَبو علیِّ الحُسَیْنُ بنُ محمدِ بنِ موسَی البُطْنانیُّ عن أَبی الولِیدِ الطیالسی.

و الباطِنِیَّهُ :فرْقَهٌ مِن الخَوارِجِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

حَجَرَ،و اجْتَمَعَ به البَدْرُ العینیّ فی دِمَشْق،تُوفی سَنَه 816؛و أَوْلادُه:الشمسُ محمدُ،و البُرْهانُ إبراهیمُ ، و الجلالُ یوسُفُ ،الثلاثَهُ مِن شیوخِ الحافِظِ السّخاویّ ، و الثانی اخْتَصَرَ الصِّحاحَ للجَوْهرِیّ ،و تُوفی سَنَه 868، رَحْمهُ اللَّهِ تعالَی علیهم أَجْمَعِین.

*و ممَّا یُسْتدرَکُ علیه:

تعالی: بَلی قادِرِینَ عَلی أَنْ نُسَوِّیَ بَنانَهُ (1)،و قَوْله:

وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ کُلَّ بَنانٍ (2)؛خَصَّه لأنَّه بها یقاتِلُ و یدافِعُ ؛قالَهُ الرَّاغبُ .

و قالَ الفارِسیُّ فی قوْلِهِ تعالی: نُسَوِّیَ بَنانَهُ ،أَی نَجْعلُها کخُفِّ البَعیرِ فلا یَنْتَفِع بها فی صَناعَهٍ .

و قیلَ : البَنانُ :حاصِلُ الأصابعِ ،و هل یخصّ الیَدَ أَو یعمُّ الرِّجْلَ خِلافٌ .

و قالَ أبو إسْحاق فی قوْلِه تعالَی: وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ کُلَّ بَنانٍ . البَنانُ هنا جَمِیعُ الأعْضاءِ مِن البَدَنِ .

و قالَ الزجَّاجُ :الأصابعُ و غیرُها مِن جَمِیعِ الأعْضاءِ.

و قالَ اللّیْثُ : البَنانُ فی کتابِ اللَّهِ تعالی:هو الشَّوَی، و هی الأیْدِی و الأَرْجُلِ ،قالَ :و البَنانَهُ الإصْبَعُ الواحِدَهُ ؛ و أَنْشَدَ:

لا هُمَّ أَکْرَمْتَ بَنی کنانهْ

لیس لحیِّ فوقَهم بَنانهْ (3)

أَی لیسَ لأَحدٍ علیهم فَضْلٌ قیسَ إصْبعٍ .

و قالَ أَبو الهَیْثم: البَنانَهُ :الإصْبَعُ کلُّها،و تقالُ للعُقْدهِ العُلْیا مِنَ الإصْبَعِ ؛و أَنْشَدَ:

یُبَلِّغُنا منها البَنانُ المُطَرَّفُ

و فی الصِّحاحِ :جَمْعُ القلَّهِ : بَناناتٌ ،و رُبَّما اسْتَعارُوا بناءَ أَکْثَر العَدَدِ لأَقَلِّه؛و أَنْشَدَ سِیْبَوَیْه:

قد جَعَلَت مَیٌّ علی الطِّرارِ

خَمْسَ بَنانٍ قانِیءِ الأَظْفارِ (4)

یُریدُ خَمْس بَنانٍ مِن الأَظْفارِ و یقالُ : بَنانٌ مُخَضَّبٌ لأنَّ کلّ جَمْع بَیْنه و بینه (5)واحِدِه الهاءُ فإنَّه یُوَحَّد و یُذَکَّرُ.

و فی عبارَهِ المصنِّفِ ،رحِمَه اللَّهُ ،مِن القُصورِ ما لا یَخْفی. و بَنانُ : ماءَهٌ (6).

و قیلَ : جَبَلٌ لبَنی أَسَدٍ.

و قیلَ : ع بنَجْدٍ؛ و یَجْمَعُ ذلِکَ أَنَّه مَوْضِعٌ بنَجْدٍ فی دِیارِ بَنِی أَسَدٍ لبَنی جذیمهَ بنِ مالِکِ بنِ نَصْرِ بنِ قعینٍ بلحْفِ جَبَلٍ فیه ماءٌ.

و بُنانٌ ، بالضَّمِّ :ع.

و أَیْضاً: اسمُ جماعَهٍ مِن المحدِّثِینَ أَشْهَرُهم: بُنانُ بنُ محمدِ بنِ حمدانَ الحمَّال أَبو الحَسَنِ البَغْدادِیُّ الزاهِدُ، و قیلَ :أَصْلُه مِن وَاسط ،و حفیدُه مکِّیُّ بنُ علیِّ بنِ بُنان ، أَخَذَ عنه سعدُ بنُ علیِّ الرّیحانیُّ (7)و أَبو المُثَنَّی دارِمُ بنُ محمدِ بنَ بُنانَ لَقِیَه أَبو الدستی (8)،و أَخُوه المُطَهِّرُ حدَّثَ أَیْضاً.و بُنانُ بنُ أَحمدَ الوَاسِطیُّ عن أَبی نعیم الملائِیُّ ؛ و بُنانُ بنُ أَبی الهَیْثمِ عن یَزِید بنِ هَارون،و بُنانُ النّسائیّ و اسْمُه أَحمدُ بنُ الحُسَیْنِ شیخٌ لابنِ صاعِدٍ،و بُنانُ بنُ أَحمدَ بنِ علویه القطَّان عن دَاود بنِ رُشَیدٍ؛و بُنانُ بنُ یَحْیَی المُغازِلیُّ عن عاصمِ بنِ علیِّ ،و بُنانُ بنُ محمدِ بنُ بُنانُ الخَطِیب عن أَبی جَعْفَرِ (9)بنِ شاهِین؛و محمدِ بنِ بُنان الخُراسانیُّ شیخٌ لمحمدِ بنِ المُسَیِّبِ الأرغیانیّ ، و الولیدُ بنُ بُنان عن محمدِ بنِ زُنبور،و محمدُ بنُ بُنانِ بنِ مُعِینٍ (10)الخلاَّلُ شیخٌ لأَبی الفضْلِ الزّهْریّ ؛و علیُّ بنُ بُنانٍ العَاقُولیُّ عن أَبی الأَشْعَث العجلیُّ ؛و أَحمدُ بنُ بُنانٍ الوَاسِطیُّ شیخٌ لابنِ السقَّاء؛و إسحاقُ بنُ بُنانٍ بنِ مَعْن الأَنْماطیُّ عن شحاذَهَ (11)؛و إسحاقُ بنُ بُنانٍ الجوْهرِیُّ الدِّمَشْقیُّ عن أبی الفتْحِ (12)الطرسوسیُّ ؛و بُنانٌ الطُّفَیْلیُّ مَشْهورٌ؛و عُمَرُ بنُ بُنانٍ الأَنْماطیُّ عن عبَّاس الدُّوریُّ ؛ و عُمَرُ بنُ بُنانٍ المُقْریءُ زاهِدٌ فی زَمَنِ الدَّارْقطْنیُّ ؛و بُنانٌ البَغْدادِیُّ و اسْمُه محمدُ بنُ عبدِ الرَّحیم؛و بُنانٌ الدفان (13)

ص:69

و اسْمُه دَاودُ بنُ سُلَیْمان شیخُ الخَرائِطِیّ ؛و بُنانُ بنُ عبدِ اللَّهِ المِصْریُّ حدَّثَ عن الولی القطب ذی النُّون المِصْرِیّ ،رضِیَ اللّهُ تعالی عنه؛و عبدُ الکَریمِ بنُ علیِّ ابنِ عیسَی بنِ بُنانٍ الجوْهرِیُّ و ابْنُه محمدُ بنُ عبدِ الکَرِیمِ رَوَی عنهما ابنُ عَسَاکِر؛و أَبو الفضْلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ بُنانٍ الدِّینارِیُّ (1)ثم المِصریُّ حدَّثَ عن الحبّال بکتابِ السِّیرَهِ و ابْنُه أَبو الطاهِرِ (2)حدّثَ عن أَبی البَرَکات بنِ الغرفی (3)بصِحاحِ اللُّغَهِ ،و غیرُ هؤلاء.

و کشَدّادٍ:دِینارُ بنُ بَنّانٍ حدّثَ بالرّمْلَهِ ، أَو هو بَیّانُ ، بالمُثَنّاهِ التّحْتیّه؛و حَرْبُ بنُ بَنّانٍ شیخٌ لأَبی یَعْقوب المَنْجَنِیقیِّ ؛ و بَنّانُ بنُ یَعْقوبَ الکِنْدِیُّ شیخٌ لابنِ عقْدَهَ ، أَو هو تَبّانٌ (4)بالمُثَنّاهِ الفَوْقیّه و الباءِ الموحّدَهِ المُشَدّدَهِ ، و فی بعضِ النسخِ بتَقْدِیمِ الموحّدَهِ علی المُثَنّاهِ .

*و فاتَهُ :

محفوظُ بنُ حُسَیْن بنِ بَنّانٍ سَمِعَ من أَبی السُّعود المنجلیّ (5)؛و دَاودُ بنُ بَنّانٍ ذَکَرَه عبدُ الغنِیِّ بنُ سعیدٍ (6)، رَوَی عن جَعْفرِ النُّوْفلیّ و ضَبَطَه ابنُ ماکُولا بالتّحْتِیّه المُشَدّدهِ ؛و محمدُ بنُ بَنّانٍ شیخٌ لأبی صالحٍ الحرّانیُّ ذَکَرَه ابنُ الطحّان؛و أَحمدُ بنُ بَنّانِ بنِ عیسَی المَوْصِلِیُّ رَوَی عن خَطِیبِها أَبی الفضْلِ الطُّوسیُّ ؛و بَنّانُ لَقَبُ أَبان ابن عبدِ اللّهِ بنِ أَبان بنِ عبدِ المَلِکِ بنِ أَبان بنِ یَحْیَی بنِ سعیدِ بنِ العاصِ الأُمویّ ،و أَبُو (7)دَاودُ بنُ علوان بنِ دَاود ابنِ القاسِمِ (8)بنِ بَنّان التاجِرُ الوَاسِطیُّ حدّثَ بالإِسْکَنْدریّهِ عن أَبی النّضْر (9)بنِ السّمْعانیِّ . و البَنَانَهُ :واحِدَهُ البَنانِ ؛ و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لعباسِ بنِ مِرْداس:

أَلا لَیْتَنِی قطّعْتُ منه بَنانَه

و لاقَیْتُه یَقْظان فی البیتِ حاذِرا (10)

و بَنَانَهُ : ع.

و قالَ نَصْر:ماءَهٌ لبَنی أَسَدٍ.

و أَیْضاً: قَصْرٌ.

و البُنانَهُ ، بالضّمِّ :الرّوْضَهُ المُعْشِبهُ التی حلیَتْ بالزّهْرِ؛و یُفْتَحُ .

و بُنانَهُ : حیٌّ مِن العَرَبِ ؛کما فی المُحْکَم.

*قلْتُ :و هُم مِن قُرَیْشٍ و لیسُوا مِن قُرَیْشٍ مکّهَ ، و إنّما دَخَلُوا فیهم.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:کانوا فی بَنی الحرِثِ بنِ ضبیعَهَ (11).

و قالَ الحکَمُ :هم مِن بَنی شَیْبان، منهم ثابِتُ بنُ أَسْلَم البَصْریُّ البُنانِیُّ أَبو محمدٍ عن الزُّبَیْرِ و أَنَس و أَبی رافِعٍ ،و عنه حُمَیْد الطّویل و شعْبَهُ و حمّادُ بنُ زَیْدٍ،ماتَ سَنَه 127،رحِمَهُ اللّهُ تعالی،عن ستِّ و ثَمانِینَ سَنَهٍ ؛ و أَیْضاً محمدُ بنُ ثابِتٍ حدّث أَیْضاً.

و بُنَانَهُ : مَحَلّهٌ بالبَصْرَهِ مِن المَحال القَدیمَهِ جاءَ ذِکْرُها فی الحدِیثِ ، نُسِبَتْ إلی بُنانَهَ أُمِّ وَلَدِ سَعْدِ بنِ لُؤَیِّ بنِ غالِبٍ ، و یُنْسَبُ وَلدُه إلیها لنُزولِهم بها؛و قیلَ :هی آمِنَهُ حاضِنَهُ بَنِیه،و قیلَ :کانت حاضِنَتَهم خاصّهً . سَکَنَها ثابِتٌ أَیْضاً فنُسِبَ إلیها،فهو مَنْسوبٌ إلی بُنانَهَ و المَحلّه، و اقْتَصَرَ ابنُ الأثیرِ علی الوَجْهِ الأَخیرِ.

و بَنّنَ تَبْنِیناً : ارْتَبَطَ الشّاهَ لیُسَمِّنَها.

و البَنِینُ ، کأَمیرٍ: المُتَثَبِّتُ العاقِلُ و کلُّ ذلِکَ مِن بَنّ

ص:70

بالمکانِ إذا أَقامَ به و لَزِمَه.

و البُنِّیُّ ،کقُمِّیِّ :ضَرْبٌ من السّمَکِ أَبْیَضَ ،و هو أَفْخَر الأَنواعِ یکونُ کثیراً فی النِّیلِ .

و أَبو هَارونَ موسَی بنُ هَارُونَ ، کذا فی النُّسخِ و الصّوابُ موسَی بنُ زِیادٍ الکُوفیُّ ، المُحدِّثُ البُنِّیُّ رَوَی عنه محمدُ بنُ عبیدِ بنِ عتبَهَ و غیرِهِ .

و أَیْضاً: لَقَبُ رجُلٍ آخَر و هو محمدُ بنُ أَبی البَرَکاتِ البُنِّیُّ حدّثَ بسنَدِ مُسدّد عن محمدِ بنِ مُظَفّرٍ العطّار، کأَنّه نِسْبَه (1)إلی البُنِّ ،بالضّمِّ ،و هو شیءٌ یُتّخَذُ کالمُرِّیِّ .

و قالَ ابنُ السّمعانیِّ ،رحِمَه اللّهُ :هو شیءٌ من الکَوَامِیخ و قد نُسِبَ موسَی بنُ زِیادٍ إلی بَیْعِه.

و قالَ المَالِینیُّ :نُسِبَ إلی بلْدَهٍ بالعِراقِ و ذَکَرَ أَبا موسَی بنِ زِیادٍ و رَوَی له حدِیثاً،و یُمْکنُ الجَمْع بَیْنهما.

و قالَ الحَکیمُ دَاود،رحِمَه اللّهُ تعالی: بَنٌّ ثَمَرُ شَجَرٍ بالیَمَنِ یُغْرسُ حَبُّه فی أَذارَ و یَنْمو و یُقْطَفُ فی آبَ ، و یَطُولُ نَحْو ثلاثَهِ أَذْرُعٍ علی ساقٍ فی غِلْظِ الإِبْهامِ و یُزْهِرُ أَبْیض یخلفُ حَبًّا کالبُنْدُقِ و رُبّما تَفَرْطَح کالبَاقِلاّ،و إذا تَقَشّرَ انْقَسَم نِصْفَیْن،و قد جُرِّبَ لتَجْفیفِ الرُّطوباتِ و السُّعَال و البَلْغَم و النّزْلات و فتْحِ السّدَدِ و إدْرارِ البَوْلِ ،و قد شاعَ الآنَ اسْمُه بالقَهْوهِ إذا حُمِّصَ و طُبِخَ بالغاً.

و أَبو القاسِمِ بنُ البُنِّ ؛و أَحمدُ بنُ علیِّ بنِ محمدٍ الأَسَدیُّ الدِّمَشْقیُّ عُرِفَ ب ابْنِ البُنِّ ؛مُحدِّثانِ ؛ و أَخُو الأَخیرِ أَبو محمدٍ الحَسَنُ بنُ علیِّ بنِ البُنِّ حدّثَ ابنه.

و البِنُّ ، بالکسْرِ:الطِّرْقُ من الشّحْمِ و السِّمَنِ ، أَی القوه منهما. یقالُ : رکِبَها بِنٌّ علی بِنِّ ، أَی طِرْقٌ علی طَرْقٍ ،یقالُ ذلِکَ للدابّهِ إذا سَمِنَتْ .

و البِنُّ : المَوْضِعُ المُنْتِنُ الرّائحهِ .

و بَنْ و اللّهِ لا آتِیکَ ، لُغَهٌ فی بَلْ و اللّهِ لا آتِیکَ ، یَجْعلُونَ اللامَ فیها نوناً.

قالَ الفرّاءُ:و هی لُغَهُ بَنی سعْدٍ و کلْبٍ ؛قالَ :و سَمِعْتُ الباهِلِیِّین یقولونَ لا بَنْ بمعْنَی لا بَلْ .

و قالَ ابنُ جنِّی:لسْتُ أَدْفعُ أَنْ یکونَ بَنْ لُغهً قائِمهً بنَفْسِها.

و البَنْبانُ :العَمَلُ ،و الرّدِیءُ من المَنْطِقِ ، و هی البَنْبَنهُ .

قالَ أَبو عَمْرو:صَوْتُ الفُحْشِ و القَذَع.

و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ : بَنْبَنَ :تکلّمَ بکَلامِ الفُحْشِ ؛ و أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لکثیر المحاربیّ :

قد مَنَعَتْنی البُرّ و هی تَلْحانْ

و هو کَثیرٌ عندَها هِلِمّانْ

و هی تُخَنْذِی بالمَقالِ البَنْبانْ (2)

قالَ :أَی الرّدِیءُ مِن المَنْطقِ .

و بَنْبَان ،غَیْرُ مَصْروفٍ : ماءٌ لتَمِیمٍ ؛ و أَنْشَدَ شَمِرٌ:

فصارَ ثَناها فی تمیمٍ و غیرِهم

عَشِیّهَ یأْتِیها بِبَنْبَانَ عِیرُها (3)

و قالَ الحُطَیْئه:

مُقِیمٌ علی بَنْبانَ یَمْنَعُ ماءَهُ

و ماءَ وسِیعٍ ماءُ عَطْشانَ مُرْمِلِ (4)

و أَبو القاسِمِ عبدُ الغَنِیِّ بنُ سُلَیْمان بنِ بَنِینٍ المِصْریُّ ، کأَمیرٍ حدّثَ بالقَاهِرَه عن غیرِ واحِدٍ،و عنه أَبو العَدِیمِ .و قالَ الحافِظُ :حدّثونا عن أَصْحابِه و بُنَیْنُ ، کزُبَیْرٍ:ابنُ إبراهیمَ القُرَشِیِّ ؛مُحدِّثانِ ، حدّثَ عن سُلَیْمان بنِ بِلالٍ ،و عنه الحُسَیْنُ (5)بنُ القاسِمِ البجلیِّ .

*و ممّا یُسْتدرکُ علیه:

البَنّهُ :ریحُ مَرابِضِ الغَنَمِ و البَقَرِ،و رُبّما سُمِّیتْ مَرابِضُ الغَنَم بَنّه .

ص:71

و قالَ السّهیلیُّ فی الرَّوْضِ : البُنانَهُ ،بالضمِّ ،الرائِحَهُ الطیِّبَهُ .

و أَبَنّتِ السّحابَهُ :دامَتْ أَیاماً.

و تَبَنّنَ :تَثَبّتَ .

و بَنْبانُ :موْضِعٌ فی أَدْنی الیَمامَهِ للخارِجِ إلیها مِن العِراقِ .

و البنیات :الأَقْداحُ الصِّغارُ؛جاءَ ذِکْرُه فی الحدِیثِ .

و محمدُ بنُ المُبارَک،و ناصِرُ بنُ علیِّ بنِ الحُسَیْنِ ، و عبدُ الواحِدِ بنُ محمدِ بنِ الحُسَیْنِ البنیونَ ،مُحدِّثونَ .

و بَنُونَهُ ،کسَفُودَهٍ :لَقَبُ رجُلٍ .

و أَبو عبدِ اللّهِ محمدُ بنُ عبدِ السّلام بنِ حَمْدونَ البنانیُّ الفاسِیُّ رَوَی عنه شیْخُنا العَلاّمَه الإمامُ محمدُ بنُ عبدِ اللّهِ ابنِ أَیُّوب التلمسانیّ و شیْخُنا إسْماعیلُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ علیِّ المَدَنیُّ و غیرُهُما،رحِمَهم اللّهُ تعالی.

و بُنانُ ،کغُرابٍ :محلّهٌ بمَرْوَ،و منها:علیُّ بنُ إبراهیمَ صاحِبُ ابنِ المُبارَک،قالَهُ أَبو الفَضْلِ المَقْدسیّ و أَنْکَرَه ابنُ السّمعانیّ (1).

و البُنَیْنَهُ ،مصغّراً:مَوْضِعٌ فی شِعرِ الحُوَیْدرَهِ (2)عن نَصْر.

و بِنّا ،بکسْرٍ فتَشدیدٍ:مَوْضِعٌ قُرْبَ بَغْدادَ،هو عنه أَیْضاً.

و بَنّهُ بنْتُ عیاض الأَسْلَمِیّه محدِّثَهٌ .

*و ممّا یُسْتدرکُ علیه:

مُقْرِیءٌ مُحدِّثٌ عن أَبی القاسِمِ بنِ عَسَاکِر،ماتَ سَنَه ثُنْتی عشرَهَ و ستمائَهٍ ؛و أَبو نَصْر السّعْدیُّ الموثقُ القاینیُّ الیعقوبیُّ الحَنَفیُّ البَوْنیُّ سَمِعَ عنه أَبو القاسِمِ بنُ عَسَاکِر ببَلَدِه بُون .

و تَلُّ بُونَی ،کشُورَی (1):ه بالکوفَهِ ، هکذا فی النُّسخِ و الصّوابُ فیه بُوَنّا بضمِ الباءِ و فتْحِ الواوِ و تشْدیدِ النّونِ کما ضَبَطَه نصر،رحِمَه اللّهُ تعالی،و هی ناحِیَهٌ بسَوادِ العِراقِ قَرِیب الکُوفَه.

و البُوَانُ ،بالضّمِّ و الکسْرِ، و اقْتَصَرَ الجوْهرِیُّ علی الکَسْر، عَمودٌ للخِباءِ،ج أَبْوِنَهٌ ،و بُونٌ ،بالضّمِّ و کصُرَدٍ، و الأَخیرَهُ أَباها سِیْبَوَیْه.

و بانَهُ بنْتُ بهزِ بنِ حکیمٍ ، لها ذِکْرٌ.

و عَمْرُو بنُ بانَهَ :المُغَنِّی له نَوادِرُ.

*و فاتَهُ :

بانَهُ بِنْتُ قتادَهَ بنِ دمایَهَ رَوَتْ عن أَبِیها ذَکَرَها ابنُ مَرْدَوَیْه فی أَوْلادِ المُحدثین؛و بانَهُ بنْتُ أَبی العاصِ زَوْجُ عَبْدِ الوَهابِ الثّقَفیّ .

و البَوْنَهُ :البنْتُ الصّغیرَهُ ؛ عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

و البُونَهُ ، بالضّمِّ :د بإِفْرِیقیَهَ ،منها: أَبو عبدِ المَلِکِ مَرْوانُ بنُ محمدٍ الأسَدِیُّ البُونیُّ شارِحُ المُوَطّأِ و هو مِن کِبارِ أَصْحابِ أَبی الحَسَنِ القابِسیّ ،و أَصْله مِن الأنْدَلُسِ و انْتَقَلَ إلی أَفْرِیقیهَ و ماتَ ببُونَهَ قَبْل الأَرْبَعِینَ و الأَرْبَعمائَهِ ، رحِمَه اللّهُ تعالی.

و أَبو العبّاس أَحمدُ بنُ علیِّ البُونیُّ صاحِبُ شمْسِ المَعارِفِ و اللُّمعَهِ ، شیخُ الطّریقهِ البُونیّه فی الأَسْماءِ و الحُرُوفِ ، و جَدُّ الولیدِ بنِ أَبانَ بنِ بُونَهَ ،مُحدِّثٌ أَصْبهانیٌّ عن یُونُسَ بنِ حبیبِ بنِ عبدِ القاهِرِ و عبّاس الدّوری تُوفی سنَهَ 310 (2). و عبدُ المَلِکِ بنُ بُوْنُهْ ،بضمِّ الباءِ و النُّونِ :شیخٌ أَنْدَلُسِیٌّ رَوَی عنه ابنُ دِحیَهَ (3)، ذَکَرَه الحافِظُ الذّهبیُّ .

و بُوانَهُ ،کثُمامَهَ :هَضْبهٌ وراءَ یَنْبُعُ ، و یُفْتَحُ کذا ذَکَرَه ابنُ الأثیرِ بالوَجْهَیْن.

و أَیْضاً: ماءَهٌ لبَنی جُشَمَ بن مُعاوِیَهَ بنِ بکْرِ بنِ هوازن بالقُرْبِ من مکّهَ ؛قالَهُ نَصْر.

و أَیْضاً: ماءٌ لبَنی عُقَیْلٍ ؛ و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ :

لقد لَقِیَتْ شَوْلٌ بجَنْبَیْ بُوانهٍ

نَصِیًّا کأَعْرافِ الکَوادِنِ أَسْحَما (4)

و قالَ وضّاحُ الیمنِ :

أَیا نَخْلَتَیْ وادِی بُوانَهَ حَبّذا

إذا نامَ حُرّاسُ النخیلِ جَناکما (5)

و شِعْبُ بَوّانٍ ،کشَدّادٍ: صقعٌ بفارِسَ یُوصَفُ بکثْرَهِ المِیاهِ و الأَشْجَارِ و إیّاه عَنَی المتنَبِّی بقوْلِهِ :

یَقولُ بشِعْبِ بَوّانٍ حِصانی

أَعَنْ هذا یُسارُ إلی الطِّعانِ ؟

أَبوکُمْ آدَمٌ سَنّ المَعاصِی

و عَلّمکُمْ مُفارَقهَ الجِنانِ (6)

و هو إحْدَی الجِنانِ الأَرْبَعِ الدُّنْیوِیّهِ ، و الثّانِیَهُ :غوطَهُ دِمَشْقَ ،و الثّالثهُ :سَوادُ سَمَرْقَنْد،و الرّابعهُ :أبلهُ البَصْرَهِ .

و بُواناتُ ،بالضّمِّ :ع بها أَیْضاً؛ قالَ مَعْنُ بنُ أَوْس:

سَرَتْ من بُواناتٍ فبَوْنٍ فأَصْبَحَتْ

بقَوْرانَ قَوِرانِ الرِّصافِ تُواکِلُهْ (7)

و البانُ :ه بمِصْرَ.

ص:73

و أَیْضاً: ه بنَیْسابُورَ، مِن مَضافَاتِ أَرغیان،منها:

سهلُ بنُ علیِّ (1)بنِ أَحمدَ بنِ الحُسَیْن البانیُّ ،و ابْنُه أَبو بکْرٍ أَحمدُ حدّثا.

و البانُ : شَجَرٌ مَعْروفٌ ،و واحِدَتُه بانَهٌ ؛قالَ امْرُؤُ القَیس:

بَرَهْرههٌ رُؤْدهٌ رَخْصهٌ

کخُرْعوبهِ البانَهِ المنفطِر (2)

و لحَبِّ ثَمَرِه دُهْنٌ طَیِّبٌ و حَبُّه نافِعٌ للبَرَشِ و النّمَشِ و الکَلَفِ و الحَصَفِ و البَهَقِ و السّعَفَهِ و الجَرَبِ و تَقَشُّرِ الجِلْدِ طِلاءَ بالخَلِّ ،و صَلابَهِ الکَبِدِ و الطِّحالِ شُرْباً بالخَلِّ ، و مِثقالٌ منه شُرْباً مُقَیِّیءٌ مُطْلِقٌ بَلْغَماً خاصّا علی ما عُرِفَ فی کُتُبِ الطُّبِّ .

و قالَ أَبو حنیفَهَ : البانُ یَنْمُو و یَطُولُ فی اسْتِواءٍ مثْل نَباتِ الأَثْلِ ،و وَرَقُه أَیْضاً له هدبٌ کهَدَبِ الأَثْلِ ،و لیسَ لخَشَبِه صلابَهٌ .

و قالَ أَبو زِیادٍ:مِن العِضاهِ البانُ ،و له هَدَبٌ طِوالٌ شدیدُ الخُضْرهِ ،و ینبتُ فی الهِضَبِ و ثمرتُه تُشْبه قُرونَ اللُّوبیاءِ إلاّ أَنّ خُضْرَتَها شَدیدَهٌ .

قالَ الأزْهرِیُّ :و لاسْتِواءِ نَباتِها و نَباتِ أَفْنانِها و طُولِها و نُعُومتِها شَبّه الشُّعراءُ الجارِیَهَ الناعِمَهَ الرّافِهَهَ ذاتَ الشِّطاطِ بها فقیلَ :کأَنّها بانَهٌ ،و کأَنّها غُصْنُ بانٍ .

و ذُو البانِ :ع.

و أَیْضاً: جَبَلٌ .

و أَبْوانُ :ه بدِمْیَاطَ کان (3)أَهْلُها نَصارَی،و کانَ یُعْمَل فیها الشّرابُ الفائِقُ فنُسِبَ إلیها فیُقالُ له بُونیّ علی غیرِ لَفْظِه،و یُضافُ إلیها عَمَل فیُقالُ لجمیعِه الأَبْوانِیّه .

و أَبْوانُ : قَرْیتانِ بالصّعیدِ إحْداهُما مِن أعْمالِ البهنساویه،و الثانِیَهُ مِن أَعْمالِ الأشمونین و تُعْرفُ بأبْوان عطیه.

و البُوَیْنُ ، کزُبَیْرٍ: ع حِجازِیٌّ ؛قالَ مَعْقلُ بنُ خُوَیْلدٍ:

لعَمْری لقد نادَی المُنادِی فرَاعَنی

غَداهَ البُوَیْنِ عن قَریبٍ فأَسْمَعا (4)

و بانَهُ یَبُونُهُ کیَبینُهُ بوناً و بیناً :طالَهُ فی الفَضْلِ و المُرُوءَهِ ؛کذا فی الاقْتِطافِ .

و بانُویَهُ :والدُ عبدِ الباقی الإمامِ النّحْوِیِّ و حَفِیدُه علیُّ ابنُ المُبارَک بنِ عبدِ الباقی،أَخَذ عن الخشّاب،و ماتَ سَنَه 554،رحِمَه اللّهُ تعالَی.

و أَیْضاً جَدُّ طاهِرِ بنِ أَبی بَکْرٍ المحدِّثِ ، عن أَبی القاسِمِ بنِ الحُصَیْن.

*و ممّا یُسْتدرکُ علیه:

17- فی حدِیثِ خالِدٍ،رضِیَ اللّهُ تعالی عنه: «فلمّا أَلْقی الشامُ بَوانِیَه عزلَنِی».

قالَ ابنُ الأَثیرِ: البَوانی فی الأصْلِ أَضْلاعُ الصدْرِ، و قیلَ :الأَکْتافُ و القوائِمُ ،الواحِدَهُ بانِیَهٌ ؛قالَ :و إِنّما ذَکَرْتُ هذه الکَلِمَه هنا حَمْلاً علی ظاهِرِها،فإنّها لم تَرِدْ حیثُ وَرَدَتْ إلاّ مَجْموعه.

و

1- فی حدِیثِ علیِّ ،رضِیَ اللّهُ تعالی عنه: «ألْقَتِ السّماءُ بَرْکَ بَوانِیها ». ؛یُریدُ ما فیها مِن المَطَرِ.

و یقالُ :أَلْقَی عَصاهُ و أَلْقَی بَوانِیَه .

و البَوْنَهُ :الفَصِیلَهُ .

و البَوْنَهُ :الفِراقُ ؛کِلاهُما عن ابنِ الأعْرابیِّ .

و ذُو بُوانٍ ،کغُرابٍ :مَوْضِعٌ نَجْدِیٌّ ؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ للزّفَیان:

ص:74

ماذا تَذَکَّرْتُ من الأَظْعانِ

طَوالِعاً من نحوِ ذی بُوانِ (1)

و رأْسُ البَبَوان ،محرّکهٌ :مَوْضِعٌ فی بحیرهِ تنیس علی مِیلٍ بها (2)مَوْقف الملاحین و هی تنزعُ مِن بَحْر الشامِ ؛ قالَهُ نَصْر.

و بُوَنَّهُ ،بضمِّ الباءِ و فتحِ الواوِ و تَشْدیدِ النونِ :وادٍ؛عن نَصْر.

و بانویهُ :لَقَبُ قیصر المحدِّثَهُ عن أَبی الخَیْرِ الباغِبَان، أَخَذَ عنها الضِّیاءُ المَقْدسِیُّ و ماتَتْ سَنَه 607.

و بانَهُ :قَرْیهٌ بمِصْرَ.

و أَیْضاً:قَرْیهٌ بأَرْغیانِ مِن نواحِی نَیْسابُورَ،منها:

الحاکِمُ سهْلُ بنُ أَحمدَ بنِ علیِّ بنِ الحُسَیْنِ البَانیُّ ،و ابْنُه أَبو بکْرٍ أَحمدُ بنُ سهْلٍ ،رحِمَهم اللَّهُ تعالی.

بُهاکِنَهٌ غَضَّهٌ بَضَّه

بَرُودُ الثَّنایا خِلافَ الکَری (1)

أَحَدُهما أَنْ یکونَ الفاعِلُ مُضْمَراً أَی تقَطَّع الأَمرُ أو الودُّ أَو العَقْدُ بَیْنَکم ،و الآخَرُ ما کانَ یَراهُ الأَخْفَشُ مِن أَنْ یکونَ بَیْنَکم ،و إن کانَ مَنْصوبَ اللفْظِ مَرْفوعَ الموْضِعِ بفِعْلِه،غیرَ أنَّه أُقِرَّتْ نَصْبهُ الظَّرْفِ ،و إن کانَ مَرْفوعَ الموْضِعِ لاطِّرادِ اسْتِعْمالِهم إیَّاه ظَرْفاً،إلا أنَّ اسْتِعْمالَ الجُملهِ التی هی صفَهٌ للمُبْتدأِ مَکانَه أَسْهلُ مِن اسْتِعمالِها فاعِلهٌ ،لأنَّه لیسَ یَلْزِمُ أَنْ یکونَ المُبْتدأُ اسْماً مَحْضاً کلزومِ ذلکَ الفاعِل،أَلا تَرَی إلی قوْلِهِم:تسمعُ بالمُعَیْدِیِّ خیرٌ مِن أَنْ تَراهُ ؛أی سماعُک به خیرٌ مِن رُؤْیَتِک إیَّاهُ .

و البَیْنُ : البُعْدُ کالبُونِ .یقالُ :بَیْنَهما بُونٌ بَعیدٌ و بَیْنٌ بَعِیدٌ،و الواوُ أَفْصَحُ ،کما فی الصِّحاحِ .

و البِینُ ، بالکسْرِ:النَّاحِیَهُ ؛ عن أَبی عَمْرو.

و أَیْضاً: الفَصْلُ بینَ الأَرْضَینِ و هی التّخومُ ؛قالَ ابنُ مُقْبِل یُخاطِبُ الخیالَ :

بِسَرْوِ حِمْیَر أَبْوالُ البِغالِ به

أَنَّی تَسَدَّیْتَ وَهْناً ذلکَ البِینا (1)

و الجَمْعُ بُیونٌ .

و أَیْضاً: ارتِفاعٌ فی غِلَظٍ .

و أَیْضاً:القطْعَهُ مِن الأَرضِ قَدرُ مَدِّ البَصَرِ مِن الطَّریقِ .

و البِینُ : ع قُرْبَ نَجرانَ .

و أَیْضاً: ع قُربَ الحِیرهِ .

و أَیْضاً: ع قُرْبَ المَدینَهِ ، جاءَ ذِکْرُها فی حدِیثِ إسلامِ سلَمَهَ بنِ جیش (2)،و یقالُ فیه بالتاءِ أَیْضاً.

و أَیْضاً: ه بفَیْرُوز آبادِ فارِسَ .

و أَیْضاً: ع آخَرُ. و أَیْضاً: نَهْرٌ بین بَغْدادَ و دَفاعِ (3)، و فی نسخهٍ :دَماغ، و قیلَ :رَماغ بالرَّاءِ،و الصَّوابُ فی سِیاقِ العِبارَهِ و نَهْرُ بِینَ ببَغْدادَ (4)،فإنَّ یاقوتاً نَقَلَ فی معجمِهِ أنَّه طسوج مِن سَوادِ بَغْدادَ مُتَّصِل بنَهْر بوق.و یقالُ فیه باللامِ أَیْضاً؛و قد یُنْسَبُ إلیه أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ النَّهْرُبینیُّ سَمِعَ الطیوریَّ ،و سَکَنَ الحدیثَهَ من قُرَی الغُوطَهِ و بهاماتَ ،و أَخُوه أبو عبدِ اللَّهِ الحُسَیْنُ بنُ محمدٍ النَّهْرُبینیُّ المُقْرِیءُ سَکَنَ دِمَشْقَ مدَّهً .

و یقالُ : جَلَسَ بین القَوْمِ :وَسْطَهُمْ بالتخْفیفِ .

قالَ الرَّاغبُ : بین مَوْضوعٌ للخَلَلِ 4بینَ الشَّیْئَیْن و وَسْطَهما؛قالَ اللَّهُ تعالی: وَ جَعَلْنا بَیْنَهُما زَرْعاً (5).

قالَ الجوْهرِیُّ :و هو ظَرْفٌ ،و إن جَعَلْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه، تقولُ : لقد تَقَطَّع بَیْنُکم برَفْعِ النونِ ،کما قالَ الهُذَلیُّ :

فلاقَتْه ببَلْقَعهٍ بَراحٍ

فصادَفَ بینَ عَیْنَیْه الجَبُوبا (6)

و یقالُ : لَقِیَهُ بُعَیْداتِ بَیْنٍ :إذا لَقِیَهُ بَعْدَ حِینٍ ثم أَمْسَکَ عنه ثم أَتَاهُ ؛ کما فی الصِّحاحِ .

و قد بانُوا (7)بَیْناً و بَیْنونهً : إذا فارَقُوا؛ و أَنْشَدَ ثَعْلَب:

فهَاجَ جَوًی بالقَلْب ضَمَّنه الهَوَی

ببَیْنُونهٍ یَنْأَی بها مَنْ یُوادِعُ (8)

و قالَ الطرمَّاحُ :

أَ آذَنَ الثَّاوِی ببَیْنُونهٍ

و بانَ الشَّیءُ بَیْناً و بُیوناً و بَیْنُونَهً :انْقَطَعَ ؛و أَبانَهُ غیرُه (9) إبانَهً :قَطَعَهُ .

ص:77

و بانَتِ المرْأَهُ عن الرَّجُلِ فهی بائِنٌ :انْفَصَلَتْ عنه بطَلاقٍ .

و تَطْلیقَهٌ بائِنَهٌ ، بالهاءِ لا غَیْر، فاعِلَهٌ بمعْنَی مَفْعولَهٍ :

أَی تَطْلیقَهٌ ذات بَیْنُونَهٍ ،و مثْلُه عِیشَهٌ راضِیَهٌ أَی ذات رِضاً.

و الطّلاقُ البائِنُ :الذی لا یملکُ الرَّجُلُ فیه اسْتِرجاعَ المرْأَهِ إلاَّ بعَقْدٍ جَدیدٍ و له أَحْکامٌ تَفْصِیلُها فی أَحْکامِ الفُروعِ مِن الفقْهِ .

و بانَ (1)بَیاناً :اتَّضَحَ ،فهو بَیِّنٌ ، کسَیِّدٍ، ج أَبْیِناءُ ، کهَیِّنٍ و أَهْیِناء،کما فی الصِّحاحِ .

قالَ ابنُ بَرِّیْ :صَوابُه مثْلُ هَیِّن و أَهْوِناء لأنَّه مِن الهوانِ .

و بِنْتُه ،بالکسْرِ،و بَیَّنْتُه و تَبَیَّنْتُه و أَبَنْتُه و اسْتَبَنْتُه :أَوْضَحْتُه و عَرَّفْتُه فبانَ و بَیَّنَ و تَبَیَّنَ و أَبانَ و اسْتَبَانَ ،کُلُّها لازِمَهٌ مُتَعَدِّیَهٌ ، و هی خَمْسَهُ أَوْزانٍ ،اقْتَصَرَ الجوْهرِیُّ منها علی ثلاثَهٍ و هی: أَبانَ الشیء اتَّضَحَ ،و أَبَنْتُه :أَوْضَحْتُه، و اسْتَبَانَ الشیءُ:ظَهَرَ،و اسْتَبَنْتُه :عَرفْتُه،و تَبَیَّنَ الشیءُ:

ظَهَرَ،و تبَیَّنْتُه أَنا،و لکلِّ مِن هَؤلاء شَواهِدُ.

أَمَّا بانَ و بانَهُ ،فقد حَکَاه الفارِسِیُّ عن أَبی زیْدٍ و أَنْشَدَ:

کأنّ عَیْنَیَّ و قد بانُونی

غَرْبانِ فَوْقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ (2)

و أَمَّا أَبانَ اللاَّزِمَ فهو مُبِینٌ ؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لعُمَر بنِ أَبی ربیعَهَ :

لو دَبَّ ذَرَّ فوقَ ضاحِی جلْدِها

لأَبانَ مِن آثارِهِنَّ حُدورُ (3)

قالَ الجَوْهرِیُّ :و التَّبْیینُ :الإیضاحُ ،و أَیْضاً:

الوُضوحُ .و فی المَثَل:

قد بَیَّنَ الصبحُ لذی عَیْنَینِ

أَی تَبَیَّنَ .

و قالَ النابِغَهُ :

إلاَّ الأَوارِیّ لَأْیاً ما أُبَیِّنُها

و النُّؤْیُ کالحَوْضِ بالمظلومهِ الجَلَدِ (4)

أَی أَتَبیَّنُها .

و قوْلُه تعالَی: آیاتٍ مُبَیِّناتٍ (5)،بکسْرِ الیاءِ و تَشْدیدِها بمعْنَی مُتَبَیِّناتٍ ؛و مَن قَرَأَ بفتحِ الیاءِ فالمَعنَی أَنَّ اللَّهَ بَیَّنَها .

و قالَ تعالَی: (قَدْ تَبَیَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَیِّ ) (6)،و قولُه تعالَی: (إِلاّ أَنْ یَأْتِینَ بِفاحِشَهٍ مُبَیِّنَهٍ (7)،أَی ظاهِرَهٍ مُتَبَیِّنه ؛و قالَ ذُو الرُّمّه:

تُبَیِّنُ نِسْبهَ المَرَئِیّ لُؤْماً

کما بَیَّنْتَ فی الأَدَم العَوارا

أَی تُبَیِّنُها ،و رَوَاهُ علیُّ بنُ حَمْزَهَ : تُبیِّن نِسبهُ ،بالرَّفْع، علی قوْلِه:

قد بَیَّنَ الصبْحُ لذی عَیْنَیْن

و قوْلُه تعالی: وَ الْکِتابِ اَلْمُبِینِ (8)،قیلَ :مَعْناه المُبِین الذی أَبانَ طُرُقَ الهُدَی مِن طُرُقِ الضّلالِ و أَبانَ کلَّ ما تَحْتاجُ إلیه الأُمَّهُ .

و قالَ الأزْهرِیُّ :الاسْتِبانَهُ قد یکونُ واقِعاً.یقالُ :

اسْتَبَنْتُ الشیءَ إذا تَأَملْتَه حتی یَتَبیَّنَ لکَ ؛و منه قوْلُه تعالی: و لِتَسْتَبین سبیلَ المُجْرِمین (9)،المَعْنی لِتَستبینَ أَنْتَ یا محمدُ،أَی لتَزْدادَ إجابَهً .

ص:78

و أَکْثَرُ القرَّاءِ قَرأُوا وَ لِتَسْتَبِینَ سَبِیلُ الْمُجْرِمِینَ ، و الاسْتِبانَهُ حینَئِذٍ غَیْر واقِعٍ .

و التِّبْیانُ ، بالکسْرِ و یُفْتَحُ مَصْدَرُ (1)بَیَّنتْ الشَّیءَ تَبْیِیناً و تِبْیاناً و هو شاذٌّ.

و عِبارَهُ الجوْهرِیِّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی،أوْفی بالمُرادِ مِن عِبارَتِه فإنَّه قالَ :و التِّبْیانُ مَصْدَرٌ و هو شادٌّ،لأنَّ المَصادِرَ إنَّما تَجِیءُ علی التَّفْعال بفتْحِ التاءِ نَحْو التَّذْکار و التَّکْرار و التَّوْکاف،و لم یَجِیءْ بالکسْرِ إلاَّ حَرْفان و هُما التِّبْیان و التِّلْقاء،ا ه .

و أَیْضاً حِکَایَهُ الفتْحِ غَیْرُ مَعْروفَهٍ إلاّ علی رأْی مَنْ یُجِیزُ القِیاسَ مع السماع و هو رأْیٌ مَرْجوحٌ .

قالَ شیْخُنا،رحِمَه اللَّهُ تعالی:و ما ذَکَرَه من انْحِصار تِفْعال فی هذَین اللَّفْظَیْن به جَزَمَ الجَماهِیر مِن الأَئِمَّه، و زَعَمَ بعضُهم أنَّه سَمِعَ التِّمْثال مَصْدَر مَثلْتُ الشیءَ تَمْثِیلاً و تِمْثالاً.

و زادَ الحَرِیری فی الدرَّهِ علی الأَوَّلَیْن تِنْضالاً مَصْدَر الناضله.

و زادَ الشّهابُ فی شرْحِ الدرَّه:شَربَ الخَمْر تِشْراباً، و زَعَمَ أَنَّه سَمِعَ فیه الفَتْحَ علی القِیاسِ ،و الکَسْرَ علی غیرِ القِیاسِ ،و أَنْکَر بعضُهم مَجِیءَ تِفْعال،بالکسْرِ،مَصْدراً بالکُلِیَّه؛و قالَ :إنَّ کلَّ ما نَقَلوا من ذلکَ علی صحَّتِه إنَّما هو مِن اسْتِعمالِ الاسمِ مَوْضِعَ المَصْدرِ کما وَقَعَ الطَّعامُ ، و هو المَأْکُولُ ،مَوْقِعَ المَصْدَرِ و هو الإطْعامُ کما فی التَّهْذِیبِ .

و قوْلُه تعالی: وَ نَزَّلْنا عَلَیْکَ الْکِتابَ تِبْیاناً لِکُلِّ شَیْ ءٍ (2)،أَی بُیِّنَ لکَ فیه کلُّ ما تَحْتاجُ إلیه أَنْتَ و أُمَّتُک مِن أَمْرِ الدِّیْن،و هذا مِن اللَّفْظِ العامِّ الذی أُرِید به الخاصُّ ،و العَرَبُ تقولُ : بَیَّنْتُ الشیءَ تَبْیِیناً و تِبْیاناً ، بکسْرِ التاءِ،و تِفْعالٌ ،بالکسْرِ یکونُ اسْماً،فأَمَّا المَصْدَرُ فإنَّه یَجِیءُ علی تَفْعالٍ بالفتْحِ ،مثْلُ التّکْذاب و التَّصْداقو ما أَشْبَهه،و فی المَصادِرِ حَرْفان نادِرَان.و هُما تِلْقاء الشیء و التِّبْیان ،و لا یقاسُ علیهما.

و قالَ سِیْبَوَیْه فی قوْلِه تعالَی: وَ الْکِتابِ اَلْمُبِینِ ، قالَ :هو التِّبْیانُ ،و لیسَ علی الفِعْل إنَّما هو بناءٌ علی حِدهٍ ،و لو کانَ مَصْدَراً لفُتِحتْ کالتَّقْتال،فإنَّما هو من بَیَّنْتُ کالغارَهِ من أَغَرْتُ .

و قالَ کراعٌ : التِّبْیانُ مَصْدرٌ و لا نَظِیرَ له إلاَّ التِّلْقاء.

و ضَرَبَهُ فأَبانَ رأْسَه مِن جَسَدِه و فَصَلَه فهو مُبِینٌ .

و قوْلُه: مُبْیِنٌ ،کمُحْسِنٍ ، غَلَطٌ و إنَّما غَرَّهُ سِیاقُ الجوْهرِیِّ و نَصّه فتقول:ضَرَبَه فأَبانَ رأْسَه مِن جَسَدِه فهو مُبِینٌ .و مُبْیِنٌ أَیْضاً:اسمُ ماءٍ،و لو تأَمَّل آخِرَ السِّیاقِ لم یَقَعْ فی هذا المَحْذورِ.و لم أَرَ أَحداً مِن الأَئِمهِ قالَ فیه مُبْیِنٌ کمُحْسِنٍ ،و لو جازَ ذلکَ لوَجَبَ الإشارَه له فی ذِکْرِ فِعْله کأنْ یقولَ : فأَبانَ رأْسَه و أَبْیَنَه ،فتأَمَّلْ .

و بایَنَه مُبایَنَهً : هاجَرَه و فارَقَه.

و تَبایَنا :تَهاجَرا، أَی بانَ کلُّ واحِدٍ منهما عن صاحِبِه، و کذلِکَ إذا انْفَصَلا فی الشّرکهِ .

و البائِنُ :مَنْ یأْتی الحَلوبَهَ مِن قِبَلِ شِمالِها، و المُعَلِّی الذی یأْتی مِن قِبَلِ یَمِینِها،کذا نَصّ الجوْهرِیّ ، و المُسْتعْلی من یعلی العلبه فی الضّرْعِ .

و الذی فی التَّهْذِیبِ للأزْهرِیّ یُخالِفُ ما نَقَلَه الجوْهرِیُّ فإنَّه قالَ : البائِنُ الذی یقومُ علی یَمینِ الناقَهِ إذا حَلَبَها و الجَمْعُ البُیَّنُ ،و قیلَ : البائِنُ و المُسْتَعْلی هُما الحالِبَانِ اللذانِ یَحْلُبان الناقَهَ أَحدُهما حالِبٌ ،و الآخَرُ مُحْلِب، و المُعینُ هو المُحْلِبُ ،و البائِنُ عن یَمینِ الناقَهِ یُمْسِکُ العُلْیهَ ،و المُسْتَعْلی الذی عن شِمالِها،و هو الحالِبُ یَرْفعُ البائِنُ العُلْبهَ إلیه؛قالَ الکُمَیْت:

یُبَشِّرُ مُسْتَعْلِیاً بائِنٌ

من الحالبَیْنِ بأن لا غِرارا (3)

و البائِنُ : کلُّ قَوْسٍ بانَتْ عَن وَتَرِها کثیراً؛ عن ابنِ

ص:79

سِیدَه؛ کالبائِنَهِ عن الجوْهرِیّ ،قالَ :و أَمَّا التی قرُبَتْ من وَتَرِها حتی کادَتْ تلْصَقُ به فهی البانِیهُ ،بتقْدِیمِ النونِ ، و کِلاهُما عَیْبٌ .

و البائِنُ کما هو مُقْتَضی سِیاقِه؛و فی الصِّحاح، البائِنَه البئْرُ البَعیدَهُ القَعْرِ الواسِعَهُ کالبَیُونِ ، کصَبُورٍ،لأنَّ الأشْطانَ تَبِینُ عن جرابِها کثیراً.

و قیلَ :بِئْرٌ بَیُونٌ واسِعَهُ الجالَیْنِ .

و قالَ أبو مالِکٍ :هی التی لا یُصیبُها رِشاؤُها،و ذلکَ لأنَّ جِرابَ البِئْرِ مُسْتَقیمٌ .

و قیلَ :هی البِئْرُ الواسِعَهُ الرأْسِ الضَّیِّقَهُ الأسْفَل؛ و أَنشَد أبو علیِّ الفارِسِیّ :

إِنَّک لو دَعَوْتَنی و دُونی

زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَیُونِ

لقُلْتُ لَبَّیْه لمَنْ یَدْعونی (1)

و الجَمْعُ البَوائِنُ ؛و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ للفَرَزْدقِ یَصِفُ خَیْلاً:

یَصْهِلْنَ للشبحِ البَعِیدِ کأنَّما

إرْنانُها ببَوائنِ الأشْطانِ (2)

أَرادَ:أنَّ فی صَهِیلِها خُشُونَهً و غِلَظاً کأنَّها تَصْهَل فی بئْرٍ دَحُول،و ذلکَ أَغْلَظُ لِصَهِیلِها.

و غُرابُ البَیْنِ : هو الأبْقَعُ ؛ قالَ عَنْترهُ :

ظَعَنَ الذین فِراقَهم أَتَوَقَّعُ

و جَرَی ببَیْنِهمُ الغُرابُ الأبْقَعُ

حَرِقُ الجَناحِ کأنَّ لَحْیَیْ رأْسِه

جَلَمَانِ بالأخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ (3)

أَو هو الأحمَرُ المِنْقارِ و الرِّجْلَیْنِ ،و أَمَّا الأسْوَدُ،فإنَّه الحاتِمُ لأنَّه یَحْتِمُ بالفِراقِ ، نَقَلَه الجوْهرِیُّ عن أَبی الغَوْثِ .

و هذا الشَّیءُ بَیْنَ بَیْنَ أی بینَ الجیِّد و الرَّدِیءِ، و هما اسْمانِ جُعِلا واحِداً و بُنِیا علی الفتح؛و الهمزَهُ المُخَفَّفَهُ تُسَمَّی هَمْزَهَ بَیْنَ بَیْنَ أی هَمْزَهٌ بَیْنَ الهَمْزَهِ و حَرْف اللّین، و هو الحَرْفُ الذی منه حَرَکَتُها إنْ کانت مَفْتوحَه،فهی بَیْنَ الهَمْزَهِ و الألِفِ مِثْل سَألَ ،و إِن کانتْ مَکْسورَهٌ فهی بَیْنَ الهَمْزَهِ و الیاءِ مِثْل سَئِم،و إن کانتْ مَضْمومَهً فهی بَیْنَ الهَمْزَهِ و الواوِ مِثْل لَؤُمَ ،و هی لا تَقَعُ أَوَّلاً أَبداً لقرْبِها بالضِّعْفِ مِن السَّاکِنِ ،إلاَّ أَنَّها و إن کانتْ قد قَرُبَتْ مِن السّاکِن و لم یکنْ لها تَمکّن الهَمْزَهِ المُحَقَّقَه فهی مُتَحرِّکَه فی الحَقیقَهِ ،و سُمِّیَت بَیْنَ بَیْنَ لضَعْفِها؛کما قالَ عَبید بنُ الأبْرص:

نَحْمی حَقیقَتَنا و بع

ضُ القَوْمِ یَسْقُط بَیْنَ بَیْنَا (4)

أی یَتَساقَطُ ضَعِیفاً غَیْر معتدٍّ به،کذا فی الصِّحاحِ .

و قالَ ابنُ بَرِّی:قالَ السِّیرافی:کأنَّه قالَ بَیْنَ هؤلاء و هؤلاء،کأنَّه رجلٌ یدْخلُ بینَ الفَرِیقَیْنِ فی أَمرٍ مِنَ الأُمورِ فیسْقُط و لا یُذْکَر فیه.

قالَ الشیْخ:و یجوزُ عنْدِی أن یُریدَ بینَ الدّخولِ فی الحرْبِ و التّأخر عنها،کما یقالُ :فلانٌ یُقدِّمُ رِجْلاً و یُؤخِّرُ أُخْرَی.

و قوْلُهم: بَینا نَحْنُ کذا إذا حَدَثَ کذا: هی بینَ ، و فی الصِّحاحِ :فعلی، أُشْبِعَتْ فَتْحَتُها فحَدَثَتِ الألِفُ ؛ و فی الصِّحاحِ :فصارَتْ أَلِفاً.

قالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِیُّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی:و مَن زَعَمَ أنَّ بَیْنا مَحْذُوفَه مِن بَیْنما احْتَاجَ إلی وحی یصدقه؛و أَنْشَدَ سِیْبَوَیْه:

ص:80

فبَیْنا نحن نَرْقُبُه أَتانا

مُعَلّقُ وَفْضهٍ و زِنادُ راعِی (1)

أَرادَ بَیْنَ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا،فإن قِیلَ :لِمَ أَضافَ الظَّرْفَ الذی هو بَیْن ،و قد علِمْنا أنَّ هذا الظَّرْفَ لا یُضافُ مِنَ الأسْماءِ إلاَّ لمَا یدلُّ علی أکْثَر مِنَ الواحِدِ أَو ما عُطِف علیه غیرُه بالواوِ دُونَ سائِرِ حُروف العَطْف،و قولُه نحنُ نَرْقُبُه جمْلَهٌ ،و الجمْلَهُ لا یُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظَّرْفِ ؟ فالجَوابُ :أنَّ ههنا واسِطَهٌ مَحْذُوفهٌ و تقْدیرُ الکَلامِ بَیْنَ أَوْقاتٍ نحنُ نَرْقُبُه أَتانا،أی أَتَانا بَیْنَ أَوقاتِ رَقْبَتِنا إیَّاه، و الجُمَلُ ممَّا یُضافُ إلیها أَسْماءُ الزَّمانِ کقوْلِکَ :أَتَیْتک زَمَنَ الحجاجُ أَمیرٌ،و أَوانَ الخَلِیفهُ عبدُ الملِکِ ،ثم إنَّه حذف المضافُ الذی هو أَوْقاتٌ و وَلیَ اللَّفْظ (2)الذی کانَ مُضافاً إلی المَحْذوفِ الجُمْله التی أُقِیمت مُقامَ المُضاف إلیها کقوْلِه تعالَی: وَ سْئَلِ الْقَرْیَهَ (3)؛أی أَهْلَ القَرْیهِ ، و بَینا و بَیْنما من حُروفِ الابْتِداءِ و لیْسَتِ الألفُ بصلهٍ ، و بَیْنما أَصْله بَیْنَ زِیْدَتْ علیه ما و المَعْنی واحِدٌ.

قالَ شیْخُنا،رحِمَه اللَّهُ تعالی:و قوْلُه:مِن حُروفِ الابْتِداءِ،إن أَرادَ بالحُروفِ الکَلِماتَ کما هو مِن إطْلاقات الحُرُوف،فظاهِرٌ،و أَمَّا إن أرادَ أَنَّهما صارا حَرْفَیْن فی مُقابلهِ الاسْم و الفِعْلِ فلا قائِل به،بل هما باقِیانِ علی ظَرْفِیَّتِهما و الإشْباعِ و هما لا یُخْرِجانِ بَیْنَ عن الاسْمیَّهِ ،و إنَّما یقْطَعانه عن الإضافَهِ کما عُرِف فی العربیَّه؛ا ه.

و قالَ غیرُهُ :هما ظَرْفا زَمانٍ بمعْنَی المُفاجَأه،و یُضافَان إلی جُمْلهٍ مِن فِعْل و فاعِلٍ و مُبْتدأ و خَبَر فیَحْتاجَانِ إلی جَوابٍ یتمُّ به المعْنَی.

قالَ الجوْهرِیُّ : و کانَ الأصْمَعیُّ یَخْفِضُ بعدَ بَیْنا إذا صَلُحَ فی موْضِعِه (4)بَیْنَ کقَوْلِه، أی أَبی ذُؤَیْب الهُذَلیّ کان ینْشدُه هکذا بالکَسْر:

کذا فی الصِّحاحِ تَعَنُّفه بالفاءِ (5)،و الذی فی نسخِ الدِّیوان تَعَنُّقه بالقافِ ؛أرادَ بینَ تَعَنُّقه فزادَ الألِفَ إشْباعاً؛ نَقَلَه عبدُ القادِرِ البَغْدادِیُّ .

و قالَ السّکَّریُّ ،رحِمَه اللَّهُ تعالی:کانَ الأصْمعیُّ یقولُ بَیْنا الألِف زائِدَه إنَّما أَرادَ بینَ تَعَنُّقه و بینَ رَوَغَانِه أی بَیْنا یقتلُ و یُراوغُ إذ یختل. و غیرُه یَرْفَعُ ما بَعْدَها علی الابْتِداءِ و الخَبَرِ؛ نَقَلَه السُّکَّریُّ .

قالَ ابنُ بَرِّی:و مثْلُه فی جوازِ الرَّفْع و الخفْضِ قوْلُ الرّاجزِ (6):

کُنْ کیفَ شِئْتَ فقَصْرُک الموتُ

لا مَزْحَلٌ عنه و لا فَوْتُ

بَیْنا غِنَی بیتٍ و بَهْجَتِه

زالَ الغِنَی و تَقَوَّضَ البیتُ (7)

قالَ :و قد تأْتی إذْ فی جوابِ بَیْنا ؛قالَ حُمَیْد الأرْقط :

بَیْنا الفَتَی یَخْبِطُ فی غَیْساتِه

إذِ انْتَمَی الدَّهْرُ إلی عِقْراتِه (8)

قالَ :و هو دَلیلٌ علی فَسَادِ قوْلِ مَنْ قالَ إنَّ إذْ لا تکونُ إلاَّ فی جوابِ بَیْنما بزِیادَهِ ما،و ممَّا یدلُّ علی فَسادِ هذا القَوْل أَنَّه جاءَ بَیْنما و لیسَ فی جوابِها إذ کقوْلِ ابنِ هَرْمه:

بَیْنما نحنُ بالبَلاکِثِ فالْقا ع

ِ سِراعاً و العِیسُ تَهْوی هُوِیَّا

ص:81

خطَرَتْ خطْرهٌ علی القلبِ مِن ذِک

راکِ وَهْناً فما استَطَعتُ مُضِیَّا (1)

و البَیانُ :الإفْصاحُ مع ذَکاءٍ.

و فی الصِّحاحِ :هو الفَصاحَهُ و اللَّسَن.

و فی النهایهِ :هو إظْهارُ المَقْصودِ بأبْلَغ لَفْظٍ و هو مِن الفَهْم و ذَکاء القَلْب مع اللّسَن و أَصْلُه الکَشْف و الظّهور.

و فی الکشاف:هو المَنْطقُ الفَصِیحُ المُعْربُ عمَّا فی الضَّمیرِ.

و فی شرْحِ جَمْع الجوامِعِ : البَیانُ إخْراجُ الشیءِ من حیِّزِ الأشْکالِ إلی حیِّزِ التَّجَلِّی.

و فی المَحْصول: البَیانُ إظْهارُ المعْنَی للنَّفْسِ حتی یتبیَّنَ من غیرِهِ و یَنْفصِلَ عمَّا یلتبسُ به.

و فی المُفْردات للرَّاغب،رحِمَه اللَّهُ تعالی: البَیانُ أَعَمُّ مِن النُّطْقِ لأنَّ النُّطقَ مُخْتصُّ باللِّسانِ و یُسمَّی ما یُبَیّنُ به بیاناً و هو ضَرْبان:أَحَدُهما بالحالِ (2)و هی الأشْیاءُ الدَّالَّهُ علی حالٍ مِنَ الأحْوالِ مِن آثارِ صفَهٍ (3)؛و الثانی بالإخْبارِ (4)و ذلک إمَّا أنْ یکونَ نُطْقاً أَو کِتابَهً ،فما هو بالحالِ کقولِهِ تعالی: إِنَّهُ لَکُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ (5)،و ما هو بالإخْبارِ 4کقوْلِهِ تعالی: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَیِّناتِ وَ الزُّبُرِ (6)؛قالَ :و یُسمَّی الکَلام بیاناً لکَشْفِه عن المعْنَی المَقْصودِ و إظْهارِهِ نحو هذا بَیانٌ لِلنّاسِ (7)؛و یُسمَّی ما یُشْرَحُ به المُجْمَلُ و المُبْهَم مِن الکَلامِ بیاناً نحوَ قوْلِه تعالَی: ثُمَّ إِنَّ عَلَیْنا بَیانَهُ (8).

و فی شَرْحِ المَقامَاتِ للشَّرِیشی،رحِمَه اللَّهُ تعالی:

الفَرْقُ بَیْنَ البَیانِ و التِّبیان أنَّ البَیانَ وُضوحُ المعْنَی و ظُهورُه،و التِّبْیان تَفْهِیم المعْنَی و تَبْیِینه ،و البَیانُ منْکلغیرِکَ ،و التِّبْیان منْک لنَفْسِک مثْلُ التَّبْیِین ،و قد یَقَعُ التَّبْیینُ فی معْنَی البَیانِ ،و قد یَقَعُ البَیانُ بکثْرهِ الکَلامِ و یُعَدُّ ذلکَ مِن النِّفاقِ ،و منه

16- حدِیثُ التّرمذیّ : «البذاءُ و البَیانُ شُعْبتان مِنَ النِّفاقِ ». ا ه.

*قلْتُ :إنّما أَرادَ منه ذَمَّ التَّعَمّقِ فی المنْطِقِ و التَّفاصُحَ و إظْهارَ التَّقدُّمِ فیه علی النَّاسِ ،و کأنَّه نوعٌ من العُجْبِ و الکِبْرِ؛و رَاوِی الحَدِیْثِ أبو أُمامَهَ الباهِلِیُّ ،رَضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه؛و

16- جاءَ فی رِوَایَهٍ أُخْری: «البَذاءُ و بعضُ البَیانِ ». لأنَّه لیسَ کلُّ البَیانِ مَذْموماً.

و أَمَّا

16- حَدِیْث: «إنَّ مِن البَیانِ لسِحْراً». فرَاجِع النِّهایَه.

و البَیِّنُ مِن الرِّجالِ : الفَصیحُ ؛ زادَ ابنُ شُمَیْل:السَّمْحُ اللِّسانِ الظَّریفُ العالِی الکَلام القَلِیل الرَّتَج؛و أَنْشَدَ شَمِرٌ:

قد یَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبیُّ و یَلْتَئی

علی البَیِّنِ السَّفَّاکِ و هو خَطیبُ (9)

ج أَبْیِناءُ ، صحَّتِ الباءُ لسکونِ ما قَبْلها.

و حَکَی اللَّحْیانیُّ فی جَمْعِه: أَبْیانٌ و بُیَناءُ ، فأمَّا أَبْیانُ فکمَیِّتٍ و أَمْواتٍ ،قالَ سِیْبَوَیْه:شَبَّهوا فَیْعِلاً بفاعِلٍ حینَ قالوا شَاهِد و أَشْهاد،مِثْل،قَیِّلٍ و أَقْیالٍ ؛و أمَّا بُیَناءُ فنادِرٌ، و الأقْیَس فی ذلِکَ جَمْعُه بالواوِ،و هو قَوْلُ سِیْبَوَیْه.

و قالَ الأزْهرِیُّ فی أَثْناءِ هذه التَّرْجَمهِ :رُوِی عن أَبی الهَّیْثم أَنَّه قالَ : الکَواکِبُ البَیانِیَّاتُ (10)هی التی لا تَنْزِلُ الشَّمسُ بها و لا القمرُ إنَّما یُهْتَدَی بها فی البرِّ و البَحْرِ، و هی شآمِیهٌ ،و مَهَبُّ الشّمالِ منها،أَوَّلُها القُطْبُ و هو کوکبٌ لا یَزُولُ ،و الجدْیُ و الفَرْقَدان،و هو بَینَ القُطْب، و فیه بَناتُ نعْشٍ الصُّغْری.

هکذا النَّقْل فی هذه التَّرْجَمه صَحِیحٌ غَیْر أنَّ الأزْهرِیَّ استدلَّ به علی قَوْلِهم: بَیْنَ بمعْنَی وَسْط ،و ذلِکَ قَوْله:

و هو عَیْنُ القُطْب،أی وَسْطُه.

و أَمَّا الذی استدلَّ به المصنِّفُ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی،مِن

ص:82

کوْنِ تلْکَ الکَواکِبِ تسمَّی بَیانِیَّاتٍ فتَصْحِیفٌ مَحْضٌ لا یَتَنبَّه له إلاَّ مَنْ عانَی مُطالَعَهَ الأُصولِ الصَّحِیحهِ و رَاجَعَها بالذِّهْن الصَّحِیحِ المُسْتَقِیم.و الصَّوابُ فیه البیانیات، بموحَّدَتَیْن،و یقالُ فیه أَیْضاً البابانیات ،هکذا رَأَیْته مُصحَّحاً علیه،و الدَّلیلُ فی ذلِکَ أنَّ صاحِبَ اللِّسانِ ذَکَرَ هذا القَوْلَ بعَیْنِه فی تَرْکِیبِ ب ب ن،کما مَرَّ آنِفاً فتَفَهَّم ذلِکَ .

و بَیَّنَ بنْتَه:زَوَّجَها، کأبانَها تَبْیِیناً و إبانَهً ،و هو مِن البَیْنِ بمعْنَی البُعْدِ،کأنَّه أَبْعَدها عن بیتِ أَبِیها.

و مِن المجازِ: بَیَّنَ الشَّجرُ: إذا بَدا ورَقُه و ظَهَرَ أَوَّلَ ما یَنْبُتُ .

و بَیَّنَ القَرْنُ :نَجَمَ ، أی طَلَعَ .

و أبو علیِّ بنُ بَیَّانٍ العاقُولیُّ (1)، کشَدَّادٍ:زاهِدٌ ذو کَراماتٍ ، و قَبْرُهُ یُزارُ؛قالَهُ ابنُ ماکُولا.

و بَیَّانَهُ ،کجبَّانَهٍ :ه بالمغْربِ ، و الأولی فی الأنْدَلُس فی عَمَلِ قرطبَهَ ،ثم إنَّ التَّشْدیدَ الذی ذَکَرَه صَرَّح به الحافِظُ الذهبیُّ و ابنُ السّمعانیّ و الحافِظُ ،و شَذِّ شیْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَی فقالَ :هو بالتَّخْفِیفِ مِثْل سَحابَهٍ ،و هو خِلافُ ما علیه الأئِمَّهِ ؛ منها أبو محمدٍ قاسِمُ بنُ أَصْبَغِ بنِ محمدِ بنِ یوسف بنِ ناسجِ بنِ عطاءٍ مَوْلی أَمیر المُؤْمِنِینَ الوَلِید بنِ عبْدِ المَلِکِ بنِ مَرْوانَ البَیَّانیُّ الحافِظُ المُسْنِدُ بالأنْدَلُس،سَمِعَ مِن قرطبَهَ مِن بقیّ بنِ مَخْلدٍ و محمدِ بنِ وَضَّاح،و رَحَلَ إلی مکَّهَ ،شرَّفَها اللَّهُ تعالَی،و العِرَاق و مِصْر،و سَمِعَ مِن ابنِ أَبی الدُّنیا و الکِبار،و کان بَصِیراً بالفقْهِ و الحَدِیْثِ ،نَبِیلاً فی النَّحْوِ و الغَریبِ و الشِّعْرِ، و صنَّفَ علی کتابِ أبی دُاوَد،و کان یُشاوَرُ فی الأحْکامِ ، و تُوفی (2)سَنَه 144 عن ثلاث و تسْعِیْن سَنَه،و حَفِیدُه قاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِم الأنْدَلُسیُّ البَیَّانیُّ رَوَی عنه ابْنُه أبو عَمْرٍو و أَحْمد،و أَحْمدُ هذا مِن شیوخِ ابنِ حَزْم، و قاسِمُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمِ بنِ سَیَّار البَیَّانیُّ أَنْدلُسِیُّ له تَصانِیف صَحِبَ المُزَنیّ و غیرَه،و کانَ یمیلُ إلی مَذْهَبِ الإمامِ الشافِعِیّ ،رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه،ماتَ (3)سَنَه 228،و ابْنُه أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ قاسِمٍ رَوَی عن أَبیهِ .

و بَلَدِیُّهُ محمدُ بنُ سُلیمانَ بنِ أَحْمد المراکشیُّ الصنهاجیُّ المُقْریءُ.

*قُلْت:الصَّوابُ فی نِسْبَتِه البَیاتیُّ ،بالتاءِ الفوْقیَّهِ بدلُ النُّونِ ،کما ضَبَطَه الحافِظُ و صَحَّحَه،فقَوْله بَلَدیُّه غَلَطٌ ، و محلُّ ذِکْرِه فی ب ی ت،و هو مِن شیوخِ الإسْکَنْدریَّه، سَمِعَ مِن ابنِ رواح (4)و مظفر اللُّغَویّ (5)،و عنه الوَانِی و جماعَهٌ .

و بَیانٌ ، کسَحابٍ : ع بَبَطْلَیُوسَ مِن کُورِ الأنْدلُس.

و یوسفُ بنُ المُبارَکِ بنِ البِینِی ،بالکسْرِ، و ضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ ، مُحَدِّثٌ هو و أَخُوهُ مهنا (6)و والدُهُما، سَمِعَ الثلاثَهُ عن أَبی القاسِمِ الرَّبَعیِّ ،سَمِعَ منهم أبو القاسِمِ بنُ عَساکِرِ.

و قالَ عُمَرُ بنُ علیِّ القُرَشِیُّ :سَمِعْتُ مِن یوسف، و ماتَ سَنَه 561.

و بیْنونُ :حِصْنٌ بالیمنِ یُذْکَرُ مع سَلْحَیْنَ ،خرَّبَهما أَریاطُ عامِلُ النَّجاشِیّ ،یقالُ :إنَّهما مِن بِناءِ سُلَیْمان، علیه السَّلامُ ،لم یَرَ الناسُ مثلُه،و یقالُ :إنَّه بَناهُ بَبنونُ بنُ مَنافِ بنِ شرحبیلِ بنِ ینکف بنِ عبْدِ شمسِ بنِ وائِلٍ بنِ غوث؛قالَ ذو وجدن الحِمْیریُّ :

أَبْعَدَ بَینُونَ لا عینٌ و لا أَثَرٌ

و بَعْدَ سَلْحینَ بینی الناسُ أبیاتا (7)

و بَیْنونَهٌ ، بهاءٍ،ه بالبَحْرَیْنِ ؛ و فی التهْذِیبِ :بینَ عُمَان و البَحْرَیْن؛و فی مُعْجمِ نَصْر:أَرْضٌ فَوْق عُمَان تتَّصِلُ بالشَّحْرِ؛قالَ :

ص:83

یا رِیحَ بَیْنونَهَ لا تَذْمِینا

جئْتِ بأرْواحِ المُصَفَّرِینا (1)

و هُما بَیْنونَتان (2)، بَیْنُونَهُ الدُّنْیَا،و بَیْنُونَهُ القُصْوَی، و کِلْتاهُما قَرْیتَانِ فی شِقِّ بنی سَعْدٍ بَیْنَ عُمانَ و یَبْرِین.

و بَیْنَهُ :ع بوادِی الرُّوَیْثَهِ بَیْنَ الحَرَمَیْن،و یقالُ بکسْرِ الباءِ أَیْضاً،کما فی مُعْجَمِ نَصْر، و ثَنَّاها کُثَیِّرٌ عزَّه؛ فقالَ (3):

*و ممَّا یُسْتدرَکُ علیه:

الطَّویلُ البائِنُ :أی المُفْرِطُ طُولاً الذی بَعُدَ عن قَدِّ الرِّجالِ الطِّوال.

و حَکَی الفارسِیُّ عن أَبی زیْدٍ:طَلَبَ إلی أَبَوَیْه البائِنَهَ ، و ذلِکَ إذا طَلَبَ إلیهما أنْ یُبِینَاهُ بمالٍ فیکونَ له علی حِدَهٍ ،و لا تکونُ البائِنَهُ إلاَّ مِن الأبَوَیْن أَو أَحدِهما،و لا تکونُ مِن غیرهما،و قد أَبانَه أبواهُ إبانَهً حتی بانَ هو بذلِکَ یَبینُ بُیُوناً .

و بانَتْ یَدُ الناقَهِ عن جَنْبِها تَبِینُ بُیُوناً .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :یقالُ للجارِیَهِ إذا تزوَّجَتْ :قد بانَتْ ،و هنَّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ کأنَّهنَّ قد بَعَدْنَ عن بَیْتِ أَبِیهنَّ ؛و منه

16- الحدِیْثُ : «مَنْ عالَ ثلاثَ بَناتٍ حتی یَبِنَّ أَو یَمُتْنَ ».

و بَیَوانُ ،محرَّکهً :مَوْضِعٌ فی بحیرَهِ تنیس،قد ذُکِرَ فی «ب و ن».

و أَبانَ الدَّلْوَ عن طَیِّ البئْرِ:حادَ بها عنه لئَلاَّ یُصیبَهافتَنْخرِق؛قالَ :

دَلْوُ عِراکٍ لجَّ بی مَنینُها

لم یَرَ قبْلی مائِحاً یُبینُها (4)

و التَّبْیینُ :التَّثبُّتُ فی الأمْرِ و التَّأنی فیه؛عن الکِسائی.

و هو أَبْیَنُ مِن فلانٍ :أی أَفْصَح منه و أَوْضَح کَلاماً.

و أَبانَ علیه:أَعْرَبَ و شَهِدَ.

و نَخْلَهٌ بائِنَهٌ :فاتَتْ کبائِسُها الکوافرَ (5)و امتدَّتْ عَراجِینُها و طالَتْ ؛عن أَبی حَنیفَهَ ؛و أَنْشَدَ:

مِن کل بائنهٍ تَبینُ عُذوقَها

عنها و حاضنهٍ لها مِیقارِ (6)

و الباناهُ مَقْلوبَهٌ عن البانِیَهِ ،و هی النَّبْلُ الصِّغارُ؛حَکَاه السُّکَّریُّ عن أَبی الخطَّاب.

و البائِنُ :الذی یُمْسِکُ العُلْبه للحالِبِ .

و مِن أَمْثالِهم:اسْتُ البائِنِ أَعْرَفُ ،أی مَنْ وَلِیَ أَمْراً و مارَسَه فهو أَعْلَم به ممَّن لم یُمارِسْه.

و مُبِینٌ ،بالضمِّ :مَوْضِعٌ .

و فی الصِّحاحِ :اسْمُ ماءٍ؛و أَنْشَدَ:

یا رِیَّها الیومَ علی مُبِینِ

علی مبینٍ جَرَدِ القَصِیمِ (7)

جَمَعَ بَیْنَ المِیمِ و النُّونِ ،و هو الإکْفاءُ.

و أَبْیَنُ ،کأحْمَدَ:اسْمُ رجُلٍ نُسِبَتْ إلیه عَدَنُ مَدینَهٌ علی ساحِلِ بَحْرِ الیمنِ ؛و یقالُ یبین بالیاءِ.

و البَیِّنَهُ :دَلالَهٌ واضِحَهٌ عَقْلیَّه کانَتْ أَو مَحْسوسَه، و سُمِّیَت شَهادَهُ الشاهِدَیْن بَیِّنَه

16- لقَوْلِه،علیه السّلامُ : البَیِّنَهُ علی المُدَّعِی و الیمینُ علی مَنْ أَنْکر. ؛و الجَمْعُ بَیِّناتٌ .

ص:84

و فی المَحْصُولِ : البَیِّنَهُ :الحجَّهُ الوَاضِحَهُ .

و البِینَهُ ،بالکسْرِ:مَنْزلٌ علی طرِیقِ حاجِّ الیَمامَهِ بینَ الشِّیح و الشُّقَیْرَاءَ.

و ذاتُ البَیْنِ ،بالفتْحِ ،مَوْضِعٌ حِجازیٌّ عن نَصْر.

و بَیانُ ،کسَحابٍ :صُقْعٌ مِن سَوادِ البَصْرَهِ شَرْقیّ دجْلَهَ علیه الطَّریقُ إلی حِصْنِ مَهْدِی.

و البینی :نوعٌ من الذُّرَهِ أَبْیَض بیانیه (1).

و محمدُ بنُ عَبْدِ الخالِقِ البَیانیُّ مِن شیوخِ الحافِظِ الذهبیِّ ،رَحِمَهم اللَّهُ تعالَی،مَنْسوبٌ إلی طَریقَهِ الشیْخ أَبی البَیان تباین (2)محمد بن محفوظ القُرَشِیّ عُرِفَ بابنِ الحورانیّ المُتَوفّی بدِمَشْق سَنَه 551،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی، لَبِسَ الخرقَهَ عن النبیِّ صَلّی اللّه علیه و سلَّم عِیاناً یقْظَه،و کان الملبوس معه معایناً للخلقِ کما هو مَشْهورٌ.

و قالَ الحافِظُ أَبو الفُتوحِ الطاووسیُّ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی:إنَّه مُتواتِرٌ.

و بایانُ :سکَّهٌ بنَسَفَ ،منها أَبو یَعْلی محمدُ بنُ أَحْمَدَ ابنِ نَصْر (3)الإمامُ الأدِیبُ ،تُوفی (4)سَنَه 337،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی.

و مباینُ الحقِّ :مواضِحُه.

و دِینارُ بنُ بَیَّان ،کشَدَّادٍ،و داودُ بنُ بَیَّان ،و قیلَ :بنون ثقیله،مُحَدِّثان.

و عُمَرُ بنُ بَیانٍ الثَّقَفیُّ ،کسَحابٍ :مُحَدِّثٌ .

و بَیانٌ أَیْضاً:لَقَبُ محمدِ بنِ إمامِ بنِ سراجٍ الکِرْمانیِّ الفارِسِیّ الکازرونیِّ مُحَدِّث و حَفِیدُه محمدُ.

و یُلَقَّبُ ببَیان أَیْضاً ابنُ محمدٍ،و یُلَقَّبُ بعباد ابنمحمدٍ،ماتَ سَنَه 857.و وَلَدُه علیّ وَرَدَ إلی مِصْرَ فی أَیَّام السُّلْطان قایتبای،فأکْرَمَه کَثیراً،و له تَأْلیفٌ صَغیرٌ رَأَیْته.

و البیانیَّهُ :طائِفَهٌ مِن الخَوارِجِ نُسِبُوا إلی بَیان بنِ سمعان التَّمِیمیّ .

و مُبِینٌ ،بالضمِّ :ماءٌ لبَنی نُمَیْرٍ ورَاءَ القَرْیَتَینْ بنصفِ مَرْحَله بمُلْتَقی الرَّمْل و الجلْد؛و قیلَ لبَنی أَسَدٍ و بَنی حَبَّه بَیْنَ القَرْیَتَیْن أَو فیه؛قالَهُ نَصْر.

و مَبْیَنٌ ،کمَقْعَدٍ:حِصْنٌ بالیمنِ من غَرْبی صَنْعاء فی البِلادِ الحجیه؛و اللَّهُ أَعْلَم بالصَّواب.

بُرٍّ و نحوِهِ ،و یُفْتَحُ ، الواحِدَهُ تِبْنَهٌ و یقالُ :أَقلّ مِن تبْنَهٍ .

و یقالُ :کانَ نَبْتاً فصارَ تَبْناً هکذا یُرْوَی بالفَتْحِ (1).

و التِّبْنُ : السَّیِّدُ السَّمْحُ و الشَّریفُ .

و أَیْضاً: الذِّئْبُ .

و التِّبْنُ : قَدَحٌ یُرْوِی العِشرینَ .

و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن الکِسائیّ قالَ : التِّبْنُ أَعْظَم الأقْداحِ یکادُ یُرْوی العِشْرین،ثم الصَّحْن مُقارِبٌ له،ثم العُسُّ یُرْوِی الثلاثَهَ و الأرْبَعَه،ثم القَدَحُ یُرْوِی الرَّجُلَیْن،ثم القَعْبُ یُرْوِی الرَّجُل،ثم الغُمَر.

و تَبَنَ الدَّابَّهَ یَتْبِنُها تَبْناً ،مِن حدِّ ضَرَبَ : أَطْعَمَها (2)التِّبْنَ .

و فی الصِّحاحِ :عَلَفَها التِّبْنَ .

و تَبِنَ له الرّجُل، کفَرِحَ ، تَبْناً ، بالفتْحِ ؛کذا فی النسخِ ، و قیلَ بالتَّحْریکِ کما هو فی الصِّحاحِ و هو القِیاسُ ، و تَبانَهً ، کسَحابَهٍ : فَطِنَ ، و کذلِکَ طَبِنَ .

و قیلَ :الطَّبانَهُ فی الخیْرِ،و التّبَانَهُ فی الشَّرِّ.

و

16- فی الحَدِیْث: أَنَّ الرَّجُل لَیَتکلَّمُ بالکَلِمَهِ یُتَبِّنُ فیها یَهْوِی بها فی النارِ. ؛أَی یُدَقِّقُ ؛ فهو تَبِنٌ ،ککَتِفٍ ، أَی فَطِنٌ دَقِیقُ النَّظَرِ فی الأُمورِ،کما فی الصِّحاحِ .

و زَعَمَ یَعْقوبُ أَنَّ تاءَهُ بدلٌ مِن طاءِ طَبِنَ ؛ کتَبَّنَ تَتْبِیناً :

إذا أَدَقَّ النَّظَرَ؛نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ أَیْضاً؛و منه

16- الحَدِیْث:

«حتی تَبَّنْتُم ». أَی أَدْقَقْتُم النَّظَرَ.

و التَّبَّانُ :بائِعُ التِّبْنِ ، إن جَعَلْته فَعَّالاً مِن التِّبْن صَرَفْته، و إن جَعَلْته فعلان مِن التب لم تَصْرِفْه؛و إلیه نُسِبَ أَبو العبَّاس التَّبَّان أَحدُ أَصْحابِ الإِمام أَبی حَنیفَهَ ،رَضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه بنَیْسابُورَ.

و موسی بنُ أَبی عُثْمانَ التَّبَّان ،عن أَبیهِ ،و عنه أَبو الزنادِ؛ و إسْماعِیلُ بنُ الأسْوَدِ المِصْریُّ التَّبَّان عن ابنِ وهبٍ ماتَ بعْدَ سَنَه مائَتَیْن و سِتِّیْن، المُحَدِّثانِ ، و جماعَهٌ غیرُهُم. و التُّبَّانُ ،کرُمَّانٍ :سَراویلُ صَغیرٌ مقْدارُ شِبْرٍ یَسْتُرُ العَوْرَهَ المُغَلَّظَهَ فَقَط یکونُ للمَلاَّحِیْنَ ؛و منه

17- حَدِیْث عَمَّار: أَنَّه صلَّی فی تُبَّانٍ فقالَ :إنِّی مَمْثونٌ . کما فی الصِّحاحِ .

و مِن سَجَعاتِ الأساسِ :رأَیْتُ تَبَّاناً یلْبسُ تُبَّاناً .

و

3- فی تارِیخِ حَلَبَ لابنِ العدیمِ :و أَخْرَجَ أَبو القاسِمِ البغویُّ بسَنَدِه إلی جریرِ بنِ أَبی لَیْلی قالَ : قالَ لی الحُسَیْنُ بنُ علیِّ ،رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنهما،حینَ أَحَسَّ بالقَتْلِ :»ابغونی ثَوْباً لا یُرْغَبُ فیه أَجْعَله تحْتَ ثیابی لا أُجَرَّدُ»،فقالَ له: تُبَّانٌ ؛فقالَ :ذاکَ لِباسُ مَنْ ضُرِبَتْ علیه الذِّلَّهُ . ؛و الجَمْعُ تَبابِینُ .

و اتَّبَنَ ،کافْتَعَلَ :لَبِسَه.

و أَبو الوَفاءِ محمدُ بنُ تُبَّانٍ ، کرُمَّانٍ ،سَمِعَ مِن أَبی (3)ملَّه المُحْتَسب،و هو مُحَدِّثٌ قَدِیمُ المَوْتِ ؛ذَکَرَه ابنُ نقْطَهَ .

و تُبانُ ، کغُرابٍ أَو کرُمَّانٍ و یکسرُ:لَقَبُ تُبَّعٍ الحِمْیَرِیِّ ، الذی هو أَوَّلُ مَن کَسا البَیْت الحَرام، یقالُ له:أَسْعَدُ تُبَّانٍ .

و وَقَعَ فی الرَّوض للسّهیلیّ رَحِمَه اللَّهُ تعالَی: تُبَّان أَسْعد.

قالَ شیْخُنا:و الغالِبُ تَأخّر اللَّقَب إلاّ إن کانَ أَشْهَر.

و أَبو عبدِ اللَّهِ الحُسَیْنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ علیِّ بنِ محمدِ بنِ یَعْقوب الوَاسِطیُّ المَعْروفُ بابنِ تُبانٍ ،کغُرابٍ ، التُّبانیُّ . و ضَبَطَه أَبو سَعْدٍ کرُمَّانٍ ،و الصَّوابُ الأوَّل کما قَیَّده الحافِظُ .رَوَی عنه أَبو مَسْعودٍ الحافِظُ البَجْلیّ الرَّازِی.

و قالَ الذهبیُّ :له مَجْلِس یرْوِیه الکِنْدیّ . و بالنُّون، أَی مع الموحَّدَهِ و آخِره تاء وَهَمٌ ؛ قالَ الحافِظُ الذهبیُّ :و قد غَلبَ علیه بینَ أَصْحابِنا مَجْلِس النباتیّ ،قالَ الحافِظُ :

و هو تَصْحیفٌ .

ص:86

و تَوْبَنُ ،کفَوْفَلٍ ، کذا ضَبَطَه فی اللّبابِ ،و ضَبَطَه الحافِظُ بفتْحِ المُثنَّاه: ه بنَسفَ ،منها الأمیرُ الدَّهْقان العَلاَّمَهُ فَخْر الدِّیْن أَبو بَکْرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحْمَد بنِ جَعْفَرِ بنِ محمدِ بنِ العبَّاس النَّسَفیُّ التَّوْبَنیُّ نَزِیلُ بُخارَی، کان عالِماً بالنَّحْو و اللُّغَه و الحَدِیْث،أَخَذَ الفقْهَ عن العِمادِ محمدِ بنِ علیِّ بنِ عبْدِ المَلِکِ السمتیّ (1)البُخارِیّ ، و سَمِعَ مِن سیفِ الدِّیْن الباخَرزیّ ،و ماتَ سَنَه 668،أَخَذَ عنه أبو العَلاءِ الفرضیُّ .

و مِن القُدماء: لُقْمانُ بنُ عیسَی التَّوْبَنیُّ ذَکَرَه المُسْتَغْفریُّ ؛ و جَعْفَرُ بنُ محمدٍ بنِ حمدانَ الفَقِیهُ ،رَوَی عن لیثِ بنِ نَصْر،و عنه المُسْتَغْفریُّ ، المُحَدِّثُونَ التَّوبَنِیُّونَ .

*و فاتَهُ :

علیُّ بنُ سمعان التَّوْبَنیُّ ذَکَرَه المُسْتَغْفریُّ أَیْضاً.

و تِبْنینُ : ظاهِرُ سِیاقِه أَنَّه بالفتْحِ ،و ضَبَطَه الحافِظُ بالکسْرِ: د،منه أَیُّوبُ بنُ أَبی بَکْرٍ خُطْلُبا التِّبْنِینِیُّ ، حَدَّثَ عن ابنِ اللَّتی.

و التَّبِنُ ،ککَتِفٍ :مَنْ یَعْبَثُ بیدِهِ بکُلِّ شیءٍ.

*و ممَّا یُسْتدرَکُ علیه:

تُبَنٌ ،کصُرَدٍ:مَوْضِعٌ یَمانیٌّ ؛عن نَصْر.

و تَبَّنَه تَتْبِیناً :أَلْبَسَه التُّبَّان .

و بِرْذَوْنٌ مَتْبُون :أَی علی لَوْنِ التّبْنِ .

و علیه رِداءٌ تَبِنٌ .

و المِتْبَنَهُ و التبانَهُ :مَوضِعُ التِّبْنِ .

و تِبِّینٌ ،کسِکِّیْن:قَرْیهٌ بالصَّعِیدِ الأدْنَی،و قد دَخَلْتها.

و التبانَهُ : المتبنَهُ .

و تُبانَهُ ،کثُمامَهٍ (2):قَرْیهٌ بما وَراءَ النَّهرِ،منها أَبو هَارُون موسَی[بن] (3)حفص الکشیّ المُحَدِّثُ .و تُبْنَی ،کحُبْلَی (4)؛قالَ کثیِّرٌ:

عَفا رابغٌ مِن أَهْلِه فالظَّواهِرُ

فأکنافُ تُبْنَی قد عَفَتْ فالأصافِرُ (5)

و التَّبَّانَهُ ،مُشَدَّدَه؛حارَهٌ بظَواهِر القاهِرَهَ ،منها الشّیْخُ جلالُ الدِّیْن التّبَّانیُّ ،کان فاضِلاً،و ابْنُه یَعْقوب مِن أَصْحابِ الحافِظِ بن حجر،رَحِمَهم اللَّهُ تعالَی.

فإنّکم لسْتُمْ بدارِ تَلُونهٍ

و لکنَّما أَنْتُم بهِنْدِ الأحامِسِ (1)

و قالَ الأصْمَعیُّ :یقالُ : تَلانَ بمعْنَی الآنَ ؛ و أَنْشَدَ:

نَوِّ لی قبْلَ نأْی دارِی جُمانا

وصِلِینا کما زَعَمْتِ تَلانا (2)

قالَ أَبو عُبیدٍ:أَصْلُه لان زِیْدَت علیها تاءٌ کما زِیْدَتْ فی تحین.

قالَ شیْخُنا،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی:و جَزَمَ ابنُ عُصْفورٍ، رَحِمَه اللَّهُ ،فی المُمْتع بزِیادَهِ التاءِ،و نَقَلَ الشیْخُ أَبو حیَّان فیه القَوْلَیْن.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

*قُلْتُ :لا وَهَم،فإنَّ قَوْل اللَّیْثِ المتقدِّمَ شاهِدٌ لکَلامِهِ ،ثم إنَّ الجَوْهرِیَّ جَرَی علی تَعارِیفِ العَرَبِ و أَهْل اللّغَهِ وَهُم مُصرِّحونَ بما قالَ ،فتأمَّل.

و التِّنِّینُ : لَقَبُ أَبی إسْحاق إبراهیمَ بنِ المَهْدِیِّ بنِ المَنْصور أَمیرِ المُؤمِنین،لُقِّبَ بذلِکَ لِسَمَنِهِ و سَوادِهِ ، و کانَتْ أُمُّه شکلهً سَوْداءَ،وُلِدَ سَنَه 162،و تُوفی سَنَه 228 بسرَّ مَنْ رَأَی.

*قُلْتُ :و هو المُلَقَّبُ بالمُبارَکِ و یُعْرَفُ بابنِ شکْلَهَ ، بُویعَ له بالخِلافَهِ فی أَیَّامِ المَأْمون،ثم ظَفِرَ به و عَفَی عنه،و کان أَفْصَحَ بَنی العبَّاس و أَجْودَهُمّ .

و التِّنِّینُ : سَیْفُ القَیْلِ شُرَحْبیلَ بنِ عَمْرٍو، علی التَّشْبیهِ .

و التَّینانُ ،بالکسْرِ:الذِّئبُ ؛ قالَ الأخْطلُ :

یَعْتَقْنَه عند تِینانٍ یُدَمِّنُه

بادِی العُواءِ ضَئیلُ الشَّخْصِ مُکتَسِبُ

و قیلَ :جاءَ الأخْطَل بحَرْفَیْن لم یَجِیء بهما غیرُهُ ، و هُما التِّینانُ للذِّئْبِ و العَیْثُومُ أُنْثی الفِیَلهِ .

و أَیْضاً: مِثالُ الشَّیءِ.

و یقالُ : تانَّ بینهُمَا متانهً :إذا قایَسَ .

و یقالُ : تَنْتَنَ (1)الرَّجُلُ :إذا تَرَکَ أصدقاءَهُ و صاحَبَ غیرَهُم؛ عن ابنِ الأعْرابیِّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

محمدُ بنُ أَحْمدَ بنِ الحُسَیْن بنِ التُّنیّ ،بالضمِّ ، مُحدِّثٌ ،ماتَ سَنَه 590،ذَکَرَه ابنُ نقْطَهَ .

و أَبُو نَصْرٍ محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمدٍ المَعْروفُ بابنِ تانَهَ الأصْبهانیُّ ،ذَکَرَه ابنُ السَّمعانیُّ .

و التَّنُّ ،بالکسْرِ و الفتْحِ :الصَّبِیُّ الذی أَقْصَعَهُ المَرَضُ .

و التَّنُّ ،بالکسْرِ:الشخْصُ ؛و أَیْضاً:المِثالُ .

وُلِدَ بتُونَهَ ،شیوخُه کَثِیرُونَ ،و تَرْجَمته واسِعَهٌ ،أَخَذَ عن الزکیّ المُنْذریّ و الصَّاغانی صاحِبِ العُبابِ ،و ابنِ العَدِیم مُؤَرِّخ حَلَبَ ،و یاقوتَ صاحِبِ المعْجمِ و غیرِهِم،و عنه محمدُ بنُ علیِّ الحراویُّ و غیرُهُم،و مُعْجمُ شیوخِه فی مجلَّدَیْن عنْدِی.

و التَّتاوُنُ : هو التَّتاؤُنُ ،و هو یَتَتاوَنُ للصَّیْدِ إذا جاءَهُ مَرَّهً عن یمینِه و مَرَّهً أُخْری عن شِمالِه، و هو نَوْعٌ مِن الخَدیعَهِ و الاحْتِیالِ .

و أتُّونُ الحمَّامِ ، کتَنُّورٍ ذَکَرَه فی«أَ ت ن».

صُهْبٌ خفافٌ أَتَینَ التِّینَ عن عُرُضٍ

یُزْجِینَ غَیْماً قلیلاً ماؤُهُ شَیِما (1)

و عبْدُ الرَّحْمن السَّفاقِسِیُّ المَالِکِیُّ المَعْروفُ بابنِ التِّیْن شارِحُ البُخارِی مَعْروفٌ .

و رجُلٌ تیناء :عذیوط ؛و قد ذَکَرَه المصنِّفُ ،رَحِمَه اللَّهُ تعالَی فی تیتأ اسْتِطْرَاداً و أَغْفَلَه هنا.

و غالِبُ بنُ عُمَرَ التیانیُّ صاحِبُ أَبی علیِّ القالِی.

و التَّیَّانُ :مَنْ یَبِیعُ التِّیْن.

و القاضِی محمدُ بنُ عبْدِ الواحِدِ بنِ التیَّان الفَقِیهُ المُرْسِیُّ یَرْوِی عن أَبی علیِّ الغسَّانی و ابنِ الطَّلاع،و عنه السّلَفیُّ و هو ضبطه.

و براقُ التِّیْن :مَوْضِعٌ ؛قالَ الحَذْلمیُّ :

تَرْعَی إلی جُدِّلها مَکِین

أَکْنافَ خَوِّ فبِراقِ التِّین (2)

*و ممَّا یُسْتدرَکُ علیه:

و أَثْخَنَ فی الأمْرِ:بالَغَ .

و یقالُ لرَزِینِ العَقْلِ :هو مُثْخِنٌ ،و یکنی به أَهْل الشَّامِ عن الضَّحِکِ الخَفِیفِ فی حَرَکاتِه.

و أَثْخَنَه قولُه:بَلَغَ منه.

و قالَ أَبو زیْدٍ: أَثْخَنْتُ فلاناً مَعْرِفَهً ،و رَصَّنْتُه (1)مَعْرِفَهً :

إذا قَتَلْتَه عِلْماً؛و هو مجازٌ.و یمکنُ أنْ یُؤْخذَ منه المُثْخن للمُبالِغِ فی الحِکَایَهِ و إیْرادِه للأقْوالِ .

و أَثْخَنَه ضَرْباً:بالَغَ فیه.

و استثْخَنَ (2)بین المَرَضِ و الإعْیاءِ:غَلَبَاه،کما فی الأساسِ ،و اللَّهُ تعالَی أَعْلَم.

أَهْمَلَهُ الجَوْهرِیُّ و ابنُ سِیْدَه.

و فی التَّهْذِیبِ : آذَی صَدیقَهُ أَو جارَه (1)، عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

لَقَبُ ابن [أبو] محمدٍ علیُّ بنُ الحُسَیْنِ بنِ علیِّ المَعْروف بزَیْنِ العَابِدِیْن و السَّجَّاد،لُقِّبَ بذلِکَ لأَنَّ مَساجدَهُ کانَتْ کثَفِنَهِ البَعیرِ مِن کثْرَهِ صَلاتِه،رضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه،و إلیه یُشیرُ دعبل الخزاعیُّ :

مدارس آیات خَلَتْ من تِلاوَهٍ

و مَنْزل وَحیّ مُقْفِر العَرَصات

دِیار علیّ و الحُسَیْن و جَعْفَر

و حَمْزَه و السَّجَّاد ذی الثَّفِناتِ .

و قیلَ :هو علیُّ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ العَبَّاسِ والِدُ الخُلَفاءِ؛ کما فی الأَساسِ .

17- و یقالُ : کانَتْ له خَمْسُمائَهِ أَصْلِ زَیتونٍ و کانَ یُصَلِّی عند کُلِّ أَصْلٍ رَکْعَتَیْنِ کلَّ یومٍ ، نَقَلَهُ المُبرّدُ فی الکامِلِ .

و أَیْضاً: عبدُ اللَّهِ بنُ وهبٍ الرَّاسبِیُّ رَئیسُ الخَوارجِ لأَنَّ طولَ السُّجودِ کان قد أَثَّرَ فی ثَفِناتِه ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ .

و ثافَنَهُ :جالَسَهُ ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ؛قالَ :و یقالُ :اشْتِقاقُه مِن الأَوَّل کأنَّک أَلْصَقْتَ ثَفِنَهَ رُکْبَتِک بثَفِنَهِ رُکْبَتِه.

و قیلَ : ثافَنَهُ لازَمَهُ و کلَّمَهُ ؛نَقَلَهُ الأَزْهرِیُّ . فهو مُثافِنٌ و مُثَفِّنٌ ، کمُحَدِّثٍ ،هکذا وُجِدَ مَضْبوطاً فی النُّسَخ.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

المُثْفَنُ ،کمُکْرَمٍ :العَظیمُ الثَّفِناتِ ،و به فُسِّر قوْلُ أُمیَّه ابنِ أَبی عامِرٍ (1):

فذلک یومٌ لَنْ تُرَی أُمُّ نافِعٍ

علی مُثْفَنٍ من وُلْدِ صَعْده قَنْدَلِ (2)

و ثَفَنَ الشیءَ یَثْفِنُه ثَفْناً :لَزِمَهُ .

و ثَفَنَ فلاناً:صاحَبَه حتی لا یَخْفَی علیه شیءٌ مِن أَمْرِه.

و رجُلٌ مِثْفَنٌ لخَصْمِه،کمِنْبَرٍ:أَی مُلازِمٌ له.و المُثافَنَهُ المُباطَنَهُ .

و ثافَنَهُ علی الشیءِ:أَعانَهُ علیه؛کما فی الصِّحاحِ و الأساسِ .

و ثُفْنُ المَزادَهِ ،بالضمِّ :جَوانِبُها المَخْروزَهُ ؛کما فی الصِّحاحِ .

و الثَّفْنُ :الثّقْلُ .

و قالَ النَّضْرُ: و أیْضاً عِهْنٌ یُعَلَّق فی أعْناقِ (1)الإبِلِ ؛ کذا فی التَّهْذیبِ .

و قالَ اللَّیْثُ : الثُّکْنَهُ مَرْکَزُ الأَجْنادِ علی رَایاتِهم و مُجْتَمَعُهم علی لِواءِ صاحِبِهم و عَلَمِهِم؛ و إنْ لم یکنْ هُناکَ لِواءٌ و لا عَلَمٌ ،ج ثُکَنٌ ، کصُرَدٍ.

و فی المُحْکَم: ثُکَنُ الجُنْدِ:مَراکِزُهم،واحِدُها ثُکْنَه ، فارِسِیَّه.

و ثَکَنٌ ،محرَّکَهً :جَبَلٌ مَعْروفٌ ؛نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و ابنُ سِیْدَه.

و قالَ النَّضْرُ:أَحْسَبُهُ نَجْدِیًّا.

و الأُثْکونُ ،بالضَّمِّ ، لُغَهٌ فی الأُثْکولِ باللامِ ،و هو العُرجونُ و الشَّماریخُ (2).

قالَ ابنُ سِیْدَه:و عسَی أَنْ یکونَ بَدَلاً.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

یاءَیِ النَّسَبِ و عَوَّضوا منها الأَلِفَ کما فَعَلوا فی المَنْسوبِ إلی الیمنِ ،فَثَبَتَتْ (1)یاؤُهُ عِندَ الإضافَهِ کما ثَبَتَتْ (2)یاءُ القاضِی فَتقولُ : ثَمانِیَ نِسْوَهٍ و ثَمانِیَ مِائَهٍ ، کما نقولُ قاضِی عَبْد اللَّه، و تَسْقُطُ مع التَّنْوینِ عِنْدَ الرَّفْعِ و الجَرِّ، و تَثْبُتُ عِنْدَ النَّصْبِ ، لأنَّه لیسَ بجَمْعٍ فیَجْرِی مَجْرَی جَوارٍ و سَوارٍ فی تَرْکِ الصَّرْفِ ،و ما جاءَ فی الشِّعْرِ غیرَ مَصْروفٍ فعلی توهُّمِ أنَّه جَمْعٌ ؛هذا نَصُّ الجَوْهرِیِّ بحُروفِه.

و فی المحْکَمِ :و قد جاءَ فی الشِّعْر غیرَ مَصْروفٍ ؛ قالَ :

یَحْدو ثَمانِیَ مُولَعاً بلِقاحِها

حتی هَمَمْنَ بزَیْغِه الإرْتاج (3)

لم یَصْرفْها لشَبَهِها بجَوارِیَ لَفْظاً لا معْنًی.

ثم قالَ الجَوْهرِیُّ : و أمَّا قَوْلُ الأَعْشَی، الشَّاعِر:

و لَقَدْ شَرِبْتُ ثَمانِیاً و ثَمانِیَا

و ثَمانَ عَشْرَهَ و اثْنَتَیْنِ و أَرْبَعا (4)

هکذا هو نَصُّ الجَوْهرِیِّ ؛و الذی فی دِیوانِ شعْرِه:

فلأَشْرَبَنَّ ؛و هکذا أَنْشَدَه الأَزْهرِیُّ أَیْضاً: فَکانَ حَقُّهُ أَنْ یقولَ : ثَمانِیَ عَشْرَهَ ،و إنَّما حُذِفَتِ الیاءُ علی لُغَهِ مَنْ یَقولُ :طِوالُ الأَیْدِ، کما قالَ مُضرِّسُ بنُ رِبْعِیِّ الأَسَدیُّ :

فَطِرْتُ بمُنْصُلی فی یَعْمَلاتٍ

دَوامِی الأَیْدِ یَخْبِطْنَ السَّریحا (5)

کما فی الصِّحاحِ .

و الّذی فی التَّهْذِیبِ ،ما نَصّه:وَجْه الکَلام و ثَمانِ عَشْرَهَ ،بکسْرِ النُّونِ لتَدُلَّ الکسْرهُ علی الیاءِ و تَرْکِ فَتْحهِ الیاءِ علی لُغَهِ مَنْ یَقولُ :رأَیْتُ القاضِی؛کما قالَ :

کأَنَّ أیْدِیهِنَّ بالقاعِ القَرِق

و المُثَمَّنُ ، کمُعَظَّمٍ :ما جُعِلَ لَهُ ثَمانِیَهُ أَرْکانٍ .

و وُجِدَ بخطِّ الجَوْهرِیِّ :و مُثْمَنٌ ،کمُکْرَمٍ ،و هو غَلَطٌ .

و المُثَمَّنُ أیْضاً: المَسْمُومُ .

و المُثَمَّنُ : المَحْمومُ .

و الثِّمْنُ (6):اللَّیْلَهُ الثَّامِنَهُ مِن أَظْماءِ الإبِلِ کالعِشْر للَّیْلَه العاشِرَه منها.